• إذا أردت اكتشاف شخصية إنسان، فانظر إليه حين يغضب! وإذا أردت اكتشاف رقي شخص، فانظر إليه كيف يتعامل مع من أساء إليه!
هنا درر منثورة وجواهر مكنونة لا تقدر بثمن فهي كنوز في قيمتها المعنوية
قد يتصنع احدنا المثالية ليظهر بتلك الصورة التي يرضى عنها الجميع ويرغبونها
وقد يجعلوه قدوة يقتدى بها واسوة حسنة يعتد بتصرفاتها ولكن عند الغضب تظهر
الحقائق فتنقلب الحال ويعود الشخص لطبعه وتتحول تلك المثالية لوحش كاسر
يجرح هذا ويتهم ذاك ويرمي المثالب جزافا ، نعم قد يخرجنا الغضب عن طورنا ويفقدنا رشدنا
لكن الغضب هو المحك الرئيسي لاختبار القدرة على التحكم بتصرفاتنا واظهار أخلاقنا الحقيقية
فما اجمل تلك الابتسامة في قمة الغضب فهي القادرة على أذابة ذلك العبوس .
اما الرقي في التعامل فهو ديدن العظماء وخلق من اخلاق الأنبياء فهو طهر ونقاء وتسامح وصفاء
فهو رد الإساءة بالأحسان فتخجل الطرف الآخر وتشعره بخطأه لتثبت له درسا تطبيقيا في العفو والتسامح
لعله يعترف بسوء فعله ويعود لرشده .
يقول ابن المقفع :
متى رأيت صاحبك قد غضب وأخذ يتكلم بما لا يصلح فلا ينبغي أن تعقد على ما يقوله خنصراً ولا أن تؤاخذه به فإن لا يدري ما يجري بل انظر له بعين الرحمة وتلمح تصريف القدر له وتفرج بلعب الطبع به واعلم انه إذا انتبه ندم على ما جرى وعرف لك فضل الصبر
شكرا لك من الاعماق حنان