قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ كَيْفَ قَالَ يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ قَالَ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ.
لم يأتي ذلك الأمر من الرسول عبثاً بل لحكمة بالغة.. إن العالم يا معشر المسلمين لن يقدروا على استئصالكم.. رغم رغبتهم الجامحة وقوتهم الكبيرة إلا أنهم لا يجرؤون على مواصلة القتال ضدكم.. ليس لقوتكم ولكن لأن الأمر رباني ولأن الله وعد بذلك.. فلذلك نحن بمأمن بإذن الله..
إلا في حالة واحدة : (إذا افترقنا من الداخل وكان بأسنا بيننا شديد)..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (... وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا)..
ومعنى سنة عامة : أي قحط يعمهم جميعاً..
والحمد لله على هذه النعم العظيمة التي نغفل عن تقديرها..
وعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل…"..
وكأن الأدلة تدل على عصرنا.. أصبح المسلمون أكثر أهل الأرض انتشاراً وأصبح الغثاء يتضح شيئاً فشيئاً.. وأصبح الأعداء يتفقون عليهم من الشرق والغرب ومن حولهم ويدعوا بعضهم بعضاً على احتلالهم.. ولكن قضاء الله لهم بالرصاد.. يدب الخوف في أنفسهم من المسلمين.. وهذا هو وعد الله الذي زرع في نفوسهم هذا الخوف.. وإن فعلوها فلن يقدروا ومصيرهم الخسارة لأن الله معنا ما دمنا نبعد عن ما حذرنا منه وهو (أن نفترق ويصبح بأسنا بيننا شديد).. فإذا افترقتم فانتظروا الهلاك.. فكل عدو في الخارج جاهز وينتظر فرصة البأس والفرقة..
أنا لا أقول هذا الكلام تطبيلاً لأحد لا والله.. ولكن حتى تصبحوا أكثر وعياً.. وحتى لا تندموا على ما تفعلونه من نشر لأشياء تقرب لحظة البأس والكيد لبعضنا البعض.. البعض يدعوا للمظاهرة والتخريب من أجل الميزانية وأشياء أخرى لا تستحق أن نفترق..
ماذا لو ضرب أحد منا وأخذ ماله ظلماً وزوراً وبهتاناً وأمام الملأ..؟!!!!!!
أعتقد أنها ستقوم الدنيا وتقعد.. لكن الرسول يقول إن حدث لك ذلك فعليك السمع والطاعة..
تصور تضرب ويؤخذ مالك.. ويأمرك بالسمع والطاعة.. أقسم أنها حكمة عظيمة لا يفهما إلا العقلاء..
واجب عليك الخروج في حالة واحدة فقط (إذا أمرت بمعصية الخالق).. لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق..
غيرها عليك الصبر والملتقى الآخرة.. عندما يرى المظلوم إنصافه في الآخرة وما أعد له من أجر..
سيتمنى لو أنه قضى حياته كلها مظلوماً.. وسيتمنى وقتها كل من يرى أجر المظلوم لو أنه عاش حياته كلها مظلوماً..
أنا لا أقول يجب أن نسكت على ما يحصل.. بل نقول يجب محاسبة المتسبب وتعويض كل من تضرر..
ولما لم توقف البلدية البناء في وقته..؟!! يجب محاسبة كل من كان له يد بذلك.. ويجب أن تكون المحاسبة شديدة..
يجب أن نقول هذا.. ولكن بلا تخريب أو خروج أو مناداة بالتفرقة أو نشر ما يبدي للمرء كره وليه..
نسأل الله أن يكتب لنا الخير في الدنيا والآخرة إنه على كل شيء قدير..