ومن أنصاف مطالعه التي يتمثل بها الناس
( واحر قلباه ممن قلبه شبم ... )
ونصفه الثاني لأجل تمام شخص المطلع
( ومن بجسمي وحالي عنده سقم ... )
ويعجبني من هذه القصيدة قوله يخاطب سيف الدولة ويشير إليه أنه سمع فيه كلام الأعداء وقد أحضرهم لمواجهته ولم يخرج عن إرسال المثل
( يا أعدل الناس إلا في معاملتي ... فيك الخصام وأنت الخصم والحكم )
( أعيذها نظرات منك صادقة ... أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم )
( وما انتفاع أخي الدنيا بناظره ... إذا استوت عنده الأنوار والظلم )
ومما سار من أمثالها قوله
( إذا رأيت نيوب الليث بارزة ... فلا تظنن أن الليث مبتسم )
( يا من يعز علينا أن نفارقهم ... وجداننا كل شيء بعدكم عدم )
( إن كان سركم ما قال حاسدنا ... فما لجرح إذا أرضاكم ألم )
( وبيننا لو رعبتم ذاك معرفة ... إن المعارف في أهل النهى ذمم )
( كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم ... ويكره الله ما تأتون والكرم )
ومنها وليس لمثله مثيل
( إذا ترحلت عن قوم وقد قرروا ... أن لا تفارقهم فالراحلون هم )
وما أحلى ما قال بعده
( شر البلاد مكان لا صديق به ... وشر ما يكسب الإنسان ما يصم )
وقال من أبيات
( وإن كان ذنبي كل ذنب فإنه ... محا الذنب كل المحو من جاء تائبا )
وقال من قصيدة
( وما كمد الحساد شيئا قصدته ... ولكنه من يزحم البحر يغرق )
( وإطراق طرف العين ليس بنافع ... إذا كان طرف القلب ليس بمطرق )
وقوله
( لولا مفارقة الأحباب ما وجدت ... لها المنايا إلى أرواحنا سبلا )
وقوله
( لا بقومي شرفت بل شرفوا بي ... وبنفس فخرت لا بجدودي )
وما أحلى ما قال من غزلها
( أي يوم سررتني بوصال ... لم ترعني ثلاثة بصدود )
منها
( أين فضلي إذا قنعت من الدهر ... بعيش معجل التنكيد )
( عش عزيزا أو مت وأنت كريم ... بين طعن القنا وخفق البنود )
وقال من قصيدة
( وعذلت أهل العشق حتى ذقته ... فعجبت كيف يموت من لا يعشق )
وقوله من قصيدة
( تحقر عندي همتي كل مطلب ... ويقصر في عيني المدى المتطاول )
وما أحلى ما قال بعده
( وما زلت طودا لا تزول مناكبي ... إلى أن بدت للضيم في زلازل )
وله من قصيدة
( ليس التعلل بالآمال من أربي ... ولا القناعة بالإقلال من شيمي )
( ولا أظن بنات الدهر تتركني ... حتى تسد عليها طرقها هممي )
وما ألطف ما قال منها
( أرى أناسا ومحصولي على غنم ... وذكر جود ومحصولي على الكلم )
( لقد تصبرت حتى لات مصطبر ... فالآن أقحم حتى لات مقتحم )