لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 5 من 16 الأولىالأولى ... 3456715 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 100 من 301

الموضوع: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

  1. #81
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    والموشح ما نسج ابن سنا الملك في دار الطراز على منواله منه في نوع الاكتفاء بالكل مع زيادة التضمين
    ( أرخت ذوائبها لنا في الأربع ... لنضل فاستغنت بها عن برقع )
    ( وغدوت أسهر في ليالي شعرها ... ويقول فجر الفرق هذا مطلعي )
    ( وتبسمت فعلاها ... نور فزاد سناها )
    ( فلثمت فاها آخذا مستغنما ... ورشفته رشف النزيف لبرد ما )
    ومنه وفيه حسن التخلص مع الاكتفاء
    ( حكم الزمان بينهم وتشتتي ... وشماتة الأعداء أكبر محنتي )
    ( ولسيد الرؤساء رمت تخلصا ... من محنتي فشددت رحل مطيتي )
    ( فغدت تمد خطاها ... وأقول عند عياها )
    ( الأوحدي الأوحدي لتغنما ... يا ناقتي فزمامك بيدي وما )
    وظريف هنا قول الشيخ زين الدين بن الوردي
    ( ماذا تقولون في محب ... عن غير أبوابكم تخلى )
    ( وجاءكم زائرا عفيفا ... عن مالكم هل يجوز أم لا )
    ومنه قوله مع زيادة التضمين
    ( مولاي إنك محسن ... قسما وإنك ثم إنك )
    ( فلأشكرنك ما حييت ... وإن أمت فلتشكرنك )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #82
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ويعجبني قول الشيخ برهان الدين القيراطي هنا مع زيادة التورية والاقتباس
    ( حسنات الخد منه ... قد أطالت حسراتي )
    ( كلما ساء فعالا ... قلت إن الحسنات )
    ومر سيدنا ومولانا قاضي القضاة صدر الدين بن الآدمي الحنفي نور الله ضريحه وجعل من الرحيق المختوم غبوقه وصبوحه على حماة المحروسة سنة سبع وثمانمائة

    وهو إذ ذاك صاحب ديوان الإنشاء الشريف بدمشق المحروسة ومولانا السلطان الملك المؤيد خلد الله ملكه كافلها في تلك الأيام وركابه الشريف متوجه إلى حلب المحروسة والأمير حكم في خدمته بحيث يوصله إلى محل كفالته بها وكنت في تلك الأيام بحلب المحروسة أمام كافلها علان تغمده الله برحمته ورضوانه فهرب علان واختفيت بعده فلما حل ركاب قاضي القضاة صدر الدين المشار إليه بحلب المحروسة توصل بحنوه وصدق محبته وخبره إلى أن عرف أين كنت مختفيا فكتب إلي
    ( قصدنا حماة فلم نلق من ... أردنا فلم نر عهدا وإلا )
    ( وجئنا إلى حلب خلفه ... فإن كان فيها اجتمعنا وإلا )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #83
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    فكتبت إليه الجواب
    ( أمولاي والله حال الجريض ... دون القريض الذي قد تولى )
    ( وأرجو وقد عفت هذي البلاد ... خلاصي بالصدر منها وإلا )
    فقدر الله بالسلامة وتوجهت في خدمته متنكرا إلى دمشق المحروسة ومن نظمي في هذا النوع مع زيادة إيهام التورية
    ( تطلبت منه قبلة وهو نافر ... فقال وقتلى حبنا لن تقبلا )
    ( فقلت له بالوصل عدني إلى غد ... فبعدك مات الصبر قال نعم إلى )
    وقولي أيضا مع زيادة التضمين
    ( صهباء ريقته رشفت سلافها ... فتغلبت فعجزت أن أتكلما )
    ( وإذا سئلت أقل لمن هو سائل ... إني لأعلم ما تقول وإنما )
    القسم الثاني الاكتفاء بالبعض وقد تقدم أنه عزيز الوقوع جدا ولم يوجد في كتب البديع فمن ذلك قول ابن سنا الملك من قصيدة

    ( أهوى الغزالة والغزال وإنما ... نهنهت نفسي عفة وتدينا )
    ( ولقد كففت عنان عيني جاهدا ... حتى إذا أعييت أطلقت العنا )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #84
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومنه قول شيخ شيوخ حماة
    ( إليكم هجرتي وقصدي ... وأنتم الموت والحياة )
    ( أمنت أن توحشوا فؤادي ... فآنسوا مقلتي ولاتو )
    وقول ابن مكانس مع زيادة التورية
    ( لله ظبي زارني في الدجى ... مستوطنا ممتطيا بالخفر )
    ( فلم يقم إلا بمقدار أن ... قلت له أهلا وسهلا ومر )
    ومنه قول العلامة بدر الدين بن الدماميني
    ( الدمع قاض بافتضاحي في هوى ... ظبي يغار الغصن منه إذا مشى )
    ( وغدا بوجدي شاهدا ووشى بما ... أخفى فيا لله من قاض وشا )
    ومثله قوله
    ( يقول مصاحبي والروض زاه ... وقد بسط الريح بساط زهر )
    ( هلم نباكر الروض المفدى ... وقم نسعى إلى ورد ونسر )
    ومثله قوله
    ( ورب نهار فيه نادمت أغيدا ... فما كان أحلاه حديثا وأحسنا )
    ( منادمتي فيها مناي فحبذا ... نهار تقضى بالحديث وبالمنا )
    ومنه قول شهاب الدين ابن حجر
    ( أطيل الملام لمن لامني ... وأملأ في الروض كأس الطلا )
    ( وأهوى الملاهي وطيب الملاذ ... فها أنا منهمك في الملا )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #85
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وأنشدني المقر المجدي بن مكانس لنفسه
    ( نزل الطل بكرة ... وسروري تجددا )
    ( والندامى تجمعوا ... فأجل كأسي على الندا )
    ومنه قول ابن حجر
    ( دع يا عذول رقى الملام فقد سرى ... عني الحبيب فتبت دام لك البقا )
    ( والطرف من فقد الرقاد بكى بما ... يحكي الغمام فليس يهدي بالرقا )
    وأنشدني من لفظه لنفسه قاضي القضاة صدر الدين بن الآدمي الحنفي وأنا بين يديه بدمشق المحروسة ورياحين الشبيبة غضة بيتين فيهما الاكتفاء بالبعض والتورية في القافيتين مع عدم الخروج عن الوزن في البيتين إذا قصد شق التورية الثاني وهذا الباب عزيز الوقوع جدا وسبكه في هذا القالب من غير تمويه ينطلي على الحاذق في صناعة الكلام هذا مع الاتفاق البديعي وحسن المطابقة ولم أذكر الاتفاق إلا أن الذي كتب إليه القاضي صدر الدين البيتين مشهور بالحسن والأدب وصحبته المشار إليه وهو غرس الدين خليل بن بشارة وهما
    ( يا متهمي بالسقم كن منجدي ... ولا تطل رفضي فإني علي )
    ( أنت خليلي فبحق الهوى ... كن لشجوني راحما يا خلي )
    وتقاضاني عند الإنشاد أن أنظم له شيئا على هذا الطريق فأنشدته في المجلس قولي
    ( يقولون صف أنفاسه وجبينه ... عسى للقا يصبو فقلت لهم صبا )
    ( وغالطت إذ قالوا أباح وصاله ... وإلا أبى قربا فقلت لهم أبا )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #86
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ونظم الشيخ جمال الدين بن نباتة هذا النوع وكساه ديباج التورية ولم يسلم له الوزن إذ جمع بين طرفي الاكتفاء كما فعلنا حيث قال
    ( أقول وقد جاء الغلام بصحفة ... عقيب طعام الفطر يا غاية المنا )
    ( بحقك قل لي جاء صحن قطايف ... وبح باسم من أهوى ودعني من الكنا )


    وكتب الشيخ برهان الدين القيراطي لنور الدين ابن حجر والد قاضي القضاة شهاب الدين
    ( مولاي نور الدين ضيفك لم يزل ... يروي مكارمك الصحيحة عن عطا )
    ( صدقت قطايفك الكبار حلاوة ... بفمي وليس بمنكر صدق القطا )
    انتهى ما أوردته من هذا النوع الغريب
    وبيت صفي الدين
    ( قالوا ألم تدر أن الحب غايته ... سلب الخواطر والألباب قلت لم )
    بيت صفي الدين هنا شاهد على الاكتفاء بجميع الكلمة ولكن لم ترض التورية أن تكون له سكنا لشدة برده
    وعجبت للشيخ صفي الدين كيف استحسن هذا البيت ونظمه في سلك أبيات بديعيته مع ما فيه من الركة والنظم السافل وقرر موضع الاكتفاء بلفظة لم هذا مع أنه غير مكلف بتسمية النوع ولا ملتفت إلى تورية
    والعميان لم ينظموا هذا النوع
    وبيت الشيخ عز الدين شاهد على النوعين مع التزامه بالتورية في تسمية النوع البديعي واستجلاب الرقة ولطف المعنى وهو
    ( وما اكتفى الحب كسف الشمس منه إذا ... حتى انثنى يخجل الأغصان حين تمي )
    فشاهد الكل قوله إذا المعروف أن بعده بدا لما تقدم من ذكر كسف الشمس وشاهد البعض قوله حين تمي فدل حرف الكلمة أنها تميل أو تميس
    وبيت بديعيتي شاهد على الاكتفاء بالبعض بزيادة التورية التي تتوارى من حسنها بهجة الشموس مع سلامة الوزن في طرق الاكتفاء على مذهب الجماعة كما تقدم
    وأما التورية بتسمية النوع فهي محصول الحاصل إذ لا بد منها وبيتي
    ( لما اكتفى خده القاني بحمرته ... قال العواذل بغضا إنه لدمي )
    المعنى هنا أن الخد لما تزايدت حمرته قال العواذل بغضا في الظاهر إنه لدمي ووروا بالاكتفاء وقصدوا في الباطن أنه دميم حسدا له وهذا الاكتفاء ينظر إلى قول القائل
    ( كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسدا وبغضا إنه لدميم )
    وهو بالدال المهملة للحقارة ومن تأمل هذا البيت تأمل أهل الأدب المنصفين علم أن الحيلة في تركيب توريته حيلة دقيقة مع ما فيه من المعنى وجزالة الأسلوب
    وهذا النوع على هذا النمط الغريب لا يجري في مضماره من فحول الأدب إلا كل ضامر مهزول
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #87
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ذكر مراعاة النظير

    ( ذكرت نظم اللآلي والحباب له ... راعى النظير بثغر منه منتظم )
    هذا النوع أعني مراعاة النظير يسمى التناسب والائتلاف والتوفيق والمواخاة وهو في الاصطلاح أن يجمع الناظم أو الناثر أمرا وما يناسبه مع إلغاء ذكر التضاد لتخرج المطابقة وسواء كانت المناسبة لفظا لمعنى أو لفظا للفظ أو معنى لمعنى إذ القصد جمع شيء إلى ما يناسبه من نوعه أو ما يلائمه من أحد الوجوه كقول البحتري في إبل أنحلها السير
    ( كالقسي المعطفات بل الأسهم ... مبرية بل الأوتار )
    فإنه لما شبه الإبل بالقسي وأراد أن يكرر التشبيه كان يمكنه أن يشبهها بالعراجين أو بنون الخط لأن المعنى واحد في الانحناء والرقة ولكنه قصد المناسبة بين الأسهم والأوتار لما تقدم ذكر القسي
    ولعمري لقد أصاب الغرض في هذا المرمى
    وظريف هنا قول بعضهم في وصف فرس
    ( من جلنار ناضر خده ... وأذنه من ورق الآس )
    فالمناسبة هنا بين الجلنار والآس والنضارة ومثله قول بعضهم في آل النبي
    ( أنتم بنو طه ونون والضحى ... وبنو تبارك في الكتاب المحكم )


    ( وبنو الأباطح والمشاعر والصفا ... والركن والبيت العتيق وزمزم )
    هذا الناظم أحسن في مراعاة النظير وأتى في البيت الأول بحسن المناسبة بين أسماء السور وفي الثاني بحسن المناسبة بين الجهات الحجازية
    انتهى
    ويعجبني قول السلامي في هذا الباب
    ( والنقع ثوب بالسيوف مطرز ... والأرض فرش بالجياد محمل )
    ( وسطور خيلك إنما ألفاتها ... سمر تنقط بالدماء وتشكل )
    فإنه ناسب بين الثوب والتطريز وبين الفرش والحمل وبين السطور والألفات والنقط والشكل ومثله قول أبي العلاء المعري
    ( دع اليراع لقوم يفخرون بها ... وبالطوال الردينيات فافتخر )
    ( فهن أقلامك اللاتي إذا كتبت ... مجدا أتت بمداد من دم هدر )
    فأبو العلاء أيضا ناسب بين الأقلام والكتابة والمداد
    وغاية الغايات في هذا الباب قول بديع الزمان الهمذاني من قصيدة يصف فيها طول السرى
    ( لك الله من ليل أجوب جيوبه ... كأني في عين الردى أبدا كحل )
    ( كأن السرى ساق كأن الكرى طلا ... كأنا له شرب كأن المنى نقل )
    ( كأنا جياع والمطي لنا فم ... كأن الفلا زاد كأن السرى أكل )
    ( كأن ينابيع الثرى ثدي مرضع ... وفي حجرها مني ومن ناقتي طفل )
    ( كأنا على أرجوحة في مسيرنا ... لغور بنا تهوي ونجد بنا تعلو )

    ومنها في المديح ولم يخرج عما نحن فيه من حسن المناسبة
    ( كأني في قوس لساني له يد ... مديحي له فرع به أملي نبل )
    ( كأن دواتي مطفل حبشية ... بناني لها بعل ونقشي لها نسل )
    ( كأن يدي في الطرس غواص لجة ... له كلمي در به قيمتي تغلو )
    أنظر أيها المتأمل إلى ملكة هذا الشاعر المفلق الذي ما دخل إلى بيت إلا وأسكن فيه ما يلائمه من المناسبات البديعية
    نعم هذه الغايات التي تقف عندها فحول الشعراء وهذا الإمام المتقدم الذي صلى الحريري خلفه وأشار إليه بقوله في مقاماته
    ( فلو قبل مبكاها بكيت صبابة ... بسعدي شفيت النفس قبل التندم )
    ( ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا ... بكاها فقلت الفضل للمتقدم )
    فإن البديع هو الذي سبق الحريري إلى نظم المقامات وسبك العلوم في تلك القوالب الغريبة وعلى منواله نسج الحريري واستعمل بعض أسماء مقاماته وقفى أثر عيسى بن هشام بالحرث بن همام وعارض طرح الإسكندري بما نسجه أبو زيد السروجي
    وعلى كل تقدير فالبديع عرابة هذه الراية وعباس هذه السقاية
    نرجع إلى ما كنا فيه من حسن المناسبة في مراعاة النظير فمن المستحسن في هذا النوع قول بعضهم في مليح معه خادم يحرسه
    ( ومن عجب أن يحرسوك بخادم ... وخدام هذا الحسن من ذاك أكثر )
    ( عذارك ريحان وثغرك جوهر ... وخدك ياقوت وخالك عنبر )
    هذا الأديب المتمكن ناسب بين العذار والثغر والخد والخال إذ الوجه لمصابيح هذه المحاسن جامع وبين ريحان وجوهر وياقوت وعنبر للملاءمة في أسماء الخدام فلو ذكر شيئا عن غير تناسب كان نقصا وعيبا وإن كان جائزا فإنهم عابوا على أبي نواس قوله
    ( وقد حلفت يمينا ... مبرورة لا تكذب )
    ( برب زمزم والحوض ... والصفا والمحصب )

    فالحوض هنا أجنبي من المناسبة لأنه ما يلائم المحصب والصفا وزمزم وإنما يناسب الصراط والميزان وما هو منوط بيوم القيامة
    ومثله في عدم المناسبة قول الكميت
    ( وقد رأينا بها حوراء منعمة ... بيضا تكامل فيها الدل والشنب )
    فإنهم قالوا الدلال لا يناسب الشنب وهو صحيح فإن الشنب من لوازم الثغر فلو ذكر معه اللعس وما ناسب ذلك مشى على سنن المناسبة وخلص من النقد
    ويعجبني من ملاءمة التناسب في مراعاة النظير قول العلامة أبي بكر بن اللبانة في موشح
    ( بعض يخاصمني في بعض ... جسمي مقيم وقلبي يمضي )
    ( وكيف أسلو وبدري الأرضي ... يدير في الأقحوان الغض )
    ( وردية سرقت أنفاسه بالالتماس ... رقت فكانت مثل دمعة في جفن كاس )
    أنظر إلى ما ناسب بين الأقحوان والورد وجذب القلوب وأنشا الأذواق في المناسبة بين الدمعة وجفن الكاس مع الاستعارة التي تستعار منها المحاسن
    ومن أحلى ما يستحلى في الذوق من هذا النوع قول ابن مطروح
    ( لبسنا ثياب العناق ... مزررة بالقبل )
    ومن شدة إعجابي بهذا البيت ضمنته تضمينا لو سمعه ابن مطروح لاطرح نفسه خاضعا وسلم إلي مفاتيح بيته طائعا وهو
    ( ولما خلعنا العذار ... فككنا طويق الخجل )
    ( لبسنا ثياب العناق ... مزررة بالقبل )
    ولولا خوف الإطالة لتكلمت على بيت ابن مطروح وعلى التضمين وما فيهما من حسن التناسب والاستعارات بما يليق بمقامهما
    وغاية الغايات قول القاضي الفاضل في هذا الباب
    ( في خده فخ لعطفة صدغه ... والخال حبته وقلبي الطائر )

    ويعجبني في هذا الباب قول مجير الدين بن تميم
    ( لو كنت تشهدني وقد حمي الوغى ... في موقف ما الموت فيه بمعزل )
    ( لترى أنابيب القناة على يدي ... تجري دما من تحت ظل القسطل )
    أنظر أيها المتأمل إلى حسن ما ناسب بين الأنابيب والقناة والجريان والقسطل مع انقياد التورية إلى طاعته وحسن تصرفه فإني أنا محقق أن الأمير مجير الدين بن تميم من فرسان هذا الميدان وممن أجاد في هذا الباب وبالغ في الإحسان إلى غريب المناسبة
    وراعى جانب مراعاة النظير حسن الزغاري بقوله
    ( كان السحاب الغر لما تجمعت ... وقد فرقت عنا الهموم بجمعها )
    ( نياق ووجه الأرض قعب وثلجها ... حليب وكف الريح حالب ضرعها )
    فإنه أتى بالمعنى الغريب والتشبيه البديع وحسن المناسبة في مراعاة النظير مع حلاوة الانسجام ولطف الاستعارة
    وأنشدني لنفسه الشيخ عز الدين في هذا النوع قوله
    ( بخد الحب ريحان نضير ... لأحرفه سطور ليس تقرا )
    ( فراعيت النظير وقلت بدري ... عذارك أخضر والنفس خضرا )
    والذي يظهر لي أن خضرة النفس هنا من إيهام المناسبة
    ومما نظمته في هذا النوع قولي
    ( أبرزت معصما نهار وداعي ... شف بلوره فزاد حريقي )
    ( راح دمعي يرعى النظير ويبدي ... عند لثمي سلاسلا من عقيق )
    فحسن المناسبة هنا بين المعصم والسلاسل والعقيق والبلور مع إبراز تسمية النوع البديعي والنسيب المطرب الغزلي في معنى توريته
    وبيت الشيخ صفي الدين الحلي
    ( تجار لفظ إلى سوق القبول بها ... من لجة الفكر تهدي جوهر الكلم )
    المناسبة في بيت الشيخ صفي الدين بين التجار والسوق واللجة والجوهر وهو بيت عامر بمحاسن هذا النوع
    وبيت العميان في بديعيتهم
    ( يروى حديث الندى والبشر عن يده ... ووجهه بين منهل ومبتسم )
    هذا البيت ما رأيت له وجها يظهر به مراعاة النظير ولا بينه وبين المناسبة البديعية نسب ثابت ولكن رأيت الشيخ أبا جعفر شارح هذه البديعية أعني بديعية العميان قال إن العنعنة في البيت بعن تناسب الرواية في الحديث والندا والبشر فيهما مناسبة للكرم
    ولعمري إن الشيخ رحمه الله استسمن من وجه هذا البيت ذا ورم ونفخ من نفسه في غير ضرم وهذا لعمري جهد من لا جهد له
    وبيت عز الدين الموصلي
    ( وارع النظير من القوم الأولى سلفوا ... من الشباب ومن طفل ومن هرم )
    المناسبة في بيت الشيخ عز الدين بين الشباب والطفل والهرم أظن أنه قصد بها النسبة إلى آدم عليه السلام
    وبيت بديعيتي
    ( ذكرت نظم اللآلي والحباب له ... راعي النظير بثغر منه منتظم )
    المناسبة هنا ما بين اللآلي ونظم الحباب ونظم الثغر بديعة عند أهل النظم هذا مع حسن التشبيه بالمناسبة البديعية وفي نور هذا المثال ما يمحو ظلمة الإشكال عند مراعاة النظير هذا مع رقة الانسجام ومغازلة عيون الغزل في تسمية النوع البديعي وحلاوة توريته وقد حبست عنان القلم وإن كانت المهجة في هذا المعرك الضيق قد ذابت لئلا يقال كثر فارتابت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #88
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ذكر التمثيل

    ( وقلت ردفك موج كي أمثله ... بالموج قال قد استسمنت ذا ورم )
    التمثيل مما فرعه قدامة من ائتلاف اللفظ مع المعنى وقال هو أن يريد المتكلم معنى فلا يدل عليه بلفظه الموضوع له ولا بلفظ قريب من لفظه وإنما يأتي بلفظ هو أبعد من لفظ الإرداف يصلح أن يكون مثالا للفظ المعنى المذكور كقوله تعالى ( وقضي الأمر ) وهذا التمثيل العظيم في غاية الإيجاز والحقيقة أي هلك من قضي هلاكه ونجا من قدرت نجاته وما عدل عن اللفظ الخاص إلى لفظ التمثيل إلا لأمرين أحدهما الاختصار لبلاغه الإيجاز والثاني كون الهلاك والنجاة كانا بأمر مطاع ولا يحصل ذلك من اللفظ الخاص
    ومن شواهد ذلك في السنة الشريفة قول النبي حكاية عن بعض النسوة في حديث أم زرعة زوجي كليل تهامة لا حر ولا برد ولا مخافة ولا سآمة
    فإنها أرادت وصفه بحسن العشرة مع نسائه
    فعدلت عن اللفظ الموضوع له إلى لفظ التمثيل لما فيه من الزيادة وذلك تمثيلها الممدوح بليل تهامة المجمع على وصفه بأنه معتدل فتضمن ذلك وصف الممدوح باعتدال المزاج المستلزم حسن العشرة وكمال العقل اللذين ينتجان لين الجانب وطيب المعاشرة وخصت الليل بالذكر لما في الليل من راحة الحيوان وخصوصا الإنسان لأنه يستريح فيه من الكد والفكر ولكون الليل جعل سكنا والسكن محل الاجتماع بالحبيب لا سيما وقد جعلته معتدلا بين الحر والبرد والطول والقصر وهذه صفة ليل تهامة لأن الليل يبرد فيه الجو مطلقا بالنسبة إلى النهار لغيبة الشمس


    وخلوص الهواء من اكتساب الحر فيكون في البلاد الباردة شديد البرد وفي البلاد الحارة معتدل البرد مستطابا فلهذا قالت زوجي كليل تهامة وحذفت أداة التشبيه ليقرب المشبه من المشبه به وهذا مما يبينه لفظ التمثيل لكونه لا يجيء إلا مقدرا بمثل غالبا
    وقال ابن رشيق في العمدة التمثيل والاستعارة ضرب من التشبيه ولكنهما بغير أداة
    والتمثيل هو المماثل عند بعضهم وذلك أن تمثل شيئا بشيء فيه إشارة منه كقول امرئ القيس
    ( وما ذرفت عيناك إلا لتضربي ... بسهميك في أعشار قلب مقتل )
    فمثل عينيها بالسهمين ومثل قلبه بأعشار الجزور معناه ما بكيت إلا لتقدحي في قلبي كما يقدح القادح في الأعشار فتمت له جهات التمثيل والاستعارة
    وقد تقدم أن التمثيل ضرب من الاستعارة والتشبيه وهو قريب التذييل ولكن بينهما فرق دقيق وهو خلو التذييل من التشبيه
    وألحقوا بهذا الباب أعني التمثيل ما يخرجه المتكلم مخرج المثل السائر وأبلغ ما سمعته من الشواهد البليغة المستوعبة لشروط هذا الباب قول أبي تمام
    ( أخرجتموه بكرة عن سجيته ... والنار قد تلتظي من ناضر السلم )
    ( أوطأتموه على جمر العقوق ولو ... لم يحرج الليث لم يخرج من الأجم )
    ففي عجز كل من البيتين تمثيل حسن فإنه مثل فيهما حالته عند إخراجه كرها عن سجيته يخاطب أحبابه وقد أثروا به تلك الحالة والنار قد تلتظي من ناضر السلم
    قد هنا للتقليل ومراده أن وقوع هذا منكم وأنتم أحباب عجيب
    ومثل الحال بقوله والنار قد تلتظي من ناضر السلم وقال في عجز البيت الثاني عندما أوطؤوه على جمر العقوق إن الليث لو لم يخرج ما خرج من الأجم
    وهذا التمثيل والذي قبله في البيت الأول غايتان في هذا الباب
    وقد أخرج كلا منهما مخرج المثل السائر على مذهب من يرى ذلك
    وبيت الشيخ صفي الدين
    ( يا غائبين لقد أضنى الهوى جسدي ... والغصن يذوي لفقد الوابل الردم )
    الشيخ صفي الدين أجاد في نظم هذا النوع وأتى بشروطه كاملة فإنه مثل حاله لما أضنى الهوى جسده لغيبة أحبابه بالغصن لما يذوي لفقد المطر وأخرج كلامه مخرج المثل السائر كما تقرر ولكن لو حط موضع الهوى الجفا لكان أقرب إلى المراد ولو كانت القافية غير الردم لكانت أخف على القلوب
    والعميان لم ينظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين
    ( من التعاظم تمثيل الزمان به ... وقد يكون اتضاع القدر بالشمم )
    هذا البيت غير صالح للتجريد وقد كل الفكر وعجزت أن أتوصل فيه إلى حد يتوصل به إلى فهم معناه أو إلى صورة التمثيل في تركيبه فلم أجد بدا من مطالعة الشرح فلما نظرت في شرحه وجدته قد قال فيه إن العذول يتعاظم في كلامه وأفعاله فلذلك مثل الزمان به من استهتار السامع به والتهكم وعدم الإصغاء إليه وفي ذلك تهجين له وربما استجيب فيه الدعاء ثم قال في آخر الشرح وقد أرسلت النصف الثاني من البيت مثلا فما ازدادت مرآة ذوقي بذلك إلا صدأ والله أعلم
    وبيت بديعيتي
    ( وقلت ردفك موج كي أمثله ... بالموج قال قد استسمنت ذا ورم )
    أنظر أيها المتأمل إلى التمثيل الذي مثلت فيه شيئا بشيء فيه إشارة منه كما قرره ابن رشيق في العمدة وحذفت أداة التشبيه لتقريب المشبه من المشبه به كما تقدم وتقرر أن لفظ التمثيل لا يكون إلا مقدرا يمثل غالبا وأخرجت آخر كلامي مخرج المثل السائر على مذهب من يرى ذلك وأتيت بتسمية النوع البديعي مورى به مسبوكا في أحسن القوالب والله أعلم بالصواب
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #89
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ذكر التوجيه

    ( وأسود الخال في نعمان وجنته ... لي منذر منه بالتوجيه للعدم )
    التوجيه مصدر توجه إلى ناحية كذا إذا استقبلها وسعى نحوها وفي الاصطلاح أن يحتمل الكلام وجهين من المعنى احتمالا مطلقا من غير تقييد بمدح أو غيره والتوجيه هو إبهام المتقدمين لأن الاصطلاح فيهما واحد غير أن الشواهد التي استشهدوا بها على التوجيه الإبهام أحق بها لطلوع أهلتها زاهرة في أفقه ولمطابقة التسمية فإنهم يستشهدون على التوجيه بقول الشاعر في الحسن ابن سهل عندما زوج ابنته بوران بالخليفة
    ( بارك الله للحسن ... ولبوران في الختن )
    ( يا إمام الهدى ظفرت ... ولكن ببنت من )
    فلم يعلم ما أراد بقوله ببنت من في الرفعة أو في الحقارة وقد تقدم قولي في شرح نوع الإبهام لما استشهدت بهذين البيتين على ما نقل ابن أبي الأصبع أن الحسن بن سهل قال له أسمعت هذا المعنى أم ابتكرته فقال لا والله نقلته من شعر شاعر مطبوع كان كثير الولوع بهذا النوع واتفق أنه فصل قباء عند خياط أعور اسمه زيد كذا نقله ابن أبي الأصبع فقال له الخياط على سبيل العبث سآتيك به لا تدري أقباء هو أم دواج فقال له الشاعر إن فعلت ذلك نظمت فيك بيتا لا يعلم من سمعه أدعوت لك أم دعوت عليك ففعل الخياط فقال الشاعر
    ( خاط لي زيد قباء ... ليت عينيه سواء )
    فإن قيل إنه قصد التساوي في عينيه بالعمى صح وإن قيل إنه قصد التساوي في

    الأبصار صح
    فتسمية النوع هنا بالإبهام أليق من تسميته بالتوجيه ومطابقة التسمية فيه لا تخفى على أهل الذوق الصحيح وهذا مذهب ابن أبي الأصبع فإنه هو الذي تخير الإبهام ونزل عليه هذه الشواهد واختصر التوجيه من كتابه وقال في ديباجته وربما أبقيت اسم الباب وغيرت مسماه إذا رأيت اسمه لا يدل على معناه
    وقد أجمع الناس على أن كتابه المسمى بتحبير التحرير أصح كتاب ألف في هذا الفن لأنه لم يتكل فيه على النقل دون النقد وغالب الجماعة غيروا بعض القواعد وبدلوا أكثر الأسماء والشواهد ووضعوها في غير محلها وإذا وصلت إلى بديع ابن منقذ وصلت إلى الخبط والفساد والجمع بين أسباب الخطاء وأنواعه من التداخل والتبديل
    والسكاكي ومن تبعه سموا هذا النوع التوجيه ونسج الناس على منوالهم إلى أن تخير ابن أبي الأصبع نوع الإبهام وقرر له الشواهد التي هي أليق به من التوجيه
    ولم أسمع من شواهد الإبهام غير البيت المنظوم في الخياط والبيتين المنظومين في الحسن ابن سهل وهذا النوع صعب المسلك في نظمه لأن المراد من الناظم أن يبهم المعنيين بحيث لا يكاد أحدهما يترجح على الآخر
    ومن أظرف ما وقع في هذا الباب وقد أوردته في باب الإبهام أن القاضي زين الدين بن القرناص الحلبي غفر الله له ألف تاريخا قريبا من قباء الخياط وهاجر إلى حماة المحروسة بسبب الكتابة عليه ورسم لي بعد وقوفي عليه بالكتابة عليه فكتبت على التاريخ المذكور هذين البيتين
    ( تاريخ زين الدين فيه عجائب ... وبدائع وغرائب وفنون )
    ( فأذاب تاه مناظر في جمعه ... خبره عني إنه مجنون )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #90
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومن أغرب ما نقل من شواهد الإبهام التي ما تليق بغيره أن أبا مسلم الخراساني قال يوما لسليمان بن كثير بلغني أنك كنت في مجلس وقد جرى ذكري فقلت اللهم سود وجهه واقطع رأسه واسقني من دمه
    فقال نعم قلت ذلك ونحن جلوس بكرم حصرم فاستحسن أبو مسلم إبهامه وعفا عنه لسداد جوابه
    رجع إلى ما كنا فيه من تقرير نوع التوجيه
    قد تقدم أن المتقدمين نزلوه منزلة الإبهام وسموه توجيها واستشهدوا عليه بالشواهد التي تقدم ذكرها
    وأما التوجيه عند المتأخرين فقد قرروا أن يوجه المتكلم بعض كلامه أو جملته إلى أسماء متلائمة اصطلاحا من أسماء الأعلام أو قواعد علوم أو غير ذلك مما يتشعب له من الفنون

    توجيها مطابقا لمعنى اللفظ الثاني من غير اشتراك حقيقي بخلاف التورية وهذا هو مذهب الشيخ صفي الدين وعلى هذا المنوال نسج بديعيته وقد تقدم أن بديعيته نتيجة سبعين كتابا في هذا الفن
    وعلى منواله نسجت بديعيتي لأجل المعارضة
    وقد أدخل جماعة نوع التوجيه في التورية وليس منها
    والفرق بينهما من وجهين
    أحدهما أن التورية تكون باللفظة المشتركة والتوجيه باللفظ المصطلح عليه
    والثاني أن التورية تكون باللفظة الواحدة والتوجيه لا يصح إلا بعدة ألفاظ متلائمة كقول علاء الدين الوداعي
    ( من أم بابك لم تبرح جوارحه ... تروي أحاديث ما أوليت من منن )
    ( فالعين عن قرة والكف عن صلة ... والقلب عن جابر والأذن عن حسن )
    أقول لو بلغت ما عسى أن أبلغه لما وجدت للمتقدمين شاهدا أحسن من هذين البيتين على هذا النوع ولذلك قدمتهما
    سبحان المانح لقد أظهر الشيخ علاء الدين الوادعي من محاسن الأدب في التوجيه وجوها تخجل الأقمار ويتمسك الناس بعده بطيب هذه الآثار
    أما قرة فهو قرة ابن خالد السدوسي وهو ثقة يروي عن الحسن وابن سيرين وليس بتابعي
    وأما صلة فهو صلة بن أشيم العدوي كان من كبار التابعين وهو زوج معاذة العدوية وهي تروي عن عائشة
    وأما جابر فهو جابر بن عبد الله صاحب رسول الله وليس بجابر الجعفي لأن جابر الجعفي ضعيف وهو تابعي وإنما ضعفوه لأنه كان يؤمن بالرجعة
    وأما الحسن فهو الحسن البصري كان تابعيا كبيرا رأى من أصحاب رسول الله نحوا من ثلثمائة رجل
    فلله در الوداعي لقد أودع في بيته نفائس الذخائر وقال فلم يترك مقالا لشاعر وكان من المتقدمين عصرا وعلما في اقتناص شوارد النكت الأدبية والأنواع البديعية وإبراز التورية في القوالب التي لم يسبق إليها وعلى موائد معانيه ونكته تطفل الشيخ جمال الدين بن نباتة في مواضع كثيرة
    وقد عن لي وإن طال الشرح أن أذكر نبذة من ذلك ليتأيد قولي ويعرف رتبة الشيخ علاء الدين من كان بها جاهلا
    قال الشيخ علاء الدين من قصيدة مطولة
    ( أثخنت عينها الجراح ولا ... إثم عليها لأنها نعساء )
    ( زاد في عقشها جنوني فقالوا ... ما بهذا فقلت بي سوداء )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  11. #91
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وقال الشيخ جمال الدين بن نباتة
    ( قام يرنو بمقلة كحلاء ... علمتني الجنون بالسوداء )
    قال الشيخ علاء الدين الوداعي
    ( إذا رأيت عارضا مسلسلا ... في وجنة كجنة يا عاذلي )
    ( فاعلم يقينا أنني من أمة ... تقاد للجنة بالسلاسل )
    قال الشيخ جمال الدين ولم يخرج عن الوزن والقافية
    ( أفدي الذي ساق إليها مهجتي ... فرع طويل تحت حسن طائل )
    ( قلبي بصدغيها إلى طلعتها ... يقاد للجنة بالسلاسل )
    قال الشيخ علاء الدين وقد اجتمع جماعة من أصحابه لم يخرج اسم واحد منهم عن علي
    ( لقد سمح الزمان لنا بيوم ... غدا فيه السمي مع السمي )
    ( تجمعنا كأنا ضراب خيط ... علي في علي في علي )
    قال الشيخ جمال الدين
    ( علوت اسما ومقدارا ومعنى ... فيا لله من حسن جلي )
    ( كأنكم الثلاثة ضرب خيط ... علي في علي في علي )
    قال الشيخ علاء الدين
    ( من آخذ من خده ... بدم الشهيد المغرم )
    ( فالريح ريح المسك منه ... ولونه لون الدم )
    قال الشيخ جمال الدين
    ( لا ينكرن الكاس من جفنه ... دم الشهيد الصابر المغرم )
    ( فالريح ريح المسك من خده ... كما يرى واللون لون الدم )
    قال الشيخ علاء الدين من قصيدة
    ( يفتن بالفاتر من طرفه ... ورقه البارد يا حار )
    قال الشيخ جمال الدين
    ( لو ذقت برد رضاب من مقبله ... يا حار ما لمت أعضائي التي ثملت )
    مع أن الشيخ جمال الدين فتر عن الفاتر قال الشيخ علاء الدين
    ( قيل إن شئت أن تكون غنيا ... فتزوج تكن من المحصنينا )
    ( قلت ما يقطع الإله بحر ... لم يضع بين أظهر المسلمينا )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  12. #92
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    قال الوداعي
    ( يا عاذلي في النكاريش اطرح عذلي ... واعذر فعذري فيهم واضح حسن )
    ( فالمرد إن حاولوا حربي بهجرهم ... إذا لقام بنصري معشر خشن )
    قال ابن نباتة
    ( لو آذنتني عذالي بحربهم ... إذ بالنكاريش قد أصبحت حيرانا )
    ( إذا لقام بنصري معشر خشن ... عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا )
    قال الشيخ علاء الدين الوداعي من قصيدة
    ( عذب مقبله وحلو لحظه ... أو ما تراه بالنعاس معسلا )
    قال الشيخ جمال الدين
    ( معسل بنعاس في لواحظه ... أما تراها إلى كل القلوب حلت )
    قال الوداعي من القصيدة المذكورة
    ( ألحاظه وهي السيوف كليلة ... ويكون تعذيب الكليلة أطولا )

    قال ابن نباتة
    ( بليت به ساجي اللحاظ كليلها ... وما زال تعذيب الكليلة أطولا )
    قال الوداعي من قصيدة
    ( والنهر كالمبرد يجلو الصدا ... ببرده عن قلب ظمآن )
    قال ابن نباتة
    ( والنهر فيه كمبرد ... فلأجل ذا يجلوا الصدا )
    لكن نقص نهره وكل مبرده عن نكتة برده في بيت الوداعي فإن الشيخ جمال الدين حط مكانها في بيته فلأجل ذا وشتان
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  13. #93
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    قال الوداعي
    ( ما كنت أول مغرم محروم ... من باخل بادي النفار كريم )
    ( قال ابن نباتة مبخل يشبه ريم الفلا ... يا طول شجوي من بخيل كريم )
    قال الوداعي في مليح أعمى
    ( بروحي غزالا راح في الحسن جنة ... تعشقته أعمى فهمت من الوجد )
    ( إذا ما تبدى قائدا بيمينه ... تيقنت حقا أنه جنة الخلد )
    قال ابن نباتة
    ( أفديه أعمى مغمد الخطة ... ليرتقي في خده الوردي )
    ( تمكنت عيناي من وجهه ... فقلت هذي جنة الخلد )
    قال الشيخ علاء الدين
    ( بخلت علي بدر مبسمها ... فغدت مطوقة بما بخلت )
    قال ابن نباتة
    ( بخلت بلؤلؤ ثغرها عن لاثم ... فغدت مطوقة بما بخلت به )
    قال الوداعي
    ( وما يبري هوى المشتاق ... إلا ذلك المغلي )


    قال ابن نباتة
    ( من المغل أشكو نحوه ألم لجلوى ... وطب الهوى عندي كما قيل في المغلي )
    قال الوداعي
    ( يا نديمي والذي عاهدني ... أنه عن شربها لن يقصرا )
    ( اسقني صرفا ودع عذالنا ... يضربون الماء حتى يخثرا )
    قال ابن نباتة
    ( اسقني صرفا من الراح ... تحت الهم حتا )
    ( وجع العذال فيها ... يضربون الماء حتى )
    قال الوداعي
    ( باللوى صعدة عليها لواء ... كل طعنات نصلها نجلاء )
    وقال بعد المطلع
    ( لا نجد عندها سماعا لشكوى ... فلهذا قالوا لها صماء )
    قال ابن نباتة
    ( وعدت بطيف خيالها أسماء ... إن كان يمكن ناظري إغفاء )
    وقال بعد المطلع
    ( يا من يطيل من الجوى لقوامها ... شكواه وهي الصعدة الصماء )
    وقد آن أن أختصر لئلا يطول الشرح وأكف لسان القلم فقد طال واستطال على عرض الشيخ جمال الدين
    ونعود إلى ما كنا فيه من الاستشهاد ببيتي الشيخ علاء الدين الوداعي على نوع التوجيه فقد فهمت رتبته في هذا الفن وتوجيه بيته يصدق على أسماء الأعلام من رواة الحديث في هذا الفن حيث قال
    ( فالعين عن قرة والكف عن صلة ... والقلب عن جابر والأذن عن حسن )
    والمعنى الآخر في حسن مناسبته بين القرة والعين والصلة والكف والجبر والقلب والكسر والسمع والحسن ظاهر
    ومثله قول القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر الحلبي يصف نهرا صافيا في روض نزيه
    ( إذا فاخرته الريح ولت عليلة ... بأذيال كثبان الربا تتعثر )
    ( به الفضل يبدو والربيع وكم غدا ... به الروض يحيى وهو لا شك جعفر )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  14. #94
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومثله قول ابن الوردي
    ( هويت أعرابية ريقها ... عذب ولي فيها عذاب مذاب )
    ( رأسي بنو شيبان والطرف من ... نبهان والعذال فيها كلاب )
    أما التوجيه في قواعد العلوم كما تقرر فأحسن ما رأيت فيه قول أمين الدين علي السليماني في بعض قواعد النحو
    ( أضيف الدجى معنى إلى لون شعره ... فطال ولولا ذاك ما خص بالجر )
    ( وحاجبه نون الوقاية ما وقت ... على شرطها فعل الجفون من الكسر )
    ومنه قولي
    ( إغراء لحظك مالي منه تحذير ... ولا لتعريف وجدي فيك تنكير )
    ( يا نصب عيني غرامي كيف أجزمه ... والقد مرتفع والشعر مجرور )
    ومن أظرف ما وقع في هذا الباب أنه كان بالعراق عاملان أحدهما اسمه عمر والآخر اسمه أحمد فعزل عمر عن عمله واستقر أحمد بسبب مال وزنه فقال بعض الشعراء في ذلك
    ( أيا عمر استعد لغير هذا ... فأحمد بالولاية مطمئن )
    ( فإنك فيك معرفة وعدل ... وأحمد فيه معرفة ووزن )
    وقول ابن عنين فيمن عزل وكانت سيرته غير مشكورة
    ( فلا تغضبن إذا ما صرفت ... فلا عدل فيك ولا معرفة )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  15. #95
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وقول ابن الساعاتي وقيل لابن أبي الأصبع
    ( أيا قمرا من حسن وجنته لنا ... وظل عذاريه الضحى والأصائل )
    ( جعلتك للتمييز نصبا لناظري ... فهلا رفعت الهجر والهجر فاعل )
    وظريف هنا قول بعضهم
    ( عرج بنا تحت طلول الحمى ... فلم تزل آهلة الأربع )
    ( حتى تظل اليوم وقفا على الساكن ... أو عطفا على الموضع )
    وقول محمد بن العفيف
    ( يا ساكنا قلبي المعنى ... وليس فيه سواك ثاني )
    ( لأي معنى كسرت قلبي ... وما التقى فيه ساكنان )
    ومن لطائف البهاء زهير
    ( يقولون لي أنت الذي سار ذكره ... فمن صادر يثني عليه ووارد )
    ( هبوني كما قد تزعمون أنا الذي ... فأين صلاتي منكم وعوايدي )
    ونظير هذا ما اتفق لشرف الدين محمد بن عنين وذلك أنه مرض فكتب إلى الملك المعظم صاحب دمشق
    ( أنظر إلي بعين مولى لم يزل ... يولي الندى وتلاف قبل تلافي )
    ( أنا كالذي أحتاج ما تحتاجه ... فاغنم دعائي والثناء الوافي )
    فعاده الملك المعظم ومعه خمسمائة دينار وقال له أنت الذي وأنا العائد وهذه الصلة
    وظريف هنا قول بعض المواليا
    ( رأيتها وهي داخل دارها في الصحن ... تنشد رمل صحنت قلبي المعنى صحن )
    ( يا ليتها مع تغنيها وطيب اللحن ... ترفع أجر ودع يدخل علي اللحن )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  16. #96
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وقول بعضهم من التوجيه في قواعد الفقه
    ( أحجج إلى الزهر لتحظى به ... وارم جمار الهم مستنفرا )
    ( من لم يطف بالزهر في وقفة ... من قبل أن يحلق قد قصرا )
    وقول شمس الدين بن العفيف من التوجيه في قواعد الجدل
    ( وما بال برهان العذار مسلما ... ويلزمه دور وفيه تسلسل )
    وقول شمس الدين بن جابر الأندلسي ناظم البديعية من التوجيه في الحديث
    ( قالت أعندك من أهل الهوى خبر ... فقلت إني بذاك العلم معروف )
    ( مسلسل الدمع من عيني ومرسله ... على مديح ذاك الخد موقوف )
    ومن التوجيه في علم العروض قول ابن نصر الله المصري
    ( وبقلبي من الهموم مديد ... وبسيط ووافر وطويل )
    ( لم أكن عالما بذاك إلى أن ... قطع القلب بالفراق الخليل )
    ومثله قولي وهو مطلع قصيدة
    ( في عروض الجفا بحور دموعي ... ما أفادت قلبي سوى التقطيع )
    ومن التوجيه في الكتابة قول ابن الساعاتي
    ( لله يوم في دمشق قطعته ... حلف الزمان بمثله لا يغلط )
    ( الطير تقرأ والغدير صحيفة ... والريح تكتب والسحاب ينقط )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  17. #97
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ولبعضهم وأجاد وهو ابن القيسراني
    ( بوجه معذبي آيات حسن ... فقل ما شئت عنه ولا تحاشي )
    ( فنسخة حسنه قرئت وصحت ... وها خط الكمال على الحواشي )
    وقال ابن الوردي
    ( رأيت فقيرا في المرقعة التي ... على حسنه دلت وحسن طباعه )
    ( بخديه ريحان الحواشي محقق ... إلى الثلث والفضاح تحت رقاعه )
    ومثله قول القرشي الكاتب وقد طلبه السلطان بسبب خط نقل عنه أنه زور فاختفى في بيته ثلث سنة وكتب إلى ابن فضل الله يسأله النظر في جاله في رقعة أولها يقبل الأرض وينهى إن له ثلث سنة محقق مختف في حواشي البيت يخشى توقيعات الرقاع من صاحب الطومار وسؤال المملوك نسخ هذا الأمر الفضاح بحيث لا يبقى عليه غبار فإن المملوك وحق المصحف ما يحمل عود ريحان
    ومن التوجيه في علم الرمل قول الصاحب بهاء الدين زهير
    ( تعلمت علم الرمل لما هجرتني ... لعلي أرى شكلا يدل على الوصل )
    ( فقالوا طريق قلت يا رب للقا ... وقالوا اجتماع قلت يا رب للشمل )
    ومن التوجيه ف علم النجوم قول بعضهم في كان وكان
    ( لو سنبله خلف ظهره ... ناظر إليها المشتري )
    ( ولو ذنب ما يقارن ... حتى يرى الميزان )
    ومن التوجيه في علم الهندسة
    ( محيط بأشكال الملاحة وجهه ... كأن بها إقليدسا يتحدث )
    ( فعارضه خط استواء وخاله ... به نقطة والشكل شكل مثلث )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  18. #98
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وقول يوسف الذهبي بن لؤلؤ في توجيه علم الموسيقى
    ( وبمهجتي المتحملون عشية ... والركب بين تلازم وعناق )
    ( وحداتهم أخذت حجازا بعدما ... غنت وراء الركب في عشاق )
    ومثله قول شمس الدين بن جابر الأندلسي ناظم البديعية
    ( يا أيها الحادي اسقني كأس السرى ... نحو الحبيب ومهجتي للساقي )
    ( حي العراق على النوى واحمل إلى ... أهل الحجاز رائل العشاق )
    ومن التواجيه اللطيفة قول ابن نباتة في أسماء منتزهات دمشق
    ( يا حبذا يوما بوادي جلق ... وتنزهي مع ذا الغزال الخالي )
    ( من أول الجبهة قد قبلته ... مرتشفا لآخر الخلخال )
    ومن التوجيه الغريب اللطيف قول ابن الوردي ود كتب إلى بعض المخاديم بسبب وظيفة القضاء وأظنه لشيخ الإسلام شرف الدين بن البارزي
    ( جنبتني وأخي تكاليف القضا ... وكفيتنا مرضين مختلفين )
    ( يا حي عالم عصرنا أحييتنا ... فلك التصرف في دم الأخوين )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  19. #99
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وقول بعض المواليا
    ( لك خد يا حي عالم يا كميت الطرد ... عليه لو نفس صباره وحر وبرد )
    ( ناداه والعارض النمام حولو فرد ... ما فاتك الحسن ساعة يا شقيق الورد )
    وقد تقدم قولي إن الشيخ شمس الدين بن الصايغ استشهد في شرحه المسمى برقم البردة بشيء من أزجال أهل عصره على بعض أنواع البديع وتقدمت ترجمة الشيخ علاء الدين بن مقاتل الحموي علأد ما أوردت له ما أوردت في أنواع الجناس ود ذكرت له هنا في باب التوجيه زجلا موجها في خياط أخبرني من أدرك الحاج علاء المذكور من أعيان أهل حماة أن هذا الرجل دخل إلى بلاد المغرب وعاد مخلقا بالزعفران ورتبة الشيخ علاء الدين بن مقاتل في هذا الفن مشهورة شرقا وغربا لم تحتج فيها إلى الإطناب ف وضعه الزجل ومطلعه

    ( نهوى خياط سبحان تبارك من ... بالجمال جملوا )
    ( بالمفصل وآية الكرسي ... نرقى شكلو الحلو )
    ( خاط لي ثوب سقام قصر نسجو ... طال بحكم القدر )
    ( حتى إن البدن لضعفي ضاع ... في عيون الإبر )
    ( راح عذولي يشكلو شكلو ... ويقص الخبر )
    ( وجا مذ بوح القلب متمزق ... ونسي إيش قلت لو )
    ( ولا فرج لو كرب عن قلبو ... ولا عن مرسلو )
    ( ذا الحسيني بلأيقة العشاق ... كم قد أخلا جيوب )
    ( وبزرو من العيون كم لو ... تخرجه في القلوب )
    ( قلت بصه ثملا لك الجيب زور ... ولا فرج كروب )
    ( خلا سري المكتوم مشهر فيه ... والذي يسألو )
    ( جيبو مقلوب وراب على غير ... الاستوا فصلو )
    ( بعد طيب الوصال قطع وصلي ... وأوصل الانقطاع )
    ( حتى خلى بيني وبين الموت ... أما باع أو ذراع )
    ( وترى ظاهري صحيح لكن ... باطني في النزاع )
    ( وإن هو طول شقة بعادي ... والانقطاع أوصلوا )
    ( جهزوا القطن والكفن والما ... واغسلوا وفصلوا )
    ( جا الفقيه ف حبيبي يعذلني ... ويرقع كلام )
    ( قلت دعني فقيه في تمزيقي ... بس تلفيق ملام )
    ( قال حبك لو ظلم سلاري ... تتري والسلام )
    ( وسلب إسلامي لما حذرني ... عند باب منزلو )
    ( وقطع عاتقي وضربني ... وإيش معو يعملو )
    ( ذا الخليع الجديد نهار قد قال لي ... لفظ وعقلي قمر )
    ( صف جبيني وشعري من تفصيل ... نظمك المبتكر )
    ( قلت خيط الصباح يستفتح ... ذيل الدجى في السحر )
    ( قال لي قصرت بل هو ستر الله ... حين علي اسبلو )
    ( حابك الزرقا فاتق الخضرا ... بالهلال كللو )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  20. #100
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ( قال فصفني في خدي والعارض ... فيها جمع الشتات )
    ( وعليها دار الطراز تنبيت ... رقم ما أحلاه نبات )
    ( قال ما هو إلا شرب والحمره ... دم من تقتلو )
    ( فيه خلات خيوط زرق لاحت ... من جفون تغزلو )
    ( قلت كف العتاب في ذي الصفة ... ما أنا في ذا القياس )
    ( وانظر في دايره تمنطقها ... بدر من غير قياس )
    ( واكسني ثوب وقار ولبسني ... بالفتوة لباس )
    ( وإن جا تخليصي غرض من يديك ... بالوصال طولوا )
    ( وإن قصر باعي عن صفحات مدحك ... بالوفا ذيلو )
    ( جاز في بستان مشهر القمصان ... من بكر صابحو )
    ( مثل كف المنثور في مكنونه ... حين وقف صافحو )
    ( وقميص الشقيق من اكمامو ... بالخجل فاتحو )
    ( وقضيب الخلاف وقف عراه ... فرق حين فصلو )
    ( وأوثق أزراره الورد في كمو ... وعليه فضلو )
    ( دي الكلام يتخلع ويتفرد ... ويفصل مليح )
    ( ويفرج ويندرج أصلو ... ويفتح صحيح )
    ( ويبطن من بعد تضريبو ... بالسجاف يستريح )
    ( ويعرى من حبكه التخريم ... ويزر رولو )
    ( أنو يطوى والنشر فيه موزون ... آخرو في أولو )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 5 من 16 الأولىالأولى ... 3456715 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •