لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 9 من 16 الأولىالأولى ... 7891011 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 161 إلى 180 من 301

الموضوع: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

  1. #161
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومثله قوله
    ( وناعورة قد ألبست لحيائها ... من الشمس ثوبا فوق أثوابها الخضر )
    ( كطاووس بستان تدور وتنجلي ... وتنفض عن أرياشها بلل القطر )

    ومن التشابيه البليغة الرافلة في حلل التورية قوله أيضا
    ( أبدى السنان جراحة في خده ... تحت العذار فعال قلب قاسي )
    ( وتطلبوا الآسي فما ظفروا به ... معهم وعز وجوده في الناس )
    ( شبهت سوسنة أبانت وردة ... تحت البنفسج ما لها من آس )
    ومثله قوله
    ( لو كنت حين علوت ظهر مطية ... لم يعتلقها للمطي عيون )
    ( وتوسطت بحر السراب حسبتني ... من فوقها ألفا وتحتي نون )
    ومثله قوله
    ( شبهت خدك يا حبيبي عندما ... أبدى الجمال به عذارا أشقرا )
    ( تفاحة حمراء قد كتبوا بها ... خطا رقيقا بالنضار مشعرا )
    ويعجبني قوله مع التشبيه البليغ وحسن التضمين الذي ما تضمن مثله ديوان
    ( غدير دار نرجسه عليه ... ورق نسيمه وصفا وراقا )
    ( تراه إذا حللت به لورد ... كأن عليه من حدق نطاقا )
    ويعجبني من لطائف التشبيه تخيل محيي الدين بن قرناص الحموي بقوله
    ( لقد عقد الربيع نطاق زهر ... يضم لغصنه خصرا نحيلا )
    ( ودب مع العشي عذار طل ... على نهر حكى خدا أسيلا )
    تشبه النهر هنا بالخد الأسيل ليس له في الحسن مثيل
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #162
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومثله قوله
    ( لما تبدى النهر عند عشية ... والروض يخضع للصبا والشمأل )
    ( عاينته مثل الحسام وظله ... يحكي الصدا والريح مثل الصيقل )
    ومن التشابيه البليغة التي جمعت بحسن التورية بين الصورة والمعنى وشبب

    بمحاسنها الرواة في كل مغنى قول الشيخ جمال الدين بن نباتة في وصف قوس البندق بعد تغزله في الرامي
    ( قد حمد القوم به عقبى السفر ... عند اقتران القوس منه بالقمر )
    ( لولا حذار القوس من يديه ... لغنت الورق على عطفيه )
    ( في كفه محنية الأوصال ... قاطعة الأعمار كالهلال )
    ثم قال منها وهي الطردية الموسومة بنظم السلوك في مصائد الملوك ولم يخرج عن تشبيه القوس مع اشتراك التورية
    ( كأنها حول المياه نون ... أو حاجب بما نشا مقرون )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #163
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ويعجبني منها قوله في وصف التم مع حسن التضمين
    ( تخاله من تحت عنق قد سجا ... طرة صبح تحت أذيال الدجا )
    ومنها يشبه الطيور الواقعة على قسي الرماة
    ( كأنها وهي لدينا وقع ... لدى محاريب القسي ركع )
    ومن التشابيه الغريبة التي لم يسبق الشيخ جمال الدين بن نباتة إليها قوله
    ( أشكو السقام وتشكو مثله امرأتي ... فنحن في الفرش والأعضاء ترتج )
    ( نفسان والعظم في نطع يجمعنا ... كأنما نحن في التمثيل شطرنج )
    ومثله في الغرابة قوله من قصيدته اللامية التي عارض بها كعب بن زهير في مديح النبي مع التضمين الفائق
    ( ما يمسك الهدب دمعي حين أذكركم ... إلا كما يمسك الماء الغرابيل )
    ومن لطائف التشبيهات قول بدر الدين حسن الزغاري في وصف زهر الزنبق
    ( وزهرة من زنبق ... أنوارها وهاجه )
    ( صفراء في مبيضة ... كالراح في الزجاجة )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #164
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ويعجبني من التشبيه البديع قول الشيخ عز الدين الموصلي مع حسن التضمين
    ( وسامري أعار البدر منه سنا ... سموه نجما وهذا النجم عرار )
    ( تهتز قامته من تحت عمته ... كأنه علم في رأسه نار )
    وأما التشبيه الذي ولده الشيخ برهان الدين القيراطي فإنه من غايات هذا الباب وهو قوله من قصيدة
    ( والبدر يستر بالغيوم وينجلي ... كتنفس الحسناء في مرآتها )
    وقال أبو حفص برد
    ( والبدر كالمرآة غير صقلها ... عبث الغواني فيه بالأنفاس )
    والمضمن الربع الأخير من البيت وهو من شعر أبي بكر محمد بن هاشم
    ومن لطيف التشبيه قول الشيخ علاء الدين علي بن أيبك الدمشقي
    ( منمنم العارض غنى لنا ... أشياء في السمع حلا ذوقها )
    ( كأنما في فيه قمرية ... تشدو ومن عارضه طوقها )
    ومن التشابيه البديعية التي لم تدرك في هذا الباب تشابيه الصاحب فخر الدين بن مكانس في قصيدته المشهورة المشتملة على وصف شجرة السرح
    ( مالت على النهر إذ جاش الخرير به ... كأنها أذن مالت لإصغاء )
    ( كأن صمغتها الحمرا بقشرتها الدكناء ... قرص على أعكان سمراء )
    ومنها في وصف سواد السفينة على بحر النيل
    ( نسعى إليها على جرداء جارية ... من آلة كهلال الأفق حدباء )
    ( سوداء تحكي على الماء المصندل شامة ... على شفة كالشهد لعساء )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #165
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    تظرف الشيخ عز الدين الموصلي بقوله في هذا النوع وإن لم يأت ببليغ التشبيه
    ( قيل صف هذا الذي همت به ... قلت في وصفي مع حسن المسالك )
    ( هو كالغصن وكالظبي وكالشمس ... وكالبدر وما أشبه ذلك ) لطف التشبيه في قوله وما أشبه ذلك
    ومن التشابيه التي لم أسبق إليها قولي من قصيدة
    ( حين قابلت خده بدموع ... أثرت خلت ثوب خز مختم )
    ومثله قولي من قصيدة
    ( والغصن يحكي النون في ميلانه ... وخياله في الماء كالتنوين )
    ومثله قولي من المدائح المؤيدية
    ( يا حامي الحرمين والأقصى ومن ... لولاه لم يسمر بمكة سامر )
    ( والله إن الله نحوك ناظر ... هذا وما في العالمين مناظر )
    ( فرج على الملحون نظم عسكرا ... وأطاعه في النظم بحر وافر )
    ( فأنبت منه زحافه في وقفه ... يا من بأحوال الوقائع شاعر )
    ( وجميع هاتيك البغاة بأسرهم ... دارت عليهم من سطاك دوائر )
    ( وعلى ظهور الخيل ماتوا خيفة ... فكأن هاتيك السروج مقابر )
    تالله لقد وقع هذا التشبيه من مولانا السلطان خلد الله ملكه بموقع وأعجبه غاية الإعجاب واستعاده منه مرارا
    ومن التشابيه العقم قولي في وصف حمائم البطائق من الرسالة التي عارضت بها الفاضل كم زاحمت النجوم بالمناكب حتى ظفرت بكف خضيب وانحدرت كأنها دمعة سقطت على خد الشفيق لأمر مريب وكم لمع في أصيل الشمس خصاب كفها الوضاح فصارت بسموها وفرط البهجة كمشكاة فيها مصباح
    انتهى ما أوردته نظما ونثرا من بليغ التشبيه في باب المحسوس بالمحسوس
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #166
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وقد تعين أن أورد هنا ما وقع في النظم من التشبيه الذي هو غير بليغ لينفتح هن الطالب وتصفوا مرآة ذوقه فقد عاب الأصمعي بين يدي الرشيد قول النابغة
    ( نظرت إليك بحاجة لم تقضها ... نظر المريض إلى وجوه العود )
    فقال يكره تشبيه المحبوب بالمريض ومثله قول أبي محجن الثقفي في وصف قينة
    ( ترجع العود أحيانا وتخفضه ... كما يطير ذباب الروضة الغرد )
    قد تقدم القول وتقرر أن المولدين ومن تبعهم رغبوا عن تشابيه العرب لأنها مع عقادة التركيب لم تسفر عن كبير أمر
    وقال ابن رشيق في العمدة إن طريق العرب خولفت في كثير من الشعر إلى ما هو أليق بالوقت وأمس بأهله فإن القينة الجميلة لم ترض أن تشبه نفسها بالذباب كما قال أبو محجن
    ومثل ذلك قول ابن عون الكاتب
    ( يلاعبها كف المزاج محبة ... لها وليجري الآن بينهما الأنس )
    ( فتزبد من تيه عليه كأنها ... عزيزة خدر قد تخبطها المس )
    بشاعة هذا التشبيه تمجها الأذواق الصحيحة وتنفر منها الطباع السليمة فإن أهل الذوق ما يطيب لهم أن يشربوا شيئا يشبه زبد المصروع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #167
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومن التشابيه الغريبة التي جمعت بين عدم البلاغة وعقادة التركيب قول الشاعر
    ( فأصبحت بعد خط بهجتها ... كأن قفرا رسومها قلما )
    التقدير فأصبحت بعد بهجتها قفرا كان قلما خط رسومها
    وعدوا من التشابيه التي هي غير بليغة قول الشاعر في وصف الروض
    ( كأن شقائق النعمان فيه ... ثياب قد روين من الدماء )
    فهذا وإن كان تشبيها مضيئا فإن فيه بشاعة كثرة الدماء التي تعاف الأنفس اللطيفة رؤيتها وثبوت هذا النقد اتصل بالمتأخرين ونقدوه على الحاجري في قوله
    ( وما اخضر ذاك الخد نبتا وإنما ... لكثرة ما شقت عليه المرائر )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #168
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وقالوا ما زاد الحاجري على أن جعل خد محبوبه مسلخا
    فالتشبيه أيضا وإن كان مضيئا فإن فيه بشاعة شق المرائر على خد المحبوب
    وبعضهم ما اكتفى بشق المرائر على خد محبوبه حتى سفك عليه الدماء بقوله
    ( وما أحمر ذاك الخد واخضر فوقه ... عذارك إلا من دم ومرائر )
    ومثل ذلك ما عابوه على ابن قلاقس في قوله
    ( أما ترى الصبح يخفى في دجنته ... كأنما هو سقط بين أحشائي )
    لا شك أن بهجة الصبح في أواخر الليل أبهج من السقط بين الأحشاء والمشبه أعلى وأغلى من المشبه به وعلى كل تقدير فالسقط بين الأحشاء وسفك الدماء وشق المرائر على خدود الأحباب تنفر منها الأمزجة اللطيفة اللهم إلا أن يكون ذلك ليس له تعلق بشيء من أوصاف المحبوب بل يكون تعلقه بحكاية حال واقعة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #169
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    كقول الشاعر
    ( نزلنا بنعمان الأراك وللندى ... سقيط به ابتلت علينا المطارف )
    ( وقفت بها والدمع أكثره دم ... كأني من جفني بنعمان راعف )
    هذه الحالة لا ينكر لها جريان الدمع دما فإنها حالة لائقة بجريانه على هذه الصفة لأن هذا الشاعر لما أن نزل بنعمان التي هي منازل أحبابه ووجدها مقفرة منهم لاق بحاله أن يجري الدمع لشدة الأسف دما
    ( ومثله قول ابن قاضي ميلة من قصيدته التي تقدم ذكرها
    ( ولما التقينا محرمين وسيرنا ... بلبيك ربا والركائب تعسف )
    ( نظرت إليها والمطي كأنما ... غواربها منها معاطس رعف )
    هذا التشبيه غاية في هذا الباب وجريان الدماء من غوارب المطي لائق بحكاية حاله فإن هذه الحالة فيها لطف الكنايات عن التعسف في شدة السرى
    قلت وإن سبكت هذه الحالة في قوالب الهجو ورصعها الشاعر في صفات من هجاه كانت أحسن موقعا وأبلغ موضعا كقول مولانا المقر الأشرف القاضوي الناصري


    البارزي صاحب دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية عظم الله تعالى شأنه في هجو من لا يمكن ذكره هنا من قصيدة
    ( وقد علت أسنانه صفرة ... تكدر العيش المريء المريع )
    ( ولحمها من ورم فاسد ... كالرئة المحبوس فيها نجيع )
    هذا التشبيه لم أجد له شبيها في هذا الباب إلا تشبيه ابن الرومي في هجو الورد وقد تقدم ذكره فلو جمع المتأمل بين المشبه المهجو وبين المشبه به وشاهد هذا التخييل الغريب عيانا صدق صحة دعواي في ذلك
    ومن التشابيه التي هي غير بليغة قول ابن وزير في تشبيه الماء على الرخام
    ( لله يوم بحمام نعمت به ... والماء من حوضه ما بيننا جاري )
    ( كأنه فوق شقات الرخام ضحى ... ماء يسيل على أثواب قصار )
    وتلطف ابن الدوري في هجاء هذا الشاعر حيث قال
    ( وشاعر أوقد الطبع الذكاء له ... فكاد يحرقه من فرط إذكاء )
    ( أقام يجهد أياما قريحته ... وشبه الماء بعد الجهد بالماء )
    ذكرت هنا من التشابيه التي هي غير بليغة قول الشيخ صلاح الدين الصفدي في تشبيه القمر في خلال الأغصان لما انثنت
    ( كأنما الأغصان لما انثنت ... أمام بدر التم في غيهبه )
    ( بنت مليك خلف شباكها ... تفرجت منه على موكبه )
    وقد أورد عليه علامة عصرنا القاضي بدر الدين الدماميني فسح الله تعالى في أجله في كتابه المسمى بنزول الغيث الذي انسجم في شرح لامية العجم نقدا كشف به القناع عن عدم بلاغة هذا التشبيه
    فإن الشيخ بدر الدين المشار إليه قال وقوله صحيح إن ظاهر عبارة الشيخ صلاح الدين تشبيه الأغصان في حالة انثنائها أمام البدر
    في الدجى ببنت مليك تطل من شباكها للنظر في موكب أبيها
    وذلك عن مظان التشبيه بمعزل
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #170
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومقصوده أن البدر في حالة ظهوره من خلال الأغصان المتثنية على الصفة المذكورة يشبه بنت مليك على تلك الحالة تمثيلا للهيئة الاجتماعية لكن اللفظ لا يساعده على ذلك المطلوب فإنه جعل الأغصان مبتدأ وأخبر عنه بقوله بنت مليك فلم يتم له المراد
    على أن مقطوع الشيخ صلاح الدين مع ما فيه من عدم بلاغة التشبيه مأخوذ من قول محيي الدين بن قرناص الحموي
    ( وحديقة غناء ينتظم الندى ... بفروعها كالدر في الأسلاك )
    ( والبدر يشرق من خلال غصونها ... مثل المليح يطل من شباك )
    قلت ليس لأهل النقد مدخل في هذا الشباك
    انتهى ما أوردته هنا من التشبيه الذي هو غير بليغ في باب المحسوس بالمحسوس وقد تقدم القول على موجب تقديمه في باب التشبيه وتقرر أن مدركات السمع والبصر والذوق والشم واللمس التي هي الحواس الخمس أوضح في الجملة مما لا تقع عليه الحواس انتهى
    القسم الثاني وهو تشبيه المعقول بالمعقول أقول إن هذا النوع في هذا الباب ليس له مواقع المحسوسات وقد تكرر قولي في ذلك
    وأحسن ما وجدت فيه أعني تشبيه المعقول بالمعقول قول أبي الطيب المتنبي
    ( كأن الهم مشغوف بقلبي ... فساعة هجرها يجد الوصالا )
    وظريف هنا قول القائل من أبيات مع بديع الاستطراد
    ( لفظ طويل تحت معنى قاصر ... كالعقل في عبد اللطيف الناظر )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  11. #171
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    القسم الثالث تشبيه المعقول بالمحسوس وهو إخراج ما لا تقع عليه الحاسة إلى ما تقع عليه الحاسة كقوله تعالى ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا )
    فتشبيه أعمال الكفار بالسراب من أبلغ التشابيه وأبدعها
    ومثله قوله تعالى ( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف )
    ومن النظم قول أبي علي ابن سينا
    ( إنما النفس كالزجاجة والعلم ... سراج وحكمة الله زيت )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  12. #172
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ويعجبني في هذا الباب أعني تشبيه المعقول بالمحسوس قول ابن منير الطرابلسي
    ( زعم كمنبلج الصباح وراءه ... عزم كحد السيف صادف مقتلا )
    القسم الرابع تشبيه المحسوس بالمعقول قد تقدم أن هذا القسم عند أهل المعاني والبيان غير جائز وما ذاك إلا أن العلوم العقلية مستفادة من الحواس ومنتهية إليها ولذلك قيل من فقد حسا فقد علما
    ووجه الصواب في تشبيه المحسوس بالمعقول أن يقدر البليغ المعقول محسوسا ويجعل أصل المحسوس على طريق المبالغة فرعا فيصبح التشبيه حينئذ كقول الشاعر
    ( وكأن النجوم بين دجاها ... سنن لاح بينهن ابتداع )
    فإنه لما شاع وصف السنة بالبياض والإشراق لقول النبي أتيتكم بالحنيفية البيضاء ليلها كنهارها
    واشتهرت البدعة وكل ما ليس بحق بالظلمة والسواد كقولهم ليل الشرك أقام هذا الشاعر السنن مقام الأجناس التي لها إشراق وبياض والبدع مقام أجناس السواد والظلمة فصار ذلك عنده كتشبيه محسوس بمحسوس فجاز له التشبيه على هذا التقدير كقول أبي طالب الرقي
    ( ولقد ذكرتك والظلام كأنه ... يوم النوى وفؤاد من لم يعشق )
    فإنه لما كانت الأوقات التي تحدث فيها المكاره توصف بالسواد كقول من يغتاله مكروه اسودت الدنيا في عيني جعل هذا الشاعر يوم النوى أشهر بالسواد من الظلام فشبهه وعرفه به ثم عطف عليه بفؤاد من لم يعشق تظرفا لأن ظريف العشاق يدعي قسوة قلب من لم يعشق والقلب القاسي يوصف بشدة السواد فصار هذا القلب عنده أصلا في السواد على هذا التقدير فقس على ذلك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  13. #173
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومثله قول القائل
    ( أسفر ضوء الصبح من وجهه ... فقام خال الخد فيه بلال )
    ( كأنما الخال على خده ... ساعة هجر في ليالي الوصال )
    سواد ساعة الهجر وبياض زمان الوصل قد فهم على ما تقرر وتكرر


    ومن ذلك قول الشاعر
    ( كأن انتضاء البدر من تحت غيمه ... نجاة من البأساء بعد وقوع )
    ومن البديع الغريب في هذا الباب قول القاضي التنوخي
    ( أما ترى البرد قد وافت عساكره ... وعسكر الحر كيف انساب منطلقا )
    ( فانهض بنار إلى فحم كأنهما ... في العين ظلم وإنصاف قد اتفقا )
    ( جاءت ونحن كقلب الصب حين سلا ... بردا فصرنا كقلب الصب إذ عشقا )
    ويعجبني هنا قول الصاحب بن عباد وقد أهدى إلى القاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني عطرا
    ( أهديت عطرا مثل طيب ثنائه ... فكأنما أهدى له أخلاقه )
    ومن التشابيه البليغة في هذا الباب قول الشهاب محمود في تشبيه بعض الحصون والمبالغة في علوه
    ( كأنه وكأن الجو يكنفه ... وهم تكنفه في طيها الفكر )
    وغاية الغايات في هذا الباب أعني تشبيه المحسوس بالمعقول قول أبي نواس رحمه الله
    ( معتقة صاغ المزاج لرأسها ... أكاليل در ما لناظمها سلك )
    ( جرت حركات الدهر فوق سكونها ... فذابت كذوب التبر أخلصه السبك )
    ( وأدرك منها الفائزون بقية ... من الروح في جسم أضر به النهك )
    ( وقد خفيت من لطفها فكأنها ... بقايا يقين كاد يذهبه الشك )
    ومثله قوله وأجاد فيه إلى الغاية
    ( وندمان سقيت الراح صرفا ... وستر الليل منسدل السجوف )
    ( صفت وصفت زجاجتها عليها ... كمعنى دق في ذهن لطيف )
    والذي سارت له به الركبان في هذا الباب قوله
    ( فتمشت في مفاصلهم ... كتمشي البرء في السقم )
    انتهى ما أوردته من تشبيه المحسوس بالمعقول وتقرير صوابه وإيراد بديعه وغريبه
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  14. #174
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وقد تقرر وتكرر أن تشبيه المحسوس بالمحسوس هو المقدم في باب التشبيه وعلى أسه شيد أصحاب البديعيات بيوتهم
    ولكن بيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته غير صالح للتجرد فإنه متعلق بالبيت المشتمل على ائتلاف اللفظ مع المعنى فتعين إيراد البيتين هنا لتظهر نتيجة التشبيه
    فبيت ائتلاف اللفظ مع المعنى في بديعيته قوله
    ( كأنما حلق السعدي منتثرا ... على الثرى بين منقض ومنفصم )
    وأتبعه بقوله في التشبيه
    ( حروف خط على طرس مقطعة ... جاءت بها يد غمر غير مفتهم )
    قلت الكمال لله كل من البيتين فيه نقص لافتقاره إلى الآخر ولو تجرد أحدهما عن أخيه ما حسن السكوت عليه ولا تمت به فائدة وكيف يصح التشبيه في بيت واحد وجل القصد به أن يكون بمجرده مثالا للنوع المذكور والمشبه في البيت الأول والمشبه به في البيت الثاني والذي أقوله إنني لم أر في البيت الأول المشتمل على ائتلاف اللفظ مع المعنى معنى ولا على بيت التشبيه الذي بعده للبلاغة بهجة لافتقاره إلى الأول والله أعلم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  15. #175
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومن غرائب ما ينقل هنا أن العميان ما نظموا نوع التشبيه في بديعيتهم ونظموا رد العجز على الصدر وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته قوله في مديح النبي
    ( وقيل للبدر تشبيه إليه نعم ... نجم الثريا له كالنعل في القدم )
    بيت الشيخ عز الدين هنا صالح للتجريد بخلاف بيت الشيخ صفي الدين إذ المراد به أن يكون بمجرده شاهدا على نوع التشبيه ولكن معناه مأخوذ من بيت الفاضل في قصيدته الطائية المشهورة والبيت المأخوذ منه هذا المعنى قوله منها
    ( أما الثريا فنعل تحت أخمصه ... وكل قافية قالت لذلك طا )

    من أين لعقادة الشيخ عز الدين أو لغيره أن يقول في الشطر الأول من بيت قافيته طائية
    ( أما الثريا فنعل تحت أخمصه )
    ويقول في الشطر الثاني
    ( وكل قافية قالت لذلك طا )
    انتهى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  16. #176
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وبيت بديعيتي جمعت فيه بين شرف المديح النبوي وشرف تشبيه القرآن إذ هو المقدم في هذا الباب على كل تشبيه فإنني قلت في البيت المشتمل على نوع التفريق البديعي
    ( قالوا هو البدر والتفريق يظهر لي ... في ذاك نقص وهذا كامل الشيم )
    ولم أزل أظهر في أفق البلاغة كماله إلى أن قلت في التشبيه
    ( والبدر في التم كالعرجون صار له ... فقل لهم يتركوا تشبيه بدرهم )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  17. #177
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    التشبيه بالتلميح

    ثم إني قلت بعده في التلميح الذي ما يلمح في صفات النبي أحسن منه
    ( ورد شمس الضحى للقوم خاضعة ... وما ليوشع تلميح بركبهم )
    التلميح هو في الاصطلاح أن يشير ناظم هذا النوع في بيت أو قرينة سجع إلى قصة معلومة أو نكتة مشهورة أو بيت شعر حفظ لتواتره أو إلى مثل سائر يجريه في كلامه على جهة التمثيل
    وأحسنه وأبلغه ما حصل به زيادة في المعنى المقصود
    وسماه قوم التمليح بتقديم الميم كأن الناظم أتى في بيته بنكتة زادته ملاحة كقول ابن المعتز
    ( أترى الجيرة الذين تداعوا ... عند سير الحبيب وقت الزوال )
    ( علموا أنني مقيم وقلبي ... راحل فيهم أمام الجمال )
    ( مثل صاع العزيز في أرحل القوم ... ولا يعلمون ما في الرحال )
    هذا التلميح فيه إشارة إلى قصة يوسف عليه السلام حين جعل الصاع في رحل أخيه وإخوته لم يشعروا بذلك
    ومن لطائف التلميح قول أبي فراس

    ( فلا خير في رد الأذى بمذلة ... كما رده يوما بسوأته عمرو )
    هذا التلميح فيه إشارة إلى قصة عمرو بن العاص مع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم صفين حين حمل عليه الإمام ورأى عمرو أن لا مخلص له منه فلم يسعه غير كشف العورة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  18. #178
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومن الحديث على جهة التورية قول بعضهم في مليح اسمه بدر
    ( يا بدر أهلك جاروا ... وعلموك التجري )
    ( وقبحوا لك وصلي ... وحسنوا لك هجري )
    ( فليفعلوا ما أرادوا ... فإنهم أهل بدر )
    هذا التلميح فيه إشارة إلى قول النبي لعمر حين سأل قتل حاطب لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
    ومن ذلك قول الشاعر
    ( لعمرو مع الرمضاء والنار تلتظي ... أرق وأحنى منك في ساعة الهجر )
    هذا الشاعر أشار بتلميحه في هذا البيت إلى البيت المشهور الذي ما برح الناس يتمثلون به عند من هو موصوف بالقسوة وهو
    ( المستجير بعمرو عند كرمته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار )
    ومن ذلك قول بعضهم
    ( يقولون كافات الشتاء كثيرة ... وما هي إلا واحد غير مفترى )
    ( إذا كان كاف الكيس فالكل حاصل ... لديك وكل الصيد يوجد في الفرا )

    هذا الشاعر أشار في تلميح نيته إلى قول ابن سكرة
    ( جاء الشتاء وعندي من حوائجه ... سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا )
    ( كن وكيس وكانون وكأس طلا ... بعد الكباب وكس ناعم وكسا )
    ومن أظرف ما وقع هنا أن امرأة من أهل الحذق والظرافة قيل لها من أنت وكانت ملتفة في كساء فقالت أنا السادس في السابع أشارت في تلميحها اللطيف إلى السادس والسابع من قول ابن سكرة فكأنها قالت أنا الكس الناعم في الكساء
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  19. #179
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ونظم بعضهم هذا المعنى في بيتين فقال
    ( رأيتها ملفوفة في كسا ... خوفا من الكاشح والطامع )
    قلت لها من أنت يا هذه ... قالت أنا السادس في السابع )
    وهذا غاية لا تدرك في باب التلميح
    ومن هذا القبيل قول الحريري في المقامات وإني والله لطالما تلقيت الشتاء بكافاته وأعددت له أهبا قبل موافاته ومثله قوله في المقامات أيضا فبت بليلة نابغية
    يشير إلى قول النابغة
    ( فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السم ناقع )
    والضيئلة هي الحية الدقيقة
    ومن لطائف التلميح قصة الهذلي مع منصور بني العباس فإنه حكي أن المنصور وعد الهذلي بجائزة ونسي فحجا معا ومرا في المدينة النبوية ببيت عاتكة فقال الهذلي يا أمير المؤمنين هذا بيت عاتكة التي يقول فيها الأحوص
    ( يا بيت عاتكة التي أتغزل ... حذر العدا وبه الفؤاد موكل )
    فأنكر عليه أمير المؤمنين لأنه تكلم من غير أن يسأل
    فلما رجع الخليفة نظر في القصيدة إلى آخرها ليعلم ما أراد الهذلي بإنشاد ذلك البيت من غير استدعاء فإذا فيها
    ( وأراك تفعل ما تقول وبعضهم ... مذق اللسان يقول ما لا يفعل )

    فعلم أنه أشار إلى هذا البيت بتلميحه الغريب فتذكر ما وعده به وأنجزه له واعتذر إليه من النسيان
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  20. #180
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومثله ما حكي أن أبا العلاء المعري كان يتعصب للمتنبي فحضر يوما مجلس الشريف المرتضى فجرى ذكر أبي الطيب فهضم المرتضى من جانبه فقال أبو العلاء لو لم يكن له من الشعر إلا قوله لك يا منازل في القلوب منازل لكفاه
    فغضب المرتضى وأمر به فسحب وأخرج وبعد إخراجه قال المرتضى هل تدرون ما عنى بذكر البيت فقالوا لا والله فقال عنى به قول أبي الطيب في القصيدة
    ( وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل )
    ومن هذا القبيل قصة السري الرفاء مع سيف الدولة بسبب المتنبي أيضا فإن السري الرفاء كان من مداح سيف الدولة وجرى يوما في مجلسه ذكر أبي الطيب فبالغ سيف الدولة في الثناء عليه فقال له السري أشتهي أن الأمير ينتخب لي قصيدة من غرر قصائده لأعارضها له ويتحقق بذلك أنه أركب المتنبي في غير سرجه
    فقال له سيف الدولة على الفور عارض لنا قصيدته القافية التي مطلعها
    ( لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقى ... وللحب ما لم يبق منه وما بقى )
    قال السري فكتبت القصيدة واعتبرتها في تلك الليلة فلم أجدها من مختارات أبي الطيب لكن رأيته يقول في آخرها عن ممدوحه
    ( إذا شاء أن يلهو بلحية أحمق ... أراه غباري ثم قال له الحق )
    فقلت والله ما أشار سيف الدولة إلا إلى هذا البيت وأحجمت عن معارضة القصيدة
    وألطف من هذا ما حكاه ابن الجوزي في كتاب الأذكياء فإنه من غرائب التلميح
    قال قعد رجل على جسر بغداد فأقبلت امرأة بارعة في الجمال من جهة الرصافة إلى الجانب الغربي فاستقبلها شاب فقال لها رحم الله علي بن الجهم
    فقالت له رحم الله أبا العلاء المعري
    وما وقفا بل سارا مغربا ومشرقا
    قال الرجل فتبعت المرأة فقلت لها والله إن لم تقولي لي ما أراد بابن الجهم فضحتك قالت أراد به
    ( عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري )

    وأردت أنا بأبي العلاء قوله
    ( فيا دارها بالخيف إن مزارها ... قريب ولكن دون ذلك أهوال )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 9 من 16 الأولىالأولى ... 7891011 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •