وقد تقرر وتكرر أن تشبيه المحسوس بالمحسوس هو المقدم في باب التشبيه وعلى أسه شيد أصحاب البديعيات بيوتهم
ولكن بيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته غير صالح للتجرد فإنه متعلق بالبيت المشتمل على ائتلاف اللفظ مع المعنى فتعين إيراد البيتين هنا لتظهر نتيجة التشبيه
فبيت ائتلاف اللفظ مع المعنى في بديعيته قوله
( كأنما حلق السعدي منتثرا ... على الثرى بين منقض ومنفصم )
وأتبعه بقوله في التشبيه
( حروف خط على طرس مقطعة ... جاءت بها يد غمر غير مفتهم )
قلت الكمال لله كل من البيتين فيه نقص لافتقاره إلى الآخر ولو تجرد أحدهما عن أخيه ما حسن السكوت عليه ولا تمت به فائدة وكيف يصح التشبيه في بيت واحد وجل القصد به أن يكون بمجرده مثالا للنوع المذكور والمشبه في البيت الأول والمشبه به في البيت الثاني والذي أقوله إنني لم أر في البيت الأول المشتمل على ائتلاف اللفظ مع المعنى معنى ولا على بيت التشبيه الذي بعده للبلاغة بهجة لافتقاره إلى الأول والله أعلم