لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 14 من 16 الأولىالأولى ... 41213141516 الأخيرةالأخيرة
النتائج 261 إلى 280 من 301

الموضوع: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

  1. #261
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ذكر ما لا يستحيل بالانعكاس

    ( بحر وذو أدب بدا وذو رحب ... لم يستحل بانعكاس ثابت القدم )
    هذا النوع سماه قوم المقلوب والمستوي وسماه السكاكي مقلوب الكل وعرفه الحريري في مقاماته بما لا يستحيل بالانعكاس وهو أن يكون عكس البيت أو عكس شطره كطرده
    وهذا النوع أعني ما لا يستحيل بالانعكاس غايته أن يكون رقيق الألفاظ سهل التركيب منسجما في حالتي النثر والنظم وجاء منه في الكتاب العزيز ( كل في فلك ) و ( وربك فكبر ) ومن الكلام الذي رق لفظه أرض خضرا وأورد الحريري في مقاماته ساكب كاس وزاد في العدة كبر رجاء أجر ربك وزاد في العدة أيضا فقال لذ بكل مؤمل إذا لم وملك بذل قلت هذا الكلام الذي زاد الحريري في عدة كلماته صحيح التركيب في طرده وعكسه ولكن لم يخف على الحذاق وأصحاب السجايا الرقيقة أن التكلف طوق جيده بطوق العقادة
    وذكروا أن العلامة القاضي فتح الدين بن الشهيد صاحب ديوان الإنشاء الشريف بالشام المحروس تغمده الله برحمته ورضوانه وصل في تركيب هذا النوع إلى أكثر من هذه العدة ولكن ما وقفت له على شيء من ذلك وإنما مولانا المقر الأشرف القاضوي الناصري محمد بن البارزي الجهني الشافعي صاحب دواوين الإنشاء الشريف بالممالك المحروسة الإسلامية عظم الله تعالى شأنه أخبر المملوك أنه وقف على ما نثره القاضي


    فتح الدين المشار إليه في هذا النوع قبل تيمورلنك وذكر أنه في غاية العقادة وقد تقدم القول وتقرر أن المراد من تركيب هذا النوع نثرا كان أو نظما غير كثرة العدد والمبرز فيه هو الذي يأتي به رقيق الألفاظ سهل التركيب رافلا في حلل الانسجام وممن استوعب هذه الشروط في كلام منثور مولانا قاضي القضاة شرف الدين شيخ الإسلام ابن البارزي الجهني الشافعي نور الله ضريحه بقوله سور حماه بربها محروس ومن الغايات أيضا في هذا النوع قول العماد الكاتب وقد مر عليه القاضي الفاضل راكبا سر فلا كبابك الفرس فأجابه الفاضل على الفور وقد علم القصد دام علا العماد وقال الحريري في المقامات
    ( إن أحببت أن تنظم ... فقل للذي تعظم )
    ( آس أرملا إذا عرا ... وراع إذا المرء أسا )
    قلت وهذا النظم أيضا لا يخفى أنه يتجافى عن الرقة بغليظ لفظه ومن الشواهد المقبولة على هذا النوع في النظم قول الشاعر
    ( عج تنم قربك دعد آمنا ... إنما دعد كبرق منتجع ) ومنها
    ( أراهن نادمنه ليل لهو ... وهل ليلهن مدان نهارا )
    والذي وقع عليه الإجماع أن أبلغ الشواهد على هذا النوع الذي استوعب ناظمه فيه الشروط التي تقدم ذكرها قول القاضي الأرجاني
    ( مودته تدوم لكل هول ... وهل كل مودته تدوم )
    ومثال شطر البيت الذي نسجت أبيات البديعيات على منواله أرانا الإله هلالا أنارا
    وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعية على هذا النوع
    ( هل من ينم بحب من ينم له ... بما رموه كمن لم يدر كيف رمى )
    قلت الشيخ صفي الدين الحلي غفر الله له غير مشكور في نظم هذا البيت فإن الطرد والعكس لم يأت به إلا في الشطر الأول وهو غير ملتزم تسمية النوع فإن تسمية
    هذا النوع بما لا يستحيل بالانعكاس تستوعب جزءا كبيرا من البيت ومع عدم التزامه بشيء من ذلك جاء بيته في غاية العقادة ولظلمة عقادته لم يلح لي فيه لمعة اهتدى بها إلى فهم معناه وأعجب من ذلك أن البيت مبني على مديح النبي والبيت الذي قبله
    ( من مثله وذراع الشاة كلمه ... عن سمه بلسان صادق الرنم ) والبيت الذي بعده
    ( هو النبي الذي آياته ظهرت ... من قبل مظهره للناس في القدم )
    فبيت ما لا يستحيل بالانعكاس بينهما أجنبي ونسبه بعيد من شرف هذين البيتين المنتسبين إلى النبي
    والعميان لم ينظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته يقول فيه عن النبي
    ( لم يستحل بانعكاس في سجيته ... مدن أخا طعم معط أخا ندم )
    قلت الشيخ عز الدين رحمه الله تعالى يعذر هنا إذا احتجبت عنه مسالك الرقة لالتزامه بتسمية النوع الذي استوعب جزءا كبيرا من بيته
    وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبي
    ( بحر وذو أدب بدا وذو رحب ... لم يستحل بانعكاس ثابت القدم )
    وقد حبست عنان القلم هنا عن الإطناب في انسجام هذا البيت ورقة ألفاظه وتمكين قافيته علما أن في إنصاف أصحاب الذوق السليم من أهل الأدب ما يغني عن ذلك والله أعلم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #262
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ذكر التورية

    ( أوصافه الغر قد حلت بتورية ... جيدي وعقد لساني بعد ذا وفمي )
    التورية يقال لها الإيهام والتوجيه والتخيير والتورية أولى في التسمية لقربها من مطابقة المسمى لأنها مصدر وريت الخبر تورية إذا سترته وأظهرت غيره كأن المتكلم يجعله وراءه بحيث لا يظهر وهي في الاصطلاح أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان حقيقيان أو حقيقة ومجازا أحدهما قريب ودلالة اللفظ عليه ظاهرة والآخر بعيد ودلالة اللفظ عليه خفية فيريد المتكلم المعنى البعيد ويوري عنه بالمعنى القريب فيتوهم السامع أول وهلة أنه يريد القريب وليس كذلك ولأجل هذا سمي هذا النوع إيهاما ومثل ذلك قول أبي العلاء المعري
    ( وحرف كنون تحت راء ولم يكن ... بدال يؤم الرسم غيره النقط )
    فمن سمع هذا البيت توهم أنه يريد براء ودال حرفي الهجاء لأنه صدر بيته بذكر الحروف وأتبع ذلك بالرسم والنقط وهذا هنا هو المعنى القريب المتبادر أولا إلى ذهن السامع والمراد غيره وهو المعنى البعيد المورى عنه بالقريب لأن مراده بالحرف الناقة وبحرف النون تشبيه الناقة به في تقويسها وضمورها وبراء اسم الفاعل من رأى إذا ضرب الرئة وبدال اسم الفاعل من دلا يدلو إذا رفق في السير وبالرسم أثر الدار وبالنقط المطر ومعنى هذا البيت أن هذه الناقة لضعفها وانحنائها مثل نون تحت رجل يضرب رئتيها ولم يرفق بها في السير فهو غير دال وقد تقدم أن الدالي هو الرفيق ويؤم بها دارا غير المطر رسمها واجتماع هذه الأوصاف دليل على ضعف الناقة لأنها لو كانت قوية لما احتاجت إلى ضرب رئتيها وإلى الرفق بها مع شدة شوقه إلى ديار أحبابه وذلك باعث على شدة السير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #263
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    قال حذاق الأدب تراكيب التورية في هذا البيت بالنسبة إلى ديباجة المتأخرين وطلاوة ألفاظهم وزخارف بيوتهم تستحق قول القائل
    ( وما مثله إلا كفارغ حمص ... خلي من المعنى ولكن يفرقع )
    لأن هذا النوع أعني التورية ما تنبه لمحاسنه إلا من تأخر من حذاق الشعراء وأعيان الكتاب ولعمري إنهم بذلوا الطاقة في حسن سلوك الأدب إلى أن دخلوا إليه من باب فإن التورية من أغلى فنون الأدب وأعلاها رتبة وسحرها ينفث في القلوب ويفتح بها أبواب عطف ومحبة وما أبرز شمسها من غيوم النقد إلا كل ضامر مهزول ولا أحرز قصبات سبقها من المتأخرين غير الفحول ومما يؤيد قولي هذا قول الشيخ صلاح الدين الصفدي رحمه الله تعالى في ديباجة كتابه المسمى بفض الختام عن التورية والاستخدام ومن البديع ما هو نادر الوقوع ملحق بالمستحيل الممنوع وهو نوع التورية والاستخدام فإنه نوع تقف الأفهام حسرى دون غايته عن مرامي المرام
    ( نوع يشق على الغبي وجوده ... من أي باب جاء يغدو مقفلا )
    لا يفرغ هضبته فارع ولا يقرع بابه قارع إلا من تنحو البلاغة نحوه في الخطاب وتجري ريحها بأمره رخاء حيث أصاب
    وقال الزمخشري وهو حجة في هذا العلم ولا نرى بابا في البيان أدق ولا ألطف من هذا الباب ولا أنفع ولا أعون على تعاطي تأويل المشتبهات من كلام الله وكلام نبيه وكلام صحابته رضي الله عنهم أجمعين فمن ذلك قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) لأن الاستواء على معنيين أحدهما الاستقرار في المكان وهو المعنى القريب المورى به الذي هو غير مقصود لأن الحق تعالى وتقدس منزه عن ذلك والثاني الاستيلاء والملك وهو المعنى البعيد المقصود الذي وري عنه بالقريب المذكور ومنه قول النبي حين سئل في مجيئه عند خروجه إلى بدر فقيل لهم ممن أنتم فلم يرد أن يعلم السائل فقال من ماء أراد أنا مخلوقون من ماء فورى عنه بقبيلة يقال لها ماء ومنه ما روي عن النبي أنه قال لا يزال المنام طائرا حتى يقص فإذا قص وقع ففي الكلام توريتان لفظة طائر ولفظة يقص ويحتمل أيضا أن يكون في لفظة وقع تورية ثالثة ومنه قول أبي بكر رضي الله عنه في الهجرة وقد

    سئل عن النبي من هذا فقال هاد يهديني أراد أبو بكر رضي الله عنه هاديا يهديني إلى الإسلام فورى عنه بهادي الطريق وهو الدليل في السفر
    وكانت خواطر المتقدمين عن نظم التورية بمعزل وأفكارهم مع صحتها ما خيمت عليها بمنزل لكنها ربما وقعت لهم عفوا من غير قصد لأنهم على كل حال ولاة هذا الشان وأدلة هذا الركب وقيل إن أول من كشف غطاءها وجلا ظلمة إشكالها أبو الطيب المتنبي بقوله
    ( برغم شبيب فارق السيف كفه ... وكانا على العلات مصطحبان )
    ( كأن رقاب الناس قالت لسيفه ... رفيقك قيسي وأنت يماني )
    يريد أن كف شبيب وسيفه متنافران فلا يجتمعان لأن شبيبا كان قيسيا والسيف يقال له يماني فورى به عن الرجل المنسوب إلى يمن ومعلوم ما بين قيس ويمن من التنافر قلت وكأن من قال إن أبا الطيب أول من كشف غطاء التورية ما لمح قول عمرو بن كلثوم في معلقته عن الخمرة
    ( مشعشعة كان الحص فيها ... إذا ما الماء خالطها سخينا )
    الشاهد هنا في سخينا فإن العرب كانوا يسخنون الماء في الشتاء لشدة برده ثم يمزجونها به فسخينا على هذا التقدير نعت لموصوف محذوف والمعنى فأضحى شرابا سخينا وهذا هو المعنى القريب المورى به ويحتمل السخاء الذي هو عبارة عن الكرم وهذا هو المعنى البعيد المورى عنه ومراد الناظم ومما يؤيد قولي أنه المراد قول الجوهري في الصحاح قول من قال سخينا من السخونة نصب على الحال ليس بشيء فإن المراد لما خالطها الماء ومزجت به طبنا وسخينا بأموالنا كقول عنترة
    ( وإذا سكرت فإنني مستهلك ... مالي وعرضي وافر لم يكلم )
    والحص هو الزعفران على أحد الأقوال وهو الذي شبه صفرتها به فإن قيل سخا
    مضارعه يسخو ويسخو من ذوات الواو فلا يجوز أن يكون سخينا فعلا على هذا التقدير فالإجماع عند أهل اللغة أنه يقال سخا يسخا وسخا يسخو وهذا مذهب الجوهري في الصحاح وعلى هذا التقدير فاشتراك التورية في سخينا صحيح ممكن من الوجهين انتهى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #264
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وكشف أيضا عن قناع التورية في شعره النابغة الذيباني بقوله
    ( خيل صيام وخيل غير صائمة ... تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما ) أراد بالصيام ههنا القيام وورى بقوله تعلك اللجما عن الصيام وأورد السكاكي في المفتاح للعرب من هذا الباب
    ( حملناهم طرا على الدهم بعدما ... خلعنا عليهم بالطعان ملابسا ) أراد بالحمل على الدهم تقييدهم وأوهم بالركوب على دهم الخيل قلت وقبل المتنبي أيضا بزمن طويل قال أبو نواس
    ( فتنت قلبي محببة ... وجهها بالحسن منتقب )
    قال الشيخ صلاح الدين الصفدي في كتابه المسمى بفض الختام عن التورية والاستخدام امتحنت ببيت أبي نواس جماعة ممن حاضرتهم وذاكرتهم وعاطيتهم كؤوس الأدب وعاشرتهم فبعضهم استخرج منه النكتة وبعضهم لم أجد له إليها لفتة وقال البحتري
    ( ووراء تسدية الوشاح ملية ... بالحسن تملح في القلوب وتعذب )
    الشاهد في قوله تملح فإنه يحتمل أن يكون من الملوحة التي هي ضد العذوبة وهو المعنى القريب المورى به ويحتمل أن يكون من الملاحة وهو المعنى البعيد المورى عنه وقد تقدم من لوازمه على جهة التبيين قوله ملية بالحسن
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #265
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وأما أبو العلاء فإنه أتى في التورية بلمعة خفية الإيماء شديدة العقادة والتكلف وذلك في قوله
    ( حروف السرى جاءت لمعنى أردته ... برتني أسماء لهن وأفعال )
    ( إذا صدق الجد افترى العم للفتى ... مكارم لا تخفى وإن كذب الخال )
    الجد هنا مشترك بين أبي الأب والسعد ومراده السعد والعم مشترك بين أخي الأب والجماعة من الناس ومراده الجماعة والخال مشترك بين أخي الأم والظن ومراده الظن قلت زحوف هذا البيت أيضا لا تخفى إنه مكسوف بدخان العقادة أين هذا من قول الشيخ تقي الدين السروجي
    ( في الجانب الأيمن من خدها ... نقطة مسك اشتهي شمها )
    ( حسبته لما بدا خالها ... وجدته من حسنه عمها ) ومثله في اللطف والظرافة قول الشيخ عز الدين الدين الموصلي
    ( لحظت من وجنتها شامة ... فابتسمت تعجب من حالي )
    ( قالت قفوا واستمعوا ما جرى ... قد هام عمي الشيخ من خالي )
    قلت ولهذا وقع الإجماع على أن المتأخرين هم الذين سموا إلى أفق التورية وأطلعوا شموسها ومازجوا بها أهل الذوق السليم لما أداروا كؤوسها وقيل إن الفاضل هو الذي عصر سلافة التورية لأهل عصره وتقدم على المتقدمين بما أودع منها في نظمه ونثره فإنه رحمه الله تعالى كشف بعد طول التحجب ستر حجابها وأنزل الناس بعد تمهيدها بساحاتها ورحابها وممن شرب من سلافة عصره وأخذ عنه وانتظم في سلكه بفرائد دره القاضي السعيد ابن سنا الملك ولم يزل هو ومن عاصره مجتمعين على دور كأسها ومتمسكين بطيب أنفاسها إلى أن جاءت بعدهم حلبة صاروا فرسان ميدانها والواسطة في عقد جمانها كالسراج الوراق وأبي الحسين الجزار والنصير الحمامي وناصر الدين حسن بن النقيب والحكيم شمس الدين بن دانيال والقاضي محيي الدين ابن عبد الظاهر
    قال الشيخ صلاح الدين الصفدي في كتابه المسمى بفض الختام عن التورية
    والاستخدام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #266
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وجاء من شعراء الشام جماعة تأخر عصرهم وتأزر نصرهم ولأن في هذا النوع هصرهم وبعد حصرهم كل ناظم تود الشعرى لو كانت له شعرا ويتمنى الصبح لو كان له طرسا والغسق مدادا والنثرة نثرا ما حلا من بنات فكره خودا إلا شاب لحسنها الوليد وسيرها في الآفاق وبين يديها من النجوم جوار ومن الشعراء عبيد كالشيخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري شيخ شيوخ حماة والأمير مجير الدين ابن تميم وبدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي ومحيي الدين بن قرناص الحموي وشمس الدين محمد بن العفيف وسيف الدين بن المشد وقال الشيخ صلاح الدين في أواخر ديباجة كتابه المذكور ومع هؤلاء جماعة يحضرني ذكرهم عند شعرهم ويعز علي إذ لم أرهم علىتكاثرهم لفوات عصرهم وتلطف بقوله بعد ذلك ولا تقل أيها الواقف على هذا التأليف لقد أفرطت في التعصب لأهل مصر والشام على من دونهم من الأنام وهذا باطل ودعوى عدوان وحمية لأوطانك ومن جاروها من البلدان فالجواب أن الكلام في التورية لا غير ومن هنا تنقطع المادة في السير ومن ادعى أنه يأتي بدليل وبرهان فالمقياس بيننا والشقراء والميدان انتهى كلام الشيخ صلاح الدين الصفدي
    قلت قد تقدم وتقرر أن التورية عند علماء هذا الفن بمنزلة الإنسان من العين وسموها في البلاغة سمو الذهب على العين وقد ثبت أن خواطر المتقدمين كانت بها شحيحة وأفكارهم لا تقصد مظانها وإن كانت سليمة صحيحة لكنها ربما وقعت لهم عفوا من غير مرام فنقول إنها رمية من غير رام وقد علم أن المتأخرين من الفاضل إلى من فضل بعدهم نور مشكاتها والمتفكهين في أدواح الأدب بثمراتها فإذا جليت عرائس أفكارهم على اختلاف أنواع التورية لا يمل المتأمل اللهم إلا أن يكون سيف

    ذهنه كليلا فيقول إنه من هذا الفن متنصل فإن هذه العرائس لم تبرز لمتأمل إلا من خدور هذا الكتاب وإذا طلبها من غيره توارت عنه بالحجاب فإذا سرح المتأمل طرفه وأمسى في كل واد من محاسنها يهيم وتنوعت حلاوات أنواعها لذوقه السليم جردت سيف العزم وأقمت لكل نوع حدا ونظمت له من أنواع التورية وأقسامها في سلك هذا النوع عقدا فإن الشيخ صفي الدين الحلي لم يذكر في شرح بديعيته نوعا من أنواع التورية ولا قسما من أقسامها بل ذكر حد التورية الذي أجمع الناس عليه وقال هي أن يأتي المتكلم بلفظة مشتركة بين معنيين قريب وبعيد فيذكر لفظا يوهم القريب إلى أن يجيء بقرينة يظهر منها أن مراده البعيد
    قلت ومن أين يعرف الطالب من هذا الحد التورية المجردة والتورية المرشحة وقسميها والمبنية وقسميها والمهيأة وأقسامها
    وكذلك العلامة زكي الدين ابن أبي الأصبع لم يذكر في كتابه المسمى بتحرير التحبير نوعا من أنواعها ولا قسما من أقسامها مع أن كتابه ما وضع في هذا الفن له نظير بل قال التورية وتسمى التوجيه وهي أن يكون الكلام يحتمل معنيين فيستعمل المتكلم أحد احتماليه ويهمل الآخر ومراده ما أهمله لا ما استعمله
    وأما صاحب التلخيص فإنه قال مشيرا إلى البديع ومنه التورية وتسمى الإيهام أيضا وهي أن يطلق لفظ له معنيان قريب وبعيد وهي ضربان مجردة ومرشحة ولم يزد على هذا القدر شيئا
    وإذا أردت ما وعدت بإيراده من طلاوة المتأخرين في التورية شرعت في الكلام على أنواعها وأقسامها ليسير ركب الأدب في طرقها المتشعبة بدليل ويصير لديباجة هذا النوع تفصيل وقد قدمت ذكر الفاضل ومن فضل بعده في باب الاستخدام ولكن لم يمكن اختصارهم في باب التورية فإنهم فرسان حلباتها وأجل من سكن غريب نظمه بأبياتها وكل ما أوردته لهم ولغيرهم من التورية في غير بابه تعين نظم شمله هنا ليجتمع كل غريب بأقاربه وأنسابه فمن مخترعات القاضي الفاضل في التورية قوله من مديح قصيدة طائية وهي نكتة لم تختل في صدر غيره وهو
    ( أما الثريا فنعل تحت أخمصه ... وكل قافية قالت لذلك طا )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #267
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومثله قوله
    ( في خده فخ لعطفة صدغه ... والخال حبته وقلبي الطائر ) ومثله قوله
    ( وكنت وكنا والزمان مساعد ... فصرت وصرنا وهو غير مساعد )
    ( وزاحمني في ورد ريقك شارب ... ونفسي تأبى شركها في الموارد ) ومن هنا أخذ الشيخ عز الدين الموصلي وقال
    ( لقد كنت لي وحدي ووجهك حضرتي ... وكنا وكانت للزمان مواهب )
    ( فعارضني في ورد خدك عارض ... وزاحمني في ورد ثغرك شارب ) ومن نظم الفاضل أيضا في بواب يلقب بالبحري
    ( وهب أن هذا الباب للرزق قبلة ... فها أنا قد وليته دونكم ظهري )
    ( وهب أنه البحر الذي يخرج الغنى ... فكل خرافي الشط في لحية البحر ( ي ) ) ومثله قوله
    ( عاتبته فتضرجت وجناته ... والقلب صخر لا يلين لقاصد )
    ( فنظرت من ذا في حرير ناعم ... وضربت من ذا في حديد بارد )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #268
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومن اختراعاته التي لم تجل في فكر غيره قوله من مديح قصيدة عادلية
    ( وهذا الترب أم خد لثمنا ... فآثار الشفاه عليه شامه )
    ( وهذا الدر منثور ولكن ... أروني غير أقلامي نظامه )
    ( وهذي روضة تندى وسطري ... بها غصن وقافيتي حمامه ) ومنه قوله أيضا
    ( بالله قل للنيل عني إنني ... لم أشف من ماء الفرات غليلا )
    ( وسل الفؤاد فإنه لي شاهد ... إن كان طرفي بالبكاء بخيلا )

    ( يا قلب كم خلفت ثم بثينة ... وأظن صبرا أن يكون جميلا ) ومنه قوله وأجاد إلى الغاية
    ( وقائل وثب الأعداء قلت له ... كما الفراش على نيرانه يثب )
    ( فإن ثوب الذي عاداكم كفن ... كما بيوت الذي عاصاكم ترب )
    ( بلغتموهم مناهم في ترفعهم ... والقوم ما ارتفعوا إلا وقد صلبوا )
    ( هل السيوف عيون في الجفون لكم ... فإنها لقراب البغي ترتقب )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #269
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومن نثره في هذا الباب قوله في يوم شديد المطر والبرد والخادم في رأس جبل يتلقى الرحمة غضة قبل أن يبتذلها الناس ويصافح الرياح عاصفة قبل أن تقتسمها الأنفاس ويتلقى الرعد بالرعدة وإذا السماء انشقت استصحاها المملوك بالسجدة
    وقد تقدم القول إن ممن أخذ عنه ونهل من موارده العذبة القاضي السعيد ابن سنا الملك فمن نظمه في هذا الباب قوله
    ( أما والله لولا خوف سخطك ... لهان علي ما ألقى برهطك )
    ( ملكت الخافقين فتهت عجبا ... وليس هما سوى قلبي وقرطك ) ومنه قوله أيضا
    ( وفي الحي من صيرتها نصب خاطري ... فما آذنت في نازل الشوق بالرفع )
    ( تتيه بفرع منه أصل بليتي ... ولم أر أصلا قط يسعى إلى فرع ) ومنه قوله
    ( ليس إلا دمعي الذي من رأى جفني ... رآه كأن دمعي هدبي )
    ( أنجم الدمع لا تغيب شروقا ... مع أني رأيتها في الغرب )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #270
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومنه قوله
    ( صفاتك في كل الوجوه صحيحة ... فلحظك نصبي وهو إن صحفوا يصبي )
    ( حرست الحشا من ناظريك بصارم ... فكسرة ذاك الجفن من ذلك الضرب ) ومما سبق إليه الناس في هذا الباب قوله
    ( وفي القلب تصديع وفي الوصل جبره ... وفي الخد دينار وفي الجفن كسره ) وأخذه الشيخ جمال الدين بن نباتة فقال
    ( في خده وجفونه ... للحسن دينار وكسر ) وتلاعب الناس بعد ابن سنا الملك بهذا المعنى كثيرا حتى وصل إلى المعمار فقال
    ( كم حوى جفني معنى ... قلت ألفا وكسورا )
    ولم يزل ابن سنا الملك يتلاعب في التورية باختراعاته ويسكنها في عامر أبياته إلى أن ظهر بعده السراج فجلا غياهبها بنور مشكاته وتعاصر هو وأبو الحسين الجزار والنصير الحمامي وتطارحوا كثيرا وساعدتهم صنائعهم وألقابهم في نظم التورية حتى إنه قيل للسراج الوراق لولا لقبك وصناعتك لذهب نصف شعرك فمن ذلك قوله
    ( شعريتي مذ رمدت قد حبست ... طرفي عنكم فصرت محبوسا ) ( الحمد لله زادني شرفا ... كنت سراجا فصرت فانوسا ) وقال من أبيات فيمن تلقب بالضياء وأجاد
    ( أمولانا ضياء الدين دم لي ... وعش فبقاء مولانا بقائي )
    ( فلولا أنت ما أغنيت شيئا ... وما يغني السراج بلا ضياء )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  11. #271
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومثله قوله فيه
    ( وما أنا سائر في ليل خطب ... تساوى الصبح فيه والمساء )
    ( فلا أنا مثل ما أدعى سراج ... ولا هو مثل ما يدعى ضياء )

    ومنه قوله
    ( وكنت حبيبا إلى الغانيات ... فألبسني الشيب هجر الشبيب )
    ( وكنت سراجا بليل الشباب ... فأطفأ نوري نهار المشيب )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  12. #272
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وكتب إلى بعض الرؤساء
    ( بكتبك راج لي أملي وقصدي ... وفي يدك النجاح لكل راج )
    ( ولولا أنت لم ترفع مناري ... ولا عرف الورى قدر السراج ) ومنه قوله يتقاضى من بعض الرؤساء شمعا
    ( وما علينا ضوء وقد أبطأ السمع ... فقوض به خيام الدياجي )
    ( وتدارك بيتا عليه ظلام ... لم يكد ينجلي بنور السراج ) وقال وقد اجتمع شمس الدين بيلبك وبدر الدين آق سنقر
    ( لما رأيت الشمس والبدر معا ... قد انجلت دونهما الدياجي )
    ( حقرت نفسي ومصيت هاربا ... وقلت ما ذا موضع السراج ) وظريف قوله في هذا الباب
    ( بني اقتدى بالكتاب العزيز ... وراح لبري سعيا ولاجا ) ( فما قال لي أف مذ كان لي ... لكوني أبا ولكوني سراجا ) ومنه قوله
    ( أقول في يوم شتاء له ... من سحبه ما خلف النيلا )
    ( خرجت من بيتي سراجا وقد ... عدت بحمد الله قنديلا ) وكتب إلى أبي حسين الجزار في عيد الأضحى
    ( أجبت بعيد النحر من كان سائلي ... عن الحال في عيدي وقد مر ذكره )
    ( إذا بطل الجزار والعيد عيده ... فلا تسأل الوراق فالعذر عذره )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  13. #273
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومنه قوله
    ( إلهي لقد جاوزت سبعين حجة ... فشكرا لنعماك التي ليس تكفر )
    ( وعمرت في الإسلام فازددت بهجة ... ونورا لذا قالوا السراج المعمر )
    ( وعمم نور الشيب رأسي فسرني ... وما ساءني أن السراج منور ) ومن أظرف ما وقع له في هذا الباب قوله
    ( كم قطع الجود من لسان ... قلد في نظمه النحورا )
    ( فها أنا شاعر سراج ... فاقطع لساني أزدك نورا ) ومثله قوله ( أثنى علي الأنام أني ... لم أهج خلقا ولا هجاني )
    ( فقلت لا خير في سراج ... إن لم يكن دافىء اللسان ) ومثله قوله
    ( إذا بحت بالشكوى عنيت معاشرا ... بلا راحة في مدحهم أتعبوا ذهني )
    ( يريدونني رطب اللسان ومن رأى ... سراجا غدا رطب اللسان بلا دهن ) وكتب إليه الأمير نصير الدين الحمامي وهو مقيم بالروضة
    ( كم قد ترددت للباب الكريم لكي ... أبل شوقي وأحيي ميت أشعاري )
    ( وأثني خائبا مما أؤمله ... وأنت في روضة والقلب في نار ) فكتب إليه السراج
    ( الآن نزهتني في روضة عبقت ... أنفاسها بين أزهار وأثمار )
    ( أسكرتني بشذاها فانثنيت بها ... وكل بيت أراه بيت خمار )
    ( فلا تغالط فمن فينا السراج ومن ... أولى بأن قال إن القلب في نار )
    وقال النصير يوما للسراج الوراق قد عملت قصيدة في الصاحب تاج الدين وأشتهي أن تثني عليها بحضرته وسيرها إلى الصاحب فلما أنشدت بحضرة السراج قال السراج بعدما فرغ منها
    ( شاقني للنصير شعر بديع ... ولمثلي في الشعر نقد بصير )
    ( ثم لما سمعت باسمك فيه ... قلت نعم المولى ونعم النصير ) ومنه قوله
    ( طوت الزيارة إذ رأت ... عصر الشباب طوى الزياره )
    ( ثم انثنت لما انثنى ... بعد الصلابة كالحجاره )
    ( وبقيت أهرب وهي تسأل ... جارة من بعد جاره )
    ( وتقول يا ستي استرحنا ... لا سراج ولا مناره ) ومما ورى به عن صناعة الوراقة قوله
    ( نصب الحشا غرضا فقرطس إذ رمى ... وهي القلوب سهامها الأحداق )
    ( وسألته وصلا فقال يحجني ... يا ليت شعري من هو الوراق ) ومثله قوله
    ( يا خجلتي وصحائفي سود غدت ... وصحائف الأبرار في إشراق )
    ( وموبخ لي في القيامة قال لي ... أكذا تكون صحائف الوراق ) ومن لطائفه في غير لقبه وصناعته قوله
    ( قالوا وقد ضاعت جميع مصالحي ... لهموم نفس ليت لا حملتها )
    ( قد كان عندك يا فلان صريمة ... فأجبتهم بعت الحمار وبعتها ) ومنه قوله
    ( رفضوا الشعر جهدهم ورموه ... بينهم بالهوان والازدراء )
    ( فلو أن الكتاب كان بأيديهم ... محوا منه آية الشعراء ) وله في المعنى وأجاد
    ( يا بني الآمال قد خاب الرجا ... وقد اشتدت وقد عز العزاء )
    ( سفن الآمال في بحر المنى ... وحلت منا فأين الرؤساء )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  14. #274
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وقال في المعنى
    ( أصون أديم وجهي عن أناس ... لقاء الموت عندهم الأديب )
    ( ورب الشعر عندهم بغيض ... ولو وافى به لهم حبيب ) ومن لطائفه قوله ( وقائل لي لما أن رأى قلقي ... من انتظاري لآمال تعنينا )
    ( عواقب الصبر فيما قال أكثرهم ... محمودة قلت أخشى أن تخرينا ) ومن لطائفه بعد تخرينا قوله
    ( أتيت أرجيه في حاجة ... فلم تنبعث نفسه الجامده )
    ( وفتل في ذقنه والنفوس ... تعاف المفتلة البارده ) ومنه قوله
    ( دع الهوينا وانتصب واكتسب ... واكدح فنفس المرء كداحه )
    ( وكن عن الراحة في عزلة ... فالصفع موجود مع الراحه ) وأنشده الجزار وهو يسرح ذقنه مماجنا
    ( لا تعجبت من لباسي ... فكل أمري لبس )
    ( والله ما ثم مآل ... وإنما ثم نفس ) فأجابه على الفور
    ( صدقت ما ثم مال ... وإنما ثم نحس )
    ( وثم أخرى وأخرى ... فيها وعندك حدس ) ومنه قوله
    ( ومغمومات روس باكرتنا ... بطيب شذا ولا طيب العروس )
    ( فقمت بما يلين لها فقالت ... يحق لك القيام على الرؤوس )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  15. #275
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومنه قوله
    ( وأحمق أضافنا ببقله ... لنسبة بينهما ووصله )
    ( فمن أقل أدبا من سفله ... قد مد في وجه الضيوف رجله ) ومنه قوله
    ( وسائل يسأل مني وقد ... انشدت شعرا دونه الشعرى )
    ( يقول لي إذ كنت في معشر ... قد عبدوا البيضاء والصفرا )
    ( هل حصلت دائرة بينهم ... قلت بلى بطيخة خضرا ) ومنه قوله
    ( مدحته جهدي فما اهتز من ... قولي ونادى الناس كم تتعب )
    ( فقلت أرجو زبدة قيل لي ... فاتك أين اللبن الطيب ) ومن لطائفه أيضا قوله
    ( كان أيرا صار سيرا ... يلطم الأكساس سخره )
    ( كيف لا ينفرن عني ... ومعي شيب ودره ) ومنه قوله
    ( فسر لي عابر مناما ... فصل في قوله وأجمل )
    ( وقال لا بد من طلوع ... فكان ذاك الطلوع دمل ) ومنه قوله وقد طلب شرابا فما وصل إليه
    ( لا تطمعن براحة من معشر ... سادوا بغير مآثر السادات )
    ( قطعت عن المعروف أيديهم وقد ... سرقوا العلا فخلت من الراحات ) ومن نكته البديعة في مدائحه قوله
    ( رأيت قطوف عفوك دانيات ... فنحن على المدى نجني ونجني )
    ( وكم بات المسيء قرير عين ... وسيفك إن حلمت قرير جفن )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  16. #276
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وكتب إلى فتح الدين بن عبد الظاهر
    ( أنا تحت وعدك واعد أملي بما ... يرجوه من ظفر ومن نجح )
    ( إذ قال اين الجود قلت أجيبه ... مع أين مبني على الفتح ) ومنه قوله
    ( ومبخل بالمال قلت لعله ... يندى وظني فيه ظن مخلف )
    ( جمع الدراهم ليس جمع سلامة ... فأجابني لكنه لا يصرف )
    وكتبت في هذا المعنى إلى الخواجا شهاب الدين بن لؤلؤ الذهبي بدمشق المحروسة وقد مطلني في صرف دنانير أحلت بها عليه
    ( قد منعتم صرف الدنانير عني ... ولكم في الورى هبات كثيره )
    ( وأنا شاعر وفي شرع نظمي ... صرفها واجب لأجل الضروره ) وكتب السراج إلى بعض أصحابه يطلب كتابا
    ( لك في المكارم سنة مألوفة ... معروفة الأنساب والأسباب )
    ( فابعث لعبدك بالكتاب فلم تزل ... تقواك تشفع سنة بكتاب ) ومن لطائفه في شخص اسمه عرفات
    ( أطنبوا في عرفات وغدوا ... يتعاطون له حسن الصفات )
    ( ثم قالوا لي هل وافقتنا ... قلت عندي وقفة في عرفات ) ومن أغزاله قوله
    ( وفاتك يجرح سيف لحظه ... مجردا عن جفنه ومغمدا )
    ( خاف على خديه من لحاظه ... فبات في عذاره مزردا ) ومنه قوله وهو في غاية الحسن
    ( ومهفهف عني يميل ولم يمل ... يوما إلي فقلت من ألم الجوى )
    ( لم لا تميل إلي يا غصن النقا ... فأجاب كيف وأنت من جهة الهوى )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  17. #277
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومثله قوله
    ( قلت للأهيف الذي فضح الغصن ... كلام الوشاة ما ينبغي لك )
    ( قال قول الوشاة عندي ريح ... قلت أخشى يا غصن أن يستميلك ) ومنه قوله
    ( عذبت طرفي بالسهاد فليله ... قد مات عنه تعيش أنت صباحه )
    ( وألح سائل أدمعي فحرمتني ... ولكم أضر بسائل إلحاحه ) وقال في مليح قلندري
    ( عشقت من ريقته قرقفا ... وما لها إذ ذاك من شارب )
    ( قلندريا حلقوا حاجبا ... منه كنون الخط من كاتب )
    ( سلطان حسن زاد في عدله ... فاختار أن يبقى بلا حاجب ) ومنه قوله
    ( ولنا ساق جواد كفه ... وكفت بالراح سحبا بعد سحب )
    ( قال قوم فاق كعبا في الندى ... قمت لا غرو لساق فوق كعب ) ومنه قوله
    ( يا ساكنا قلبي على أنه ... بوجده في قلق دائب )
    ( قلبي من خوف النوى واجب ... وأنت لم تخرج عن الواجب )
    نكتة الواجب أخذها الشيخ جمال الدين بن نباتة ولكن سبكها في غير هذا القالب في قوله في رامي بندق
    ( إسعد بها يا قمري برزة ... سعيدة الطالع والغارب )
    ( صرعت طيرا وسكنت الحشا ... فما تعديت عن الواجب )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  18. #278
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ويعجبني من تغزلات السراج الوراق قوله
    ( أقول لهم شبهت بالغصن قدها ... فقالوا رأينا قدها منه أرشقا )
    ( فقلت وبالرمان شبهت نهدها ... فقالوا إذن شبهت شيئا محققا ) ومنه قوله
    ( وقفت بأطلال الأحبة سائلا ... ودمعي يسقى ثم عهدا ومعهدا )
    ( ومن عجب أني أروي ديارهم ... وحظي منها حين أسألها الصدا ) ومنه قوله
    ( وبي من البدو كحلاء الجفون بدت ... في قومها كمهاة بين آساد )
    ( بنت عليها المعالي من ذوائبها ... بيتا من الشعر لم يمدد بأوتاد )
    ( وأوقدت وجنتاها النار لا لقرى ... لكن لأفئدة منا وأكباد )
    ( فلو بدت لحسان الخصر قمن لها ... على الرؤوس وقلن الفضل للبادي )
    قلت ديوان الشيخ سراج الدين الوراق سبعة مجلدات من القطع الكامل ولكن الذي جنيته وفكهت المتأمل به هنا هو ثمرات تلك الأوراق وجمع الشيخ صلاح الدين الصفدي من ديوانه كتابا لطيفا وسماه لمع السراج ولكن رأيت نور السراج فيه قليلا
    ومن مقاطيف الجزار في سمين التورية قوله موريا في صناعته
    ( ألا قل للذي يسأل ... عن قومي وعن أهلي )
    ( لقد تسأل عن قوم ... كرام الفرع والأصل )
    ( ترجيهم بنو كلب ... وتخشاهم بنو عجل )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  19. #279
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    ومثله قوله
    ( إني لمن معشر سفك الدماء لهم ... دأب وسل عنهم إن رمت تصديقي )
    ( تضيء بالدم إشراقا عراصهم ... فكل أيامهم أيام تشريق )

    ومثله قوله
    ( أصبحت لحاما وفي البيت لا ... أعرف ما رائحة اللحم )
    ( واعتضت من فقري ومن فاقتي ... عن التذاذ الطعم بالهم )
    ( جهلته فقرا فكنت الذي ... أضله الله على علم ) ومثله قوله
    ( أعمل في اللحم للعشاء ولا ... أنال منه العشا فما ذنبي )
    ( خلا فؤادي وفي فمي وسخ ... كأنني في جزراتي كلبي )
    وظريف قوله
    ( كيف لا أشكر الجزارة ما عشت ... حفاظا وأرفض الآدابا )
    ( وبها صارت الكلاب ترجيني ... وبالشعر كنت أرجو الكلابا ) وقلبه أيضا وقال
    ( لا تعبني بصنعة القصاب ... فهي أذكى من عنبر الآداب )
    ( كان فضلي على الكلاب فمذ صرت ... أديبا رجوت فضل الكلاب ) ومثله قوله
    ( معشر ما جاءهم مسترفد ... راح إلا وهو منهم معسر )
    ( أنا جزار وهم من بقر ... ما رأوني قط إلا نفروا ) وقال متهكما على المتنبي
    ( تعاظم قدري على ابن الحسين ... فذهني كالعارض الصيب )
    ( وكم مرة قد تحكمت فيه ... لأن الخروف أبو الطيب )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  20. #280
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحري.
    تاريخ التسجيل
    09 2012
    المشاركات
    2,553

    رد: كتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب

    وكتب إليه الشيخ نصير الدين الحمامي موريا عن صناعته
    ( ومذ لزمت الحمام صرت بها ... خلا يداري من لا يداريه )
    ( أعرف حر الأشياء وباردها ... وآخذ الماء من مجاريه ) فأجابه أبو الحسين الجزار بقوله
    ( حسن التأني مما يعين على ... رزق الفتى والحظوظ تختلف )
    ( والعبد مذ صار في جزارته ... يعرف من أين تؤكل الكتف ) ومن لطائفه البديعة ما كتب به إلى بعض الرؤساء وقد منع من الدخول إلى بيته في يوم فرح
    ( أمولاي ما من طباعي الخروج ... ولكن تعلمته من خمول )
    ( أتيت لبابك أرجو الغنى ... فأخرجني الضرب عند الدخول ) وكتب إلى بعض الرؤساء يستهدي منه قطرا
    ( أيا علم الدين الذي جود كفه ... براحته قد أخجل الغيث والبحرا )
    ( لئن أمحلت أرض الكنافة إنني ... لأرجو لها من سحب راحتة القطرا ) هذا القطر تحلى به الشيخ جمال الدين بن نباتة بقوله
    ( لجود قاضي القضاة أشكو ... عجزي عن الحلو في صيامي )
    ( والقطر أرجو ولا عجيب ... للقطر يرجى من الغمام ) تلاعب الناس به بعده كثيرا
    ويعجبني من تغزلات أبي الحسين الجزار قوله
    ( تكلف بدر السما إذ حكى ... محياك لو لم يشنه الكلف )
    ( وقام بعذري فيك العذار ... فأجرى دموعي لما وقف )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 14 من 16 الأولىالأولى ... 41213141516 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •