تـُخمَة ~ ~*


لا أدري أي سخطٍ تمرَّغ فيه واقعنا , ثم أصابه النحول ؟
هزُل شيئًاً فشيئـًا حتى تماهى مع الـــ لا حدود الركيكة ..
أنا هنا حين أجرح المسكوت عنه ., أسأل نفسي :
ألا نستطيع تفصيل مشاعرنا لتتناسب ومقاس واقعنا ؟
أم أنه يجدُر بنا إجراء مشروع تسمين ( لما نعيشه ) كي يجاري مانحس به ؟!
مشاعرنا يا بشرُ أصبحت متضَخِّمة ..
الآن كل شيءٍ يمر علينا كفعل بلا رد .,
لن أقول برود :
فالبرود عاقبته نستطيع تحويرها وتسخينها ..
لكنه عدم قدرة على ( أنسنة ) الضمير ..
إنها كثرة المؤثرات التي ولدت لدينا(حساً دبلوماسياً) يمسك العصا دائماً من المنتصف ..
والمنتصف هنا هو الهزال بعينه ..


الحب أصابته (تـُخمَة ) :
حين انكببنا نتتبع قصصه في المسلسلات والأغاني المشحونة بالسخط على كل طهر ..
لم يعد الحب العذري يغرينا !
اعتراه سِمَنٌ حتى ليكاد يبتِّكُ أوصالنا ..
فلا نحن اعتزلناه ,
ولا استطاع هو مجابهة الواقع الأدهم ..


*
*

والدم العربي أيضاً طالته ( التـُخمَة ) !
فما أكثره هدراً !
وما أقله تأثيراً على مشاعرنا !
تضخم وأصبح حاضرنا هزيلٌ حتى عن السؤال : لماذا يهدر هذا الدم ؟
لا بأس فقد رأينا دماءًا كثيرة ولم نعد نخاف الحُمرة !
وألفناها كما ألِفنا التخمة بل وزيادة ..

*
*


أما (التـُخمَة ) التي يُخشى منها فهي (تخمة العِلم ) :
أخشى أن يتضخم في زمن لم يعد طالبيه كثُر وإن ظهر العكس !
عقول خاوية , وكتب مليئة ,
منازلة أتمنى ألا يكون فيها الغلبة لصالح الطرف الأول ..
ليتنا نظل بالعلم رواداُ وأسيادا ..
فكل ( التُّخمِ ) نستطيع التغلب عليها.
ونبري عودها لتناسبنا الآن وفي كل زمان ..
إلا هذه ., يأبى صاحبها إلا أن يتردد على كل جحر حتى تجتذبه مصيدة الجهل ..
فيشقى ويُـشقِي من حوله ..









.O.O.O.O.O.





(( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك ))




كتبته / صامطية نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي