ومع ذلك يحيى هم ليسوا سعداء رغم كل ما ينعمون به من دفء وغنى
ورغم كل العبث ...
هم ليسوا سعداء
ولربما صاحب تلك الحاوية أسعد منهم وأحسن حالا..
أنت بعيد عنا يحيى ..
والله وتالله وبالله رغم كل ما يوهمون به الآخر أنه راحة لهم وسعادة
لهو حقيقة مصدر شقاءهم..
كم تمنيت لو أمسكت بيده يحيى ..
وأدخلته إلى سيارتك وعرفته بديارك..
ثم طلبت منه أن يسافر معك بخياله فقط ..
ليصل إلى بعض هؤلاء....
لا أريد منه شيئًا هنا سوى أن يقرأ في صفحات وجوههم معاني التيه...
ويبحث في لمعان عيونهم كم يعكس هذا اللمعان من بؤس وندم ...
وسيغفر لك حتمًا يحيى إن تعمق فسأل أحدهم:
هل تتصور أن نتبادل الأدوار؟ فــ يجيب لسان حاله :
"كل شيء يمكن تصوره إلا أن أستغني عن حياتي هكذا وما أنا فيه "
إن إيماني دائم , ثابت ولا يزال..
كم من فقير ينعم بمفاتيح السعادة..
في حين أن الغني لا يستطيع العثور على واحد منها..
ذلك أن الابتلاء يزداد بالنعم ..
وليس كل مخلوق يكون مهيئًا تمامًا للتعامل الجيد مع الابتلاء ..
وبالتالي ...
يعيش أشد ألوان الفقر في منزل لبناته من ذهب.
عمت مساءً أخي وطاب حرفك الزاكي بالنصح
الله ينفع بما تترك لأحبتك من رذاذ حبرك هناا.