ليلة هــمــوم وقلق
الدموع تتساقط من عينيها 00 تحاول تخفيها لكن هيهات فقد فضحتها بحة الصوت وحزنه ، وتحاول مسحها بمناديل الفاين وتتسلى ، حتى لا يتكدر زوجها وبالتالي تزداد صحته سوء 00 وهي بجانب رأسه تبلل رأسه بقطع الشاش المبرد ،وتضع الثلج على رأسه ، وهو في حرارة مرتفعة ومتعب جدا 00 وتقول بصوت منخفض وحزين : يا رب اشف زوجي من هذا المرض ، يارب ليس لنا في هذه الدنيا إلا أنت ثم هو 00 كيف ستصير حياتي إن هو فارق الحياة ؟ اا كيف ستكون أيامنا ، هل ستزورنا السعادة في يوم ما بعد رحيله ؟اا من لي بهؤلاء الأطفال ؟ من سيتحمل معي تعب تربيتهم والانفاق عليهم ، ومن سيوصلهم إلى مدارسهم ؟ ومن سيقضي ديوننا ؟ ومن 00ومن00 أسئلة كثيرة تدور في رأس هذه المسكينة ، وحيرة وخوف تترجمها دموع الحزن والوجل والقلق 0وزوجها قد اشتدت عليه الحمى ووطأته بأنيابها ومخالبها ، وهو يطلق زفرات من شدة الألم والمرض 00 لكنه يفيق بين الفينة والأخرى فيراها بجانبه فيبتسم في وجهها ابتسامة أمل تفتح لها الدنيا على مصراعيها ، فيتبدد ذلك الحزن والخوف والقلق ، وما يلبث أن يعود إلى مصارعة الألم والمرض ويشتد عليه ويضيق عليه ويحاصره من جميع الاتجاهات 0 تقوم إلى الهاتف ترفع سماعته وتضرب الرقم : ألوه ، ويرد ذلك الصوت الخشن من ؟ تقول له : أنا أختك ، إن زوجي مريض جدا ، هل تأتي وتذهب به إلى المستشفى ؟0 يرد قائلا : أنا عندي شغل وما أنا قادر أروح الآن المستشفى 00 خليه حتى الصباح ، وإذا بقي تعبان جئت وذهبت به إلى المستشفى 00 ترد طيب تعال اشتر لأولادي عشاء ، إلى الآن باقي ما تعشوا ، وفاطمة ما عندها حليب 00يقول الله الله أقول لك عندي شغل وتقولين وتقولين 00 اا 0 ايش هذه المصيبة الآن 0 ماني جاي ، تضع السماعة وهي في حزن شديد ، وتذهب لتطمئن على زوجها فتجده قد خفت حرارته وهدأت زفراته ودخل في نوم عميق ، وتقول في نفسها يا الله نوم العافية يا الله نوم العافية 00 تفكر وتقول في نفسها : طيب من أروح أقول له يجيب لنا عشاء ويذهب بهذا الرجال للمستشفى 00 انتهى زمن المعروف والمروءة ،وإلا إيش ما ألقى واحد يقدم لنا هذه الخدمة 0الأطفال يبكون : يا أمي ما فيه عشاء الليلة ، وفاطمة تبكي تريد حليب وهي محتارة في أمرها 00 تقول لهم : خلاص أنتم اجلسوا هناك في الغرفة وأنا أجيب لكم الأكل بعد شوية تذهب إلى المطبخ وتفتح الثلاجة وتفتح بعض المعلبات وتقوم بطبخها وتسخن العيش الموجود في الفرن من الصباح وتلتقي في بعض العلب حليب لفاطمة ، وتجهز للأطفال عشاء ، وتضع الطعام على السفرة ، هيا يا عيال قوموا تعشوا ، العشاء جاهز ، ويقوم الأطفال يأكلوا ، ومحمد يمتنع عن الأكل ، ليه يا محمد ما تأكل ، هذا العشاء ما هو العشاء الذي نأكله كل ليلة 0 تقول الأم يا محمد بابا مريض وإن شاء الله بكرة يكون بخير ويجيب لك الأكل الذي تحبه ، قم كل وبكره يصير خير0 انتهى الأطفال من العشاء ثم غسلوا أيديهم وتوجهوا إلى غرفة النوم 00 نام الأطفال 00 تأتي لتطمئن على زوجها فإذا هو نائم 00 تبقى بجانبه ويطول الليل فتسرقها عينيها وتأخذها نومة 00 وتستيقظ على دف ء تلك اليد ، يد زوجها ، مالك يا أم محمد نمت هنا وبهذا الوضع المتعب لجسمك وصحتك ؟اا 00 أنا كنت بجانبك فسرقتني عيني 00 أنت كنت مريض وتعبان جدا وحرارتك مرتفعة 00 يرد عليها مبتسما لكنني الآن والحمد لله أشعر أنني بخير وصحتي جيدة 00 هيا قومي اذهبي إلى غرفتك ونامي 00 وأنت ؟ ، أنا سأصلي الفجر واذهب إلى السوق ، أكيد الأولاد بحاجة إلى طعام وحليب 00 نعم ، كانت ليلة عصيبة علينا 00 ما أحد زارنا ولا أحد جاء يشتري لنا أي شيء ولا أحد تفقدك وقال فين فلان 00 الله يا أبا محمد تغير حال الناس كثيرا 00 يوم كنت طفلة عندما يمرض أبي ، كان جماعة المسجد كلهم يأتون لزيارته والسؤال عنه ، والجيران كل واحد منهم يعرض علينا خدماته 00 لكن كان إخواني كبار لا يجعلونا نحتاج لأحد 00وأنت ما أحد زارك ولا سأل عنك بالرغم أنك لم تصل معهم أربعة فروض 00 في أي زمان نحن وعلى أي كوكب عايشين 00ليه الناس تغيرت وما أصبحت زي زمان 00 يرد عليها زوجها قائلا الحمد لله لا زلنا بخير ولا نعلم ماذا يخبيء لنا الزمان0