ويمكن تقسيم الزوجات المعارضات اللاتي يقلن " لا " إلى أربعة أقسام:
1- الزوجة المعادية العدائية بشخصيتها.
2- الزوجة المضطربة عاطفياً.
3- الزوجة شديدة الالتصاق بأسرتها.
4- الزوجة المعارضة التي تبحث عن ذاتها.
ولقد كان عالم النفس المشهور "ألفرد إدلر" أول من استخدم اصطلاح معارضة الرجل لوصف تلك المجموعة الكبيرة من النساء اللاتي يستمتعن بمعارضة كل شيء يقوله الرجل أو يفعله. فالزواج من امرأة من هذا الطراز يتحول إلى كفاح من أجل السيادة، ويصف علماء النفس مثل هذه المرأة بأنها مشوشة الأفكار مستعيرين هذا الاصطلاح من قاموس علماء التحليل النفسي فهي قادرة على أن تحب زوجها وتكرهه حسبما تدفعها إليه نزواتها أما أبرز أخطائها فهو شدة الاعتداء، وليس من شك في أن الاعتداء يؤدي إلى انعدام الانسجام لأنه يجعل الحياة الزوجية أشبه بطبق من الطعام اللذيذ الذي أفسدته كمية كبيرة من الفلفل الحار. إن هذا الطراز من الزوجات يسيطر عليها حافز يدفعها إلى الطغيان على الذكور، وهن يتصفن بحب الجدل الغريزي وسواء كانت الزوجة عاملة أو غير عاملة، مثقفة أو غير مثقفة، فإن كلمة " لا " تلعب دوراً رئيسياً في حياتها.
وهذه النوعية من الزوجات يؤدين التزاماتهن الجنسية مع أزواجهن بدافع الشعور بالواجب أكثر ما تدفعهن إلى ذلك رغبتهن في الاستمتاع بهذه العلاقات، ومن ثم فإن البرود الجنسي صفة شائعة بين الطراز من الزوجات. ومن الناحيتين السيكولوجية والعاطفية تظل هؤلاء النساء زوجات عذارى المشاعر وهن عادة شديدات الالتصاق بأب أو أخ يكون " مثلاً أعلى " والمشكلة لديهن هي: إنه لا يمكن أن يكون هناك رجل تضارع صفاته ما يتمتع به هذا الأب أو الأخ من صفات مدهشة لذلك يقلن " لا " لأزواجهن، ومعظمهن يعجزن عن إنشاء علاقة حب طبيعية مع الزوج لأن الرجال بما فيهم ذلك الزوج يمثلون في نظرهن الأب غير المرغوب فيه ويكون رد الفعل اللاشعوري هو كلمة " لا " ومنهن ما يلي:

النساء المعاديات للرجال:
وهن أولئك اللاتي يتفرغن عادة للأعمال الاجتماعية والسياسية وكثيراً ما يشار إلى هذا الطراز من النساء بأنهن " نساء بأرواح رجال " وينطوي تحت هذا القسم كثير من النساء الرياضيات أو اللاتي يشبهن الرجال في تكوينهن الجسماني كما تنطوي تحته النساء اللاتي تختفي شخصيتهن المناهضة للرجال وراء قناع أنوثتهن.
وفيما يتعلق بالعمل المنزلي فإن هذه الزوجة إما أن تتخذ موقف عدم المبالاة حيال واجباتها المنزلية أو أن تكون شديدة التزمت، من هذا النوع الأخير من النساء تلك المرأة التي تضايق زوجها دائماً إن قام بالتدخين داخل حجرة النوم أو لم يضع ملابسه في الدولاب أو قام بإحدى العادات المريحة بالنسبة له والتي أخفقت أمه الحنون في التغلب عليها، ومثل هذه الزوجة التي تقول لزوجها " لا " على سبيل المعارضة هي زوجة معدومة الكياسة، معتلة المزاج، عنيدة، غير متسامحة تقضي معظم وقتها محاولة أن تعيد صياغة زوجها في قالب الرجل المثالي وتهوّن من شأنه في حضور الأهل والأصدقاء، وغالباً ما يكون الأطفال الذين تنجبهم النساء المناهضات للرجل هدفاً لإحساسات العداء الموجهة فعلاً ضد الرجل.
لقد أرادت الطبيعة للمرأة أن تكون أنثى محبة لديها الدفء والراحة والسكينة، وفي استطاعة كل زوجة أن تكون هكذا إذا تغلبت على شيطان كلمة " لا " حينئذ سيكون في استطاعتها أن تساعد زوجها أعظم مساعدة بالحجة والإقناع، أما إذا انقلبت إلى الاعتداء فإنها تصبح شخصية مزعجة، إنها لا تصبح عدوة نفسها فحسب ولكنها في الوقت ذاته تمنع زوجها أيضاً من أن يحقق الانسجام الزوجي الذي لا مفر منه للحياة الزوجية السعيدة.

الغضب يدفع لكلمة " لا ":
الغضب المستتر في الزوج يمكن أن يكون السبب الأول لقول كلمة " لا " هناك زوجات وأزواج يضمرن يضمرون غيظاً خفياً للطرف الآخر لاكتشاف أنهم ليسوا النمط الذي تخيلّوه أو توقعوه، وهذا الغضب الباطن كثيراً ما يؤدي أن يقول للطرف الآخر دائماً كلمة " لا ".. فكيف تكتشف الزوجة هذه الحقيقة كي لا تقول " لا " إلا إذا كان ذلك ضرورياً ولأمر هام لابد أن تقول فيه " لا " دون أن تكون عاصية لزوجها. قد تعاني الزوجة أحياناً من غضب خفي لا تدري عنه شيئاً مع أنه يسبّب لها متاعب نفسية تدفعها لأن تقول " لا " وهو ما يعني أنها غير راضية على الإطلاق.
ونفس الوضع قد ينطبق على الزوج وأكثر، فقد ثبت أن رجالاً كثيرين يعانون الغضب الذي يدفعهم أيضاً لأن يقولوا " لا " وثبت أن الغضب والشعور بالذنب مقومان أساسيان من المقومات التي تدفع الزوج أن يقول " لا " على سبيل الاعتراض والرفض.
وأثبتت بعض الدراسات أن الروتين الزوجي الممل يدفع كلاً من الزوجين لقول " لا ".. وهذا القول هو اعتراض ضمني على روتين الحياة اليومية المملة.
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو:

كيف تتصرفين مع زوجك حين يغضب؟
حين يغضب الزوج ماذا تفعل الزوجة الذكية.. هل تغضب منه لأنه غاضب؟ الإجابة المنطقية تقول " لا " بل على العكس تماماً، يجب على الزوجة التعقل وأنصحها أن: تسلّحي بالهدوء لتصرفي غضبه وتعرّفي على سبب غضبه أولاً.
فالزوجة الحكيمة هي التي تتواءم مع زوجها أو تتخذ منه المواقف التي تزيد حبه لها وتقديره لشخصيتها، وإعظامه لسجاياها فهي لا تتبلور حول ذاتها بعواطفها وانفعالاتها، بل تخصص الجانب الأكبر من تلك العواطف والانفعالات لزوجها، فتوظفها لتحقيق أكبر درجة من درجات الانسجام معه، وذلك بتجنيد عواطفها وانفعالاتها، لكي تعمل على تحقيق التقارب فيما بينهما، فتفرح لفرحه، وتحزن لحزنه، وتغضب لغضبه، ولكنها لا تثير غضبه بل تغضب لكي تستقطب ما يضايقه ويغيظه ويهيّج مشاعره.

كيف تستقطبين غضب زوجك؟!
لعل التساؤل الذي يدور بخلدك كيف أغضب لغضب زوجي، وفي الوقت نفسه يكون غضبي وانفعالي لاستقطاب ما يضايقه وما يغيظه وما يهيّج مشاعره؟
بالمشاركة الوجدانية أولاً:
فأول خطوة يجب اتخاذها إزاء زوجك وهو في حالة الغضب، أن يتطابق شعورك وانفعالاتك مع شعوره وانفعالاته، بيد أن الفرق بينك وبينه في هذه الحالة، هو أنك تتسلحين بمشاعر الغضب وبانفعالاته الغاضبة، لكي تؤكدين له أنك متجاوبة معه، ولستِ بعيدة عن التيار الذي ينهجه، وكذا فإن الفرق بين غضبك وغضبه، هو أنك لا تصبي غضبك عليه، كما يصبه هو عليكِ، بل أنك تغضبين له وليس عليه، فغضبك هو اعتراف من جانبك بما يحس به، فأنت تغضبين معه كما يفعل الغطّاس الذي يندفع إلى الماء لينقذ الشخص الذي يتهدده الغرق فهو لا يندفع إلى الماء ليغرق، بل لينقذ ذلك الشخص المهدّد بالغرق، ويخرج به من اليم إلى البر سالماً، فبدون مشاركة ذلك الشخص الذي يكون على شفا الغرق بالنزول معه إلى الماء، لا يتسنى إنقاذه من سطوة الموج الهائج عليه، كذا فإنك ما لم تستشعري ما يشعر به زوجك من غضب، فإنك لن تستطيعين الخروج به سالماً وإنقاذه من لجة انفعالاته الصاخبة، ومن تلاطم أمواجها الهائجة.
ثانياً: عدم التصادم معه وعدم تخطئته:
فأنت بمشاركتك الوجدانية تنتهجين النهج النفسي نفسه الذي ينهجه زوجك وهو في حالة الغضب، لكنك لا تتصادمين معه، ولا توبخينه أو تخطئينه، كما أنك تحذرينه من الغضب لئلاّ يصاب في صحته، أو يتهور بالإتيان بتصرفات لا تحمد مغبتها، وإياك أن تتخذي موقفاً مضاداً له، بل عليك في هذه المرحلة أن تسيري باتجاه التيار النفسي الغاضب الذي يتقاذفه، حتى يحسّ أنك تشتركين معه في حمل ثقل الانفعال، وأنك تتقاسمينه معه، ولكن المهم ألاّ تشعلي النيران أكثر فأكثر، وألاّ تقاوميه فيما هو منخرط فيه من انفعال الغضب، وبتعبير آخر لا تقذفي في بركان غضبه حطباً يزيد من وهج انفعاله، ولا توبخيه زاعمة أنه مخطئ بإزاء ما يغضب لسببه، أو ما يهيّج مشاعره، فمهمتك في هذه المرحلة منحصرة في المشاركة الوجدانية لا أكثر ولا أقل.
ثالثاً: تفهّم أسباب غضبه:
لا تقاطعي كلام زوجك وهو يشرح لك أسباب غضبه، ولا توافقيه أو تناقشيه أو تتحدثي في أي موضوع خارج نطاق الأسباب التي أثارته، وأهاجت غضبه، ولكن أعطيه الأولية في التعبير عن نفسه، واتركيه يتكلم، ويقول ما يريد، وحتى إذا وجّه إليكِ بعض التجريحات أو أخذ في توبيخكِ، فعليك بالتزام الهدوء النفسي والتذرع بالموضوعية. جربي هذا، فسوف تجدينه سهلاً، وهو موقف يكسبك ميزة سوف يقدرها لك زوجك بعد أن يفيق من ثورة غضبه، وهياج انفعالاته، اعتبري نفسك في هذا الموقف طبيبة نفسيّة تساعد الناس المتوترين على التخلص من انفعالاتهم، ألستِ تحبين زوجك، إذن ساعديه بكل ما لديك من مهارة في أن تخلّصيه من الشحنة الانفعالية المحتدمة في قوامه النفسي، عن طريق التعبير عنها، إلى أن تمر العاصفة الغضبية، ويتخلص زوجك من كابوس الانفعالات الذي جثم على عقله وقلبه جميعاً.
رابعاً: الموافقة على ما أثار سبب غضبه:
فزوجك بعد أن تخّلص من حومة غضبه، سوف يوضّح لك السبب الذي أثاره وأهاجه، وعندئذ عديه وأنتِ جادة في وعدك بأنك سوف تعدلين عن سلوكك أو من سلوك الأولاد، أو سوف تحافظين على أشيائه، أو أن تتخلصي مما يرغب في أن تتخلصي منه من أشياء يرى أنها ضارة أو بلا قيمة، المهم ألاّ تعترضي على ما يرغب في إزاحته والتخلص منه، حتى لا يحسّ بالضيق والتبرم بعد ذلك، وحتى لا يستولي عليه الغضب مرة أخرى للأسباب نفسها التي اشتكى منها، واعلمي يا سيدتي أن نسبة كبيرة من المشاكل الزوجية، سببها الغباء الذي سيطر على الزوجات أو على الأزواج، فلا يحاولون التنازل عما يتشبثون به من مواقف تهيّج غضب شركاء حياتهم، فهل تعتزمين سيدتي تدريب نفسك على أن تزيحي عن كاهل زوجك ما يضايقه، أم أنك سوف تتشبثين بمواقفك، وتحاولين إرغامه على تقبل ما تريدينه على ما لا يقبّله فتظل حياتكما الزوجية مشحونة بالتوتر النفسي، وبعد موافقتك له سيكون هناك التقاء قلبك وقلب زوجك، وعناقهما في حب وهدوء نفسي وتعلّمي ألاّ تقولي " لا " إلا إذا كان هناك ضرورة حتمية لها.