أكدت دراسة فلندية أن لأطفال النشطون بدنياً يتميزون بمزاج عال وتعرض بنسبة أقل من غيرهم للاكتئاب ، وذلك بفضل التمارين التى تساعد الأطفال على التأقلم مع الاجهاد.فقد وضع الباحثون الفنلنديون اجهزة لقياس السرعة في معصم اليد الخاص بــ258 طفلا في الثامنة من أعمارهم لمدة أربعة أيام على الأقل، وتم تسجيل كمية ونوعية نشاطهم البدني واستخدم اباؤهم قطعا قطنية لأخذ عينات من لعابهم في اوقات مختلفة من اليوم الواحد وقدموها للباحثين الذين استخدموها لتقييم مستويات هرمون الكورتيسول الذي ينتج عادة من الاجهاد البدني أو الذهني.
ولم يسجل أي فارق في مستويات هرمون الكورتيسول في البيت بين الأطفال النشطين واؤلئك الاقل نشاطا منهم، ولكن حتى عندما اعطى الباحثون الأطفال اختبار اجهاد اجتماعي نفسي موحد، تبين لهم ان الأطفال الأكثر نشاطا من الناحية البدنية، كان مستوى الكورتيسول لديهم عال على العكس من الذين كان نشاطهم معتدلا.
وتشير النتائج بحسب جريدة "القبس" إلى ردود اجتماعية - نفسية أكثر ايجابية من قبل الاطفال الذين كانوا أكثر نشاطا، وتظهر هذه الدراسة وفقا لويسا هاتفيلد البروفيسورة المساعدة في قسم علم الحركة بجامعة رود ايلاند (الولايات المتحدة) التي لم تشارك في الدراسة.
وأشارت هاتفيلد إلى ان الدراسة لم تحسب كمية تناول السكر والمرتبط كذلك بارتفاع مستويات الكورتيسول، كما ان اجهزة قياس السرعة لا تقيس بدقة نشاطات مثل ركوب الدراجة الهوائية أو السباحة.
بروفيسور طب القلب في جامعة ساوث داكوتا مايكل بيرغرون الذي يتولى رئاسة المعهد الوطني لصحة وسلامة رياضة الشباب، يحذر من ان مستويات الكورتيسول على المدى الطويل قد يكون المقياس الأفضل لميل الأطفال نحو الاجهاد وليس قياس هذا المستوى ليوم واحد فقط.
وعلى الرغم من ان المدارس الابتدائية في العقد المنصرم كانت عموما، تؤيد تعليم التربية البدنية، الا 29 في المائة فقط من طلاب المدارس الثانوية يلبون الارشادات الوطنية بقضاء 60 دقيقة في اليوم، كما يقوم البروفيسور في علم التمريض الرياضي في جامعة ساوث كارولينا، راسيل آر. بيت الذي شارك في عدد من الدراسات الوطنية حول مستويات اللياقة البدنية للأطفال.
ويضيف انها ليست مفاجأة كبرى ان يكون الأطفال الذين يتم تشجيعهم على ان يكونوا أكثر نشاطا، ان يكونوا أكثر استرخاء.
وفي المدرسة، فان الطفل الذي يقوم بنشاط أكبر يوميا، ستكون ردة فعله أفضل تجاه التوتر اليومي كالاختبارات والتحديات الاجتماعية، على حد تعبير هاتفيلد التي تضيف ان الدراسة تشير إلى سبب فسيولوجي، فقد يكون ذلك راجع إلى اختلاف ردود افعالهم الهرمونية على ذلك.