الإخوة والأخوات.
طابت جميع أوقاتكم بالخير والمسرات .
قبل أن أفتح النافذة إسمحوا لي بهذه المقدمة الموجزة وبعدها نتابع نافذتنا المفتوحة على تراثنا الأصيل.
لقد وجد التراث في وقتنا الحاضر عناية خاصة فبدأت الأنظار تتطلع إليه على أنه قضية تخص الجميع وقد حث المسؤولون على الاهتمام بتراث الأجداد فبذلوا الغالي والنفيس للتعرف على هذا الموروث ومن ثم الحافظة عليه كإرث للأجيال القادمة وهذه بادرة طيبة سمتهاالوفاء والإخلاص وصدق النية للمحافظة على كل موروث قد ورثناه عن أجدادنا والتعرف عليه بصورته الحقيقة كما هو الحال في الجنادرية وفيما تقتنيه القرية التراثية في مدينة جازان بعرض هذا الموروث التراثي الذي يصور حياة قوم عاشوا في الزمن الماضي أيضاً لاننس دور المدارس من خلال أنشطتهم اللامنهجية بعرض نماذج لهذا الموروث.
لاشك أن كل موروث من الأجداد من قيم سامية ومعاني جميلة بمافيهامن عادات و تقاليد ومعارف شعبية وثقافية هو الذي يستحق اسم تراث ..فالتراث هو كل ما ينتقل إلينا من عادات وتقاليد ونحوها كميراث ينتقل إلى الشخص مما كان لأبويه من قبله فصار ميراثاً له ومن هنا نرى أهمية التراث في نقل كل ما هو جميل من العادات والقيم والأخلاق الحميدة من جيل إلى جيل والحفاظ على التراث هو حفاظ على القومية والهوية الوطنية من التلف والضياع لهذا التراث الأصيل فلاحاضربدون ماضِ.
إلا أن بعض الكتاب التراثيين الآن ممن يكتبون عن التراث ويعرضون صوراً على أنها تمثل التراث قد وجدواالحبل على الغارب عندما علموا بأن تراثنا لايعتمد على مصادر موثوقة ومراجع معتمدة تكون مرجعاً للجميع عند الاختلاف وقد سهلت هذه المعمة وهي عدم التقيد بمصدر معتمد للتراث عند بعض هؤلاء الكُتّاب عن التراث فهناك من يكتب عن تراثه على هواه كما يحلو له و كيفما يشاء وهناك من يقوم بالنقل لمواضيع ظناً منه بأن تلك المواضيع التي قام بنقلها لها علاقة بالتراث وهو لايعرف عن مدى صحتها وعلاقتها بالتراث وكأن الناقل ليس له إلا النسخ واللصق فإذا سُئل عن معنى مصطلح تراثي لم يجب.
فالثقافة التراثية لها دور بارز وأي كاتب يكتب عن هذاالموروث إذا لم تكن ثقافته التراثية عالية فخير له بألاّ يكتب عن التراث وألاّ يقدم معلومة تراثية وهو غير متأكد من صحتها لأن مايكتبه عن التراث سوف سيطر للأجيال كمعلومة تعرفهم بتراثهم ذلك الموروث الذي ورثوه عن أجدادهم فيجب علينا كتراثيين أن نحرص كل الحرص على المصداقية فيماقيل وكُتب وعُرض عن تراثنا حتى يظهر هذاالتراث بصورته الصحيحة المعروفة التي عرفناها عن الأجداد..فيامن تكتب عن التراث إتق الله فيما تكتب فلاتكتب إلا معلومة صيحة ..ويامن تعرض صوراً ومشاهداً عليك أن تتأكد من موافقتها لعاداتناوتقاليدنا التي عُرفت عن أجدادنا.
فهناك وخاصة في هذاالزمن من قد رفع راية التراث فمنهم من كان على حق وهو أهل لهذا التراث ومنهم من فقد خصوصية التراث الشعبي ومفهوم التراث الذي عُرف عن الأجداد فكان على غير حق لهذاالتراث وبهذا قد ينطبق عليه هذاالقول:"أصبح التراث عملاً لمن لا عمل له "وهذا مانخافه على تراثنا من تشويه الصورة في أذهان أجيالنا من سماع معلومة تراثية خاطئة لاتعتمد على ثقافة تراثية أو مشاهدة أعمال قد مُثلت بطريقة خاطئةلاتعكس الصورة الحقيقة للتراث وكل ممثل لايجد في نفسه الرغبة الممزوجة بالثقافة لأي عمل يقوم به فإن عمله غير ناجح وإنما هو عبارة عن مجرد تسلية ومضيعة للوقت وكل مقلد فاشل .
الإخوة الأعزاء:
هيابنا نتابع النافذة الأولى والتي سوف نقوم بتفحها على ألعابنا الشعبية المصاحبة للطبول والمزمار كالسيف والعرضة والمعشى أماالألعاب الشعبيةغير المصاحبة للطبول كالساري والزيقوا ومافي بطن الشاة والقرقر وووووو إلى آخره فقد أصبحت في سجل النسيان.
لقد جرت العادة عند الأجداد أن الألعاب الشعبية المصاحبة للطبول كالسيف والعرضة والمعشى لا يمارس لعبها إلا في المناسبات وخاصة مناسبة الختان وجميع هذه الألعاب تكون خاصة بالرجال دون النساء ولكل لعبة طريقتها الخاصة في أداء لعبها وفي وقت يتناسب مع أداء اللعبة فلعبة المشى تكون في الليل من بعد صلاة العشاء إلى آخر الليل ولعبة العرضة تكون من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس ولعبة السيف تكون في الصباح.
الآن:
هيا نتهاجع من النافذة الأولى المفتوحة على هذين المقطعين اللذين يمثلان ألعابنا الشعبية المصاحبة للطبول ثم أترك لكم التعليق إن أردتم ذلك وفهمتم ماكنت أقصده من هذاالموضوع علماً بأن هناك أكثر من خمسين نافذة ستظل مفتوحة على تراثنا الأصيل لمن أراد متابعتها..كان بودي أن أجعل عنوان المضوع يتناسب مع التراث في كلمة "نافذة"فأقول طاقة أو كوة ولكن على شأن الزوار اللي من خارج المنطقة فقلت "نافذة" بدل من طاقة أوكوة.