هُنا وقفتُ طويلاً ..
وقفتُ إجلالاً لـ تاريخ عظيم ..
سطرهُ رجالٌ بسطاء في حياتهم عظماء بدينهم وأخلاقهم ..
وقفتُ أذرفُ دموع الخيبة ..
ومع دموعي يترائى أمامي مشهدُ آخر خلفاء الأندلس أبي عبدالله
عندما كان ينظرُ إلى الأندلس التي فقدها وهو يبكي
حينها قالت لهُ أمه عائشة إبكِ كالنساء على مُلكٍ لم تحافظ عليه كالرجال ..
منذُ ذلك الوقت والأمة الإسلامية تحترفُ البكاء على أنقاض حضارة دانت لها الدُنيا
من أقصى إلى أقصى ..
ستعودُ هذه الأمة عظيمة كما كانت يوماً ما ، حين يكون الدين في أنفسهم كبيراً
عندما يحفظون القرآن عملاً لا قولا ، ويقتفون أثر نبيهم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم
وصحابته من بعده رضي الله عنهم أجمعين ..
عندما يعودون لـ قول عمر بن الخطاب الذي خاطبهم قائلاً :
نحنُ قومٌ أعزَّنا الله بالإسلام ، ومهما إبتغينا العزَّةَ في غيرهِ أذلنا الله
إبتعد المسلمون عن مصادر عزهم فـ ذلُّوا
وحادوا عن رشدهم فـ ظلُّوا
وألغوا عقولهم فـ هانوا ..
عصوا الله وهم يعرفونه
فـ سلط عليهم من لا يعرفه
فكان الهوان والضياع ..
من أجملِ ما قرأت منذُ فترة طويلة للغاية ..
وكعادتكَ تختارُ طيبَ الكلمِ لـ تطرحهُ لنا هنا يا أبا إسماعيل ..
لـ قلبكَ فرحٌ غامر ، ولـ روحكَ سعادةٌ لا تنتهي ..