تعرضت لوعكة صحية دامت أياماً من المعاناة فكتب هذه القصيدة :
بالسهد قد أرهقتِ فكري = وحرقتِ أوراقي وشعري
وأسرتني وكأنني = طير يغرد دون فكر
ووضعتِ قيدَ الهمِّ أنضاءً = وأرزاءً بصدري
وجعلتِ صبري صفحة تطوى = فكيف أعيد صبري؟
أسكنتني كهف الهموم = وقلت للأحزان كرِّ
وأطلتِ ليلى والجوى = يغتال أحلامي وفجري
ماذا تركتِ لشاعرٍ = أسقى العذوبة كل بحر؟
ماذا تركت لشاعر = والشعر في شفتيه يجري؟
أو ما تركت له سوى = قلم يئن بدون حبرِ
إن كُنتِ أحرقت الغصون = فإن غصني غير جذري
أو كنتِ رمضاء الحياة = فليست الرمضاء جسري
أو كنتِ همس الليل = فالهمسات أصداء لفكري
أو كنتِ سيفاً سُلَّ = فالأشلاء أنتِ وليس شعري
حتى وإن ضَجَّتْ معاني = الحزن في خلجات صدري
وتغربتْ في داخلي = الأفكار واشتاقت لذكري
حتى وإن جرفتني = الآلام تبق الروح سري
ويفيض نور الله يملأ = كل أوردتي ببشر
ويعود للأشعار موطنها = مساحات بفكري
ويغوص في الأعماق = إيحائي بلا مدٍّ وجزر
ويموج صوت الذكر = ينبض في الفؤاد صدىً لطهري
شعر الأستاذ عبدالله علي عكور