لعشر سنوات أو تزيد .. وهي تنتظر مولوداً يملأ عليها الدنيا ..
هاهي تعاتب ابنهــــا عتاب الأمومة الحاني .. بعد خروجها من غرفة الولادة ..
أثر في نفسي هذا المشهد .. فكانت القصيدة ..
وليدَ الحبِّ يا أهلاً وسهلا
كأنَّ البدر مكتملٌ تجلَّى
جميلٌ أنتَ يا ولدي جميلُ
ومثلُكَ ما رأت عينايَ طفلا
تفوقُ الدُّرَّ والياقوتَ حسناً
وأنتَ الحسنُ بل أشهى و أحلى
ومن خدَّيكَ أجني الوردَ زهواً
وأجني الياسمينَ أشمُّ فلَّا
وفي عينيك تتكِئُ اللآلي
وتنفثُ في ربى العينينِ كُحلا
وبسمتُكَ التي اخْتلجتْ ضلوعي
سَتَسْكُبُ في صحاري العمرِ حقلا
بنيَّ ولو علمتَ بما أُقاسي
لَكُنتَ أتيتَ من ماضٍ تولَّى
أتعرفُ عن عذابِ الشوقِ شيئاً
وعن ألمٍ هُنا في القلبِ حلَّا
أشتِّتُ تارةً أملي .. وأخرى
أُلَملِمُهُ إذا ما قيلَ حُبْلى
لقد عشتُ الحياةَ بلا حياةٍ
و ذقْتُ المرَّ إصباحاً وليلا
ينامُ أبي أخي أختي وأمِّي
وعن عيني لذيذُ النَّومِ ولّى
فَقَدْتُّكَ مرَّتينِ على التَّوالي
وللصَّبْرِ العظيمِ أشُدُّ حَبْلا
رضيتُ بحُكْمِ من خلقَ البرايا
و قلتُ حكمتَ يا رباهُ عدْلا
أبوكَ الطَّاهرُ الوضَّاءُ وجهــاً
على أملِ اللقاءِ بكم تسلَّى
فأمضي والعجافُ العشرُ تأبى
و يأبى الحزنُ إلَّا أن يَظَلَّا
ينامُ على جفونِ الغيمِ حُزني
ويصحو فوقَ وجْهِ الأرضِ هَطْــلا
تلظَّــــى في الأسى قلبي زماناً
و لكن بينَ عينيك استظــــــــــلَّا
جعلكَ الله قرة عين لوالديكَ ... أيهـا الوليد ..
تحياتي ...... فريسة المأساهـ ..
18-12-1433هـ