كثيرا من القصص التي حدثت على مر التاريخ كان فيها العبر والعظات , فهنيئا لم اعتبر واتعظ
والتزم منهجها حتى ولو كانت تلك القصة اقرب الى الخيال , ولكن ليس شئ ببعيد على الله عز وجل
فسبحانه يضع حكمته في اضعف خلقه .
هنا انسج لكم احبتي قصة حدثت في قديم الزمان ,, واتعظ منها من اتعظ .. واعتبر من اعتبر , ومرت هذه القصة على آخرين مرور الكرام ,, فإليكم القصة .
أحمد رجل تقي عابد لله مخلص في عبادته ولكن رجل فقير .. كان حلمه في فترة من الفترات ان يذهب الى الحج في مكة المكرمة ولكن كانت تحول بينه وبين حلمه , شدة فقره ,, سيما وانه يقيم في بلاد بعيده عن مكة المكرمة ويحتاج الى كثير من المال للسفر .. مكث أحمد عدة سنوات في تجميع المال الكافي للسفر الى مكة .. وبعد مرور تلك السنوات الكافية لتجميع المال للسفر جهز أحمد زاده وشرع في الرحيل الى مكة .. حيث حلمه الذي يفكر فيه منذ زمن ,,
وصل الي مكة وشكر الله كثيرا ان حقق له حلمه وبات سعيدا جدا بهذه المنة من الله .
انتهت ايام الحج .. ومنّ الله على أحمد حجا مبرورا وسعيا مشكورا اخلص فيه الدعاء والتضرع الى الله عز وجل ..
بدأ الحجاج يرحلون الى ديارهم بعد فترة الحج .. وباتت مكة تخلو من ذلك الزحام الذي كان قبل أيام , بدأت تتسرب الى أحمد افكار بالعودة الى بلاده حيث كان يبيت كل ايامه في الحرم المكي
ولكن أحمد يكتشف أن مايحوزه من مال غير كاف للعودة فكل ما قام بتجميعه قد استهلك في رحلة المجئ الى مكة ورحلة الحج ..
الفقر بدأ يعود الى احمد في مكة .. والوحدة شقت طريقها الى سراديب حياته
والتفكير في موطنه واهله اصبح هو المؤرق الوحيد له ليلا ونهارا
يفكر احمد كيف سيعود الى اهله وبلده وموطنه وهو رجل فقير لا يملك قوت يومه
أتكل على الله في الدعوات بأن يفرج الله همه ويزيح عنه كربه ,,
من شده فقره اصبح التمر وماء زمزم هي قوته اليومي في الحرم .. والقران ونيسه ,,
في تلك الايام اصبح احمد يخرج ويبحث عن عمل يرمق فيه خيرا ,, ويرجو منه منالا للعودة الى وطنه
تفطرت قدماه من البحث ,, ومن السؤال ,, هنا وهناك ,, ولكن لا حياة لم تنادي
مرت الشهور تلو الشهور ,, واحمد يزداد فقرا ,, وقهرا ,, ويزداد شوقا لموطنه ,, فلا هناك صاحب يساعده ,, ولا صديق يرافقه .
ذات يوم خرج أحمد من الحرم كعادته في البحث عن عمل أو عن قوت يوم واحد يعيش فيه بلا لوعة الجوع ,, وحرقه الشوق والحنين
عند وصول احمد لباب الحرم وهو يهم بالخروج بعيدا عن اسوار الحرم ,, يلوح الامل في وجهة والتفاؤل يتربع في عيناه ,, عله يجد هذا اليوم شيئا مختلف يكون عونا له .. وبينما هو يسير بخطى متلاحقة ,, ترمق عيناه كيسا أحمر ساقطا على الارض,,
على بعد عدة امتار من باب الحرم ..
ينظر احمد هنا وهناك ,, لا أحد حول هذا الكيس ,,
يبدو أن بداخله شيئ ما ,, لا أحد ينظر .. دنى احمد ووجهه يتصبب تعجبا ..
اخذ الكيس ,, أنه ثقيل نوعا ما ,, فتح الكيس وهو يشعر ان ما بداخله امر مهم ,,
ماهذا .. عقد مدجج بالذهب ومفصص ببلورات من الالماس ,,
رأى أحمد في هذا العقد في لحظتها شيئا من الفرج .. ورأى بلاده ,, وراى الفقر يموت تحت قدميه ,,
والغنى يهبط عليه من السماء ,,
فرح أحمد بهذا العقد فرحا يكاد به ان يصرخ صرخة تسمعها مكة ,,
ولكن خشية ضياع هذا العقد منه كتم تلك الفرحة في صدره
نظر احمد عن يمينه وعن شماله ,, لا أحد ينظر ,, الناس بعيدون عنه ,,
هو وحده والعقد الذي يساوي في قيمته عشرات الالاف من الدراهم ..
تلعثمت افكار احمد .. ما ذا يفعل .. هل يبيعه ,, ويجني تلك الاموال التي تمكنه من العودة سريعا الى ديارة ..
والعيش في رغد وسعه .. هل يبيعه ويعيش في مكة ويصبح من كبار التجار والاغنياء ..
فجأة .. تبادرت الى احمد افكار تطارده ,, لا بد ان يعيد هذا العقد الى صاحبه .. فلقطة الحرم حرام عليه ,,
ولكنه من اشد الناس فقرا .. وحاجة ,, ومن اشد الناس حاجة الى العودة الى بلاده
من اشد الناس ضياعا .. ومن اشدهم جوعا ,, ماذا يفعل ,, احتار احمد ,, الشيطان من هنا يصور له كل السبل للعودة الى بلده ,, وضميره يصور له حرمة ما يخبئه ,, وضرورة ارجاع هذا العقد الى صاحبه
بكى احمد بكاءا شديدا .. كيف سيعود اذا سلم العقد الى صاحبه ,, انه سيعود الى فقره ,, وربما موته جوعا وقهرا ,, صراع عنيف بين الشيطان وضمير احمد ,, ماذا سيفعل الان ,, من بعد عدة ساعات من ذلك الصراع .. قام احمد من جلسته في ذلك المكان ,, واتجه صوب باب الحرم متحديا كل نزوات الشيطان وراغبا بأن يعيد هذا العقد الى اهله ,, عاد الى احمد ضميره الحي ,, وقوة ايمانه بالله وصبره وخشيته من الواحد الاحد ,,
وقف أحمد عند باب الحرم وهو يدعوا الله ان يثيبه نصيبا من عمله هذا وهو يرمق يمينا وشمالا بهدف البحث عن صاحب العقد ,, مر رجل يلبس عباءة بيضا ,, كثيف اللحية ,, ابيض الوجه ,, تبدو عليه الحيرة ,, والبحث عن ضائع ما ,, اتجه احمد الى ذلك الرجل مسرعا ,, والتقى به
وشرع يحدثه
السلام عليكم ,,
يرد الرجل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,
يبادر أحمد :أراك مهموما مغموما باحثا عن ضائع لك ,, عن ماذا تبحث يا أخ الاسلام ؟
بحسرة يقول الرجل : نعم , اني قد فقدت كيسا احمر ,, به عقد قد اشتريته لأبنتي بمائة الف درهم ,, ولا اعلم لقد ضاع مني صبيحه هذا اليوم وانا ابحث عنه ,,
يقول أحمد للرجل : اوصف لي القعد ؟
يوصف الرجل : انه عقد ثقيل .. من ذهب خالص ,, وبه فصوصٍ من الالماس .. هل رأيته ؟
أحمد : نعم .. أهذا هو ؟
صرخ الرجل صرخه تلوح بالفرحه والسرور وقام بحضن احمد بشدة .. وقال له :
بوركت خيرا يابني .. اني لوالله كدت افقد عقلي ..فوالله اني جئت للحج واشتريت هذا العقد لأبنتي الوحيدة كهدية لها عندما اعود لبلدي ..وانت رجل مؤمن ,, أمين.. ومخلص ,, وخوفا من الله وايمانا به سلمتني هذا العقد ,, فالله أسأل ان يثيبك خير الجزاء وحسنه ..
ثم ذهب الرجل
حمد أحمد الله كثيرا وشكره على تسليم العقد الى صاحبه ..
ودعى الله ان يجزيه خيرا منه
سينتصر ,, الشيطان ام ضمير أحمد .؟
عادت الى احمد اعراض الفقر ,, واحاسيس بالجوع واليأس من حالته .
مرت الايام تلو الايام واحمد كحالته يبحث عن عمل هنا وهناك يسأل هذا ويطلب من هذا
ولا احد يلبي طلبه .. الى ان اتى اليوم الذي يعمل فيه احمد ,, اشتغل احمد في الحرم في سقيا زمزم براتب يكاد يكون نصف قوت يوم واحد
ماذا يعمل؟؟ ,, الصبر هو مفتاحه ,, والدعاء هو منجاته ,, صبر احمد على عمله البسيط وبدأ في تحمل عناء الجوع والفقر بهدف تجميع مبلغ بسيط من المال يكاد يكون وسيلة مناسبة يعود فيها الى موطنه ..
مرت السنوات ,, واحمد على حاله من البؤس والضنكة ,, والتحمل ,,الى ان وجد في جعبته مبلغا يكاد يكون هو الكافي لتذكرة الذهاب الى بلده بالسفينه ,,
شرع احمد كل حاجته وبدأ في توديع مكة ,,
رحل مع مجموعه من الراغبين في السفر الى مدينة ساحلية قريبة من مكة
واتجه صوب ميناء المدينة ..
وكل آماله التي تحطمت في مكة بدت تتجمع الان في هذا المكان ,,
و اخيرا سيركب أحمد السفينة ويعود الى بلده ,,
بدأت السفينة في الابحار صوب سواحل بلاد احمد البعيده ,, كم يوما سينتظر حتى تحط السفينة في تلك السواحل ؟؟ ,, تساؤلات تتبادر الى ذهنه ,, يتوق الى رؤية أمه واخوته الذين فقدهم فجاة دون سابق انذار
مر يوما في البحر .. وبلاد احمد تقترب .. وكل سنوات الفقر والضياع تبتعد .. وشوق احمد وحنينه يشتعل ..
البحر واسع ,, والامواج تزداد تضاربا .. والسماء تتلبد شيئا فشيئا بالسحب ..
السفينة تتأرجح فوقا وتحت بفعل الامواج التي تزداد قوة بعد قوة والرياح تشتد عنفوانا .. الامطار بدأت تهطل
والامواج أصبحت زلازل بحرية ..
والظلمة تشتد عتمة ,,
العاصفة جعلت السفينة العوبة ,, والناس في السفينة يركضون هنا وهناك ,,
كلٌ يحاول ان يلجأ الى مكان آمن ,,
والسفينة تلعب بهم يمنه ويسرة ,, والعواصف تشتد ,,
بدأت تتسرب المياه الى بطن السفينة ,,
بدأ الناس في البكاء ,, والصيحات تتعالى ,,
والدعوات تترجى الله ان ينجيهم ,,
الامواج تضرب ضربا في السفينة ,, تشتت استقرارها ..
بدأت تميل .. الى جانب .. وتعود الى جانب آخر بفعل الامواج ,,
سقط من سقط في البحر الهائج ,, وغرق من غرق ,, وتشبث بخشبات حطام السفينة من تشبث ,,
غاب جسم السفينة داخل البحر ,,
الناس متناثرون على سطح البحر
راكبون الامواج وهي تلعب فيهم يمنه ويسرة ,,
بعضهم قضى نحبه وغرق ,, والبعض الاخر ,, متشبث في خشبة يظنها عمره وأمله الذي تبقى في الحياة ,,
مر الوقت على هذا الحال الفظيع ,,
وبعد وقت
هدأت الامواج قليلا ,, خفت الامطار ,, اصبحت هتان يعزي الغرقى والمتناثرين بجثثهم على سطح البحر
انقذ الله احمد بمعجزة ,,
لم يكن هو يتوقعها ,,
وجد نفسه تلك الليلة ,, انه يحتضن خشبة صغيرة ,, رحلت به بفعل الامواج بعيدا عن مكان الحادثة ,,
وجدا نفسه صباحا في مكان فسيح ,, يجزم هو ان يكون بحر ,, لا يوجد له نهاية ولا بداية ,, اين هو ,, ماذا حصل ,, استغفر الله العظيم ,, يارحمن يارحيم ,, الهي ,, كم انت جاهي ,, وكم انا وحيدا وانت ربي اعلى مني تنظر الي في كربتي ,, انقذني يا رب العالمين ,, أخذ أحمد بهذه الكلمات يردد ,,
والدموع تتحدر من على وجنته ,, وهو في وسط البحر لا يعلم الى اين سيأخذه القدر .
انهك التعب أحمد ,, في هذه المحنة ,, ولكن القدرة الالهية وحب الله له ,,
وجد احمد ان البحر والخشبة التي يتشبث بها تسيران به الى صوب جزيرة صغيرة في وسط البحر
شاهد احمد تلك الجزيرة وبكى بكاءا شديدا من الفرح ومن المعجزة الالهية ان انقذه وانه سيتجه صوب تلك الجزيرة سالما معافا .
بدأ احمد يقترب من تلك الجزيرة ,,
سخر كل طاقته للوصول اليها سالما ,, وبالفعل وصل اليها فرحا بشوشا حامدا وشاكرا لله ان انقذه
ما أن وصل الى ارض الجزيرة ,, وبدأ يمشي فيها ,, لاحظ
هدوء يخيم ارجاء الجزيرة ,, سار والفضول والدهشة والخوف يسيطرون عليه ,, اين يذهب ,, الى من ,,
يسير في اتجاه عشوائي ,, لا يوجد ناس كثيرون ,, وهو يسير ,, بعض سكان الجزيرة لاحظوه ,, والدهشة تخيم عليهم ,, من هذا الغريب الذي يسير وحيدا ؟؟ ,,التقى أحمد برجل شاهده يرعى الغنم ,, وشرع في سؤاله ,, اين انا ؟؟ ,,
استغرب الرجل من سؤال احمد ,, واخبره اين يكون ,, بدأ أحمد في سرد قصته وماحصل له في البحر ,,
تقبّل الرجل كلام احمد ,, واكرمه ,, وضيفه ,, وسكنه في بيته ,,
ارتاح احمد في بيت الرجل ,, وبدأ يفكر مالذي حل به ,, بعد ان كان على مقربة من الوصول الى موطنه وبلاده ,, ولكنه سلّم امره للقدر ومشيئة الله .
عاش احمد في تلك الجزيرة الصغيرة ,, واحبه الناس وحبوه ,, اصبح بينهم معروفا ,, ومحبوبا بأخلاقه وايمانه وعلمه وصدقه ,,
من حب اهل الجزيرة لأحمد جعلوه أماما في المسجد ,, لأمانته واخلاقه ولانه يحفظ كتاب الله كاملا .
بعد مدة من الزمن ,, جاء رجل ميسور الحال إلى احمد في المسجد بعد صلاة العصر ,, قال الرجل لأحمد :
لامانتك وصدقك واخلاقه وايمانك ,, اريد ان ازوجك بنتي ,, قال احمد : ولكن انا رجل معدم ,, فقير لا أملك شيئا ,, قال الرجل وابتسامته تتربع على وجهه : لا تهتم انا سأعتبر مهر بنتي هو حفظك لكتاب الله
وكل الامور متيسرة بإذن الله ,, ومسكنك في بيتي فأنا رجل اعيش مع ابنتي الوحيدة فقط في بيت واسع والحمد لله ,, سُر أحمد كثيرا بهذا الحديث ,, ووافق على الزواج من ابنة الرجل
فرح الناس كثيرا بهذا الزواج واجتمع اهل الجزيرة في ليلة زواج اُسعد بها الكل ,,
وفي ليلة الدخلة ,, دخل احمد على زوجته ,, واذا بها ملاكا يعطر النظر بالجمال والحسن والادب ,, فرح احمد بهذه الزوجة فرحا شديدا ,, وحمد الله وشكره
جلس الزوجان قرب بعضيهما في ليلة سعيدة ,و لم يكن احمد يتوقعها او يضعها في حسبانه ,,
اخذ احمد ينظر في زوجته وهو يحدق في حسنها وجمالها ,,
فجأة ,,
بدأ احمد يحدّق النظر في صدرها ,, والعقل يزداد سخونه ,, والبال يشرئبّ صرونه ,,
تبعثرت اوراق أحمد .. واختلطت افكاره ,, انه سعيد ,, بل يكاد يطير من فرحه ,, بل ان ادنيا لا تسعه فرحا في تلك اللحظة ,, ماذا يقول الان ,, ماذا يفعل ,,استدعى والد الزوجة فورا
التقى به ,, قال احمد له وهو يتصبب من الفرح والدهشة :
من انت ؟
استغرب الرجل من سؤال أحمد
وبدت على محياه علامات الدهشة
يسأله احمد ثانية : هل زرت مكة وحجيت في سنة من السنوات ؟؟
قال الرجل : نعم
قال احمد : ماذا حدث لك هناك ؟؟ هل حدثت لك اي حادثة ؟
قال الرجل بعد برهة من التفكير
نعم حدث ان ضاع عقد قد اشتريته لإبنتي وكان غالي الثمن وكنت ابحث عنه هنا وهناك قرب الحرم
وبفضل سخر الله لي رجلا امينا يتضح في وجهه علامات التقوى وسلمني ذلك العقد الذي ضاع مني
وكنت قد جزمت والله لو التقيت بذلك الرجل لزوجته بنتي لأمانته ولأخلاقه
ولم يكتب الله ولم اجده مرة اخرى , فجئت انت يا احمد وكنت رجل ذو دين وخلق فرضيت لك ابنتي وزجتك هي .. ولكني ادعو الله ان يثيب ذلك الرجل خير الثواب ,,الذي وجد العقد واعطاني هو
قال أحمد والفرح يتخلل في كل جوانب وجهه : أنظر الى وجهي جيدا ..الا تتذكر ؟؟ ,, انا نفس الرجل والله,,
واني لوجدتك في مكة كما قلت وكانت عليك عباءة بيضاء وعمامة سوداء في رأسك وكنت قد اضعت كيسا لونه احمر ,,
لم يتمالك الاثنان نفسيهما وصاح الرجل -الله اكبر- وصاح احمد -الله اكبر والحمد لله -
وحضنا بعضيهما وكانت فرحتيهما ببعض لم تسعها الدنيا وما فيها
لم يصدق احمد ما فيه من نعمة عظيمة انعم الله عليه بها ,, لقد صبر ,, واحتسب
وأُختبر من الله عز وجل في سنين مضت في عقد وجده وكاد الشيطان يوقعه في شباكه
ولكنه صدق مع الله واحتسب ,, وصبر ونال من الله جزاء صبره.
يقول الرجل لأحمد : ان الله قد اختار لك الحلال ,, والسعة والرحمة ,, وقد أحبك الله حبا شديدا لانك صدقت مع الله فصدق الله معك .. وقد اثابك الله بكلا الاثنين ,, العقد ,, والزوجة الصالحة ,, فكليهما الان حلالك
يرد احمد : الحمد لله الذي عوض صبري خيرا ,, لقد كنت معدم ,, كدت اموت من الفقر والجوع وانا مغترب بعيدا عن اهلي
لم اجد شيئا اسد به رمقي فوجدت العقد .. واحسست ان الدنيا شرعت لي ابوابها ,, ولكن ايماني القوي بالله جعلني لا اقع في الحرام واعيد المال لصاحبه ,, وكدت اجن عندما رأيت نفس العقد في صدر زوجتي
فالحمد لله الذي اثابني خير الجزاء ,, وعوض صبري وبلائي ومحنتي وكربتي وغربتي ,, عوضنيها خيرا وسعه ,, نعم ,, من ترك شيئا لله عوضه الله بشئ خيرا منه .
تمتد يد أحمد الى ذلك الصدر ,, شيئا فشيئا واللسان معقد ,, لا يدلي الا بهمس مجعد ,, ما هذا ,, انه عقد جميل ,, مدجج بالذهب .. ومفصص بالالماس ,, ووزنه ثقيل .
نظر احمد الى عيني زوجته ,, يسألها وهو يكاد يجزم انه هو نفس العقد
متى وبكم اشتريتي هذا العقد ؟؟ انه جميل جدا ؟
قالت زوجته وبكل براءة : اشتراه لي والدي كهدية من مكة قبل سنين اثناء ذهابه للحج .