وقال الإمام أحمد : حدثنا وَكِيع ، حدثنا الأعمش ، عن زيد بن وَهْب ، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة ، عن عبد الله بن عَمْرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مَنْ أَحَبَّ أنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّار وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ ، فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ ، وَهُوَ يُؤْمِنُ (2) بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ، ويَأْتِي إلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أنْ يُؤتَى إلَيْهِ " (3).
وقال الإمام أحمد أيضًا : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث : "لا يَمُوتَنَّ أحَدُكُمْ (4) إلا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ". ورواه مسلم من طريق الأعمش ، به.
وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لَهِيعة ، حدثنا [أبو] (5) يونس ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إنَّ اللهَ قال : أنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، فإنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ ، وَإنْ ظَنَّ شَرا فَلَهُ " (6).
وأصل هذا الحديث ثابت في الصحيحين (7) من وجه آخر ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يَقُولُ اللهُ [عز وجل] (8) أنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي" (9).
وقال الحافظ أبو بكر البزّار : حدثنا محمد بن عبد الملك القُرَشي ، حدثنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت - وأحسبه - عن أنس قال : كان رجل من الأنصار مريضًا ، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم يَعودُه ، فوافقه في السوق فسلَّم عليه ، فقال له : "كَيْفَ أنْتَ يَا فُلانُ ؟" قال (10) بخير يا رسول الله ، أرجو الله أخاف ذنوبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي هَذَا الْمَوْطِنِ إلا أعْطَاهُ اللهُ مَا يَرْجُو وآمَنَهُ ممَّا يَخَافُ".
ثم قال : لا نعلم رواه عن ثابت غير جعفر بن سليمان. وهكذا رواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة من حديثه ، ثم قال الترمذي : غريب. وقد رواه بعضهم عن ثابت مرسلا (11).
فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شُعبة ، عن أبي بِشْر ، عن يوسف بن مَاهُك ، عن حكيم بن حِزَام قال : بايعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على ألا أخِرَّ إلا قائما. ورواه النسائي في سننه عن إسماعيل بن مسعود ، عن خالد بن الحارث ، عن شعبة ، به ، وترجم عليه فقال : (باب كيف يخر للسجود) (1) ثم ساقه مثله (2) فقيل : معناه : على ألا أموت إلا مسلمًا ، وقيل : معناه : [على] (3) ألا أُقتل إلا مُقبِلا غير مُدبِر ، وهو يرجع إلى الأول.