|

رسالة من قلبٍ محب :
نعم أنا منكم ..
مسلم أنتمي لأمة الإسلام عربي الأصل .. سأقف هنا لأبعث برسالة صادقة عبر هذا المنبر الصامطي :
سعيد من أعماق قلبي بنجاح رنين الصمت والدكتور / نايف , والأديبة صامطية وكل من سبقوهم
تأملوا معي عدد الإخوة والأخوات الذين فرحنا لفرحهم وتشرفنا بحصاد فكرهم فقدموا لنا دروساً شامخة في علو الهمة وقوة العزيمة والإصرار , منهم من نال شهادة الدكتوراه ومنهم من هو سائر في الطريق نحوها ومنهم من لم تعيقه الأسرة والعمل والمسئوليات .
فهنيئاً لنا بهم من قدوات .
هذا هو الفخر .. إنها حقيقة أمتنا التي لا تبالي بالمعوقات .
دائماً تبرز أصالتها بعلو الهمة والإصرار على تحقيق الأهداف السامية محلقة بأعلى المراتب , لأنه ديدنها مهما كانت الظروف قاسية .
الأفعال أعلى صوتاً من الكلماتِ
همسة هي حقيقة مفادها : قد يرى الناس الجرح الذي في رأسك لكنهم لا يشعرون بالألم الذي تعانيه .
لذا .... لنبدأ بوقفـة تأمل مختصرة :
ضَحِكْتُ فقالوا ألا تحتشم
بَكَيْتُ فقالوا ألا تبتسـم!!
بسمتُ فقالوا يُرائي بهـا
عبستُ فقالوا بدا ما كتم!!
صمتُّ فقالوا كليل اللسان
نطقتُ فقالوا كثير الكَـلِم!!
حَلِمتُ فقالوا صنيع الجبان
ولو كان مقتدراً لانتقــم!!
يقولون شـذ إذا قلـتُ لا
وإمَّعةً حين وافقتهــم!!
فأيقنت أني مهمـا أردت
رضا الناس لابد من أن أذم!!
شعارنا
في خضمّ أمواج الحياة , ومعمعات الملهيات , وفي ظل انشغال كثير من الناس بالتفاهات التي لا تجد من ورائها أي نفع , تبصر نفراً قليلاً من الناس يبحثون عن النجاح تتوق أنفسهم إلى معالي الأمور , يريدون أن يصلوا إلى السعادة بمعناها الحقيقي , ولكن بعد فترة من الزمن ترى هذه النشوة نحو القمة بدأت تضعف ثم تتلاشى ثم تنتهي .
يا ترى كيف حصل كل هذا ؟ كيف خارت تلك الهمّة الوثابة الوقادة ؟
اقرأ يا أخي وأنتِ يا أُختي هذه القصة التي استوقفتني كثيراً عندما قرأتها , لعلكما تجدان فيها جواباً كافياً ودواءً شافياً .
حُكي أن مجموعة من الضفادع حديثة الولادة , قرّرت تنظيم سباق للصعود إلى عمارة متعددة الطوابق قفزاً على جدارها الخارجي , وكما هو مُتوقع فقد تجمع عدد كبير من المتفرجين حول الضفادع الصغيرة , وعلت في هذه الأثناء صرخات التهكّم :
( سيتهاوون جميعاً من أول قفزة !! )
وانظر إلى تلك الضفدعة التي لا تكاد تقوى على الوقوف فكيف تستطيع أن تقفز حتى لربع متر ! , ثم صرخ منظم السباق مطالباً الجميع بالهدوء استعداداً لبدء السباق , .. لكن ضحكات التهكم ارتفعت مجدداً :
( رشّوا هذه الضفادع التعيسة بالماء كيلا تتشقّق جلودها ) وفجأة ! أُطلقت إشارة بدء السباق من مسدّس فسقطت نصف الضفادع المتسابقة على أقفيتها , وسارت البقية قفزاً نحو العمارة , ومع أول قفزة إلى أعلى تساقط العشرات , وتعالت الضحكات والتعليقات الساخرة :
( لو وقفت مليون ضفدعة فوق بعضها البعض لما وصلْنَ إلى أعلى العمارة ) .
ولكن بضع ضفدعات واصلْنَ القفز , ولكن عند الطابق الثاني كانت جميع الضفادع ماعدا واحدة في غرفة الإنعاش , أو داخل سيارة الإسعاف , بعضهن أصيب بكسور مركبة وبعضهنّ أٌصيب بشدّ عضلي وبعضهن أصيب بهستيريا واضطرابات نفسية .
بينما واصل الضفدع العنيد صعوده إلى بقية طوابق العمارة , وواصل المتفرجون السخرية : ( انس الموضوع يا بطل فلن تصل )
لكن الضفدع واصل الصعود بقفزات منتظمة , وإن كان الإعياء قد أخذ مبلغه ؛ أطلّ بعض ذوي المروءة من سكان العمارة من نوافذ شققهم وصاحوا في الضفدع : ( ما فعلته يكفي فلا ترهق نفسك أكثر من هذا )
كل ذلك والضفدع لا يهتم بصرخات المتصايحين من باب الإشفاق أو التهكّم , وبين دهشة الحضور وصل الضفدع إلى أعلى العمارة !!!
فاندفع الصحفيون نحوه يسألونه عن سرّ قوّته وسرّ نجاحه في الصعود على جدران بناية شاهقة , بينما كائنات أقوى منه بٌنية يعجزون عن الصعود إلى آخر طابق مشياً على السلّم , ولكن الضفدع لم يجب على أسئلة الصحفيين !! , وغادر العمارة .
فتحدثت وسائل الإعلام لعدة أيام عن الضفدع الذي حقق إنجازاً " بأساليب ملتوية " بدليل أنه رفض أن يتحدث عن الكيفية التي نجح بها في صعود العمارة قفزاً .
ما لم يكن يعرفه المتفرجين والصحفيين أن ذلك الضفدع الفائز كان " أصماً " لا يسمع !!
همسة مُحب :
إذا أردتم أن تنجحوا أحبتي فكونوا مثله , لا تلتفتوا إلى جمهور المخذّلين , لا تستمعوا إلى هتافاتهم وصرخاتهم التي تحاول أن تجعلكم ترضون بالواقع الذي تعيشون فيه دون تغيير للأفضل .
انظروا إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ففيها العبر والعظات وفيها تخريج صنّاع الحياة , إذ كان يدعو عمه أبا طالب لهذا الدين القويم ، لكن أبا طالب لم يؤمن بسبب استماعه لبعض الشياطين
فلما حضرته الوفاة كان يقول له النبي صلى الله عليه و سلم : ( يا عمّ قل لا إله إلا الله كلمة أٌحاجّ لك بها عند الله )
ويقول له فرعون هذه الأمة :
يا أبا طالب أتترك دينك ودين آبائك وأجدادك ؟ أتترك ملّة عبدالمطلب ؟ , فيموت على الكفر والعياذ بالله , وقَد كان يقول :
ولقد علمت بأن دين مـحمد *** من خير أديان البرية ديناً
لولا الملامة أو مخاف مسبّة *** لوجدتني سمحاً بذاك مبيناً
أحبتي من عوائق الوصول الى القمة و فتور الهمة
وجود المثبطين ( وفيكم سمّاعون لهم ) ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالاً)
مرض اليأس والاحباط ( ولا تيأسوا من روح الله )
كثرة الذنوب ، فهي تصرف عن المعالي وتميل الى الدون .
لذا سيروا على طريق الخير علّكم أن تصلوا إلى مبتغاكم , وفي الختام أقول لكم :
إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ *** فإن فساد الرأي أن تترددا
وفقني الله وإياكم لكل ما يحبه ويرضاه ورزقنا السعادة الدائمة بنصر أمتنا وعودة هيبتها
وجمعنا تحت ظل رحمته يوم نلقاه والفوز بالنظر إلى وجهه الكريم .
مبارك أحبتي ...  
|
|