أسباب الإلحاد التي قسمها أهل العلم إلى ثمانية أقسام بارزة الجزء الثاني :
خامساً : الاسترسال مع وساوس الشيطان :
يسعى الشيطان إلى إضلال الإنسان وصدِّه عن سبيل الله ، ومن ذلك ما يوسوس به في قلبه مما يؤدي إلى الكفر والضلال ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟
حتى يقول: من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فَلْيستعذ بالله ولينتهِ»
فلا يزال الشيطان يوسوس للعبد ويقذف في قلبه الشكوك ؛ فإن استعاذ منه خنس وولََّى، وإن انقاد له أورده المهالك.
سادساً : الغرور والإعجاب بالنفس :
لَـمَّا حاز هؤلاء الضالون شيئاً من العلوم، وأدركوا قدراً من الفهوم، اغتروا بما عندهم من العلم، فتجرؤوا على الخوض في المغيَّبات، ولم يقفوا عند حدود ما أنزل الله على رسوله فضلُّوا. وقد ذكر الله تعالى عن أسلافهم من الضلال ما يبين هذا ويوضحه
قال تعالى :{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}
[غافر: 83]قال ابن سعدي : ({فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ} من الكتب الإلهية، والخوارق العظيمة، والعلم النافع المبيِّن للهدى من الضلال، والحق من الباطل {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُم مِّنَ الْعِلْمِ} المناقض لدين الرسل. ومن المعلوم أن فرحهم به يدل على شدة رضاهم به وتمسُّكِهم، ومعاداة الحق الذي جاءت به الرسل، وجَعْلِ باطلهم حقاً، وهذا عامٌّ لجميع العلوم التي نوقض بها ما جاءت به الرسل، ومن أحقها بالدخول في هذا: علوم الفلسفة، والمنطق اليوناني، الذي رُدَّت به كثير من آيات القرآن، ونقصت قدرَه في القلوب، وجعلت أدلَّته اليقينية أدلَّة لفظية لا تفيد شيئاً من اليقين، ويقدَّم عليها عقول أهل السفه والباطل، وهذا من أعظم الإلحاد في آيات الله والمعارضة لها والمناقضة، فالله المستعان).
سابعاً : الجهل بعظمة الله، سبحانه :
يطرأ الإلحاد على القلوب التي جهلت عظمة الله وقَدْره، وما له من صفات الكمال ونعوت الجلال.
ويدل عليه حديث جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! نُهكَت الأنفس وجاع العيال وهلكت الأموال؛ فاستسق لنا ربك؛ فإنَّا نستشفع بالله عليك، وبك على الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله! سبحان الله! فما زال يسبِّح حتى عُرِف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ويحك أتدري ما الله ؟ إن شأن الله أعظم من ذلك ، إنه لا يُستشفَع بالله على أحد من خلقه...» الحديث
فبين صلى الله عليه وسلم أن السبب في وقوع هذا الشرك اللفظي إنما هو الجهل بعظمة الله وقدره، وقد قال تعالى :
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
[الزمر:76]
قال محمد بن كعب : لو قَدَروا الله حق قَدْره ما كذَّبوه.
ثامناً : سعي اليهود لنشر الإلحاد في العالم :
سعى اليهود لنشر الإلحاد في العالم ؛ حتى تسهل السيطرة عليه وإخضاعه لما يريدون. جاء في البروتوكول الرابع من بروتوكولات حكماء صهيون : (من المحتم علينا أن ننسف الدين كلَّه لنمزق من أذهان الغوييم [ يعني الأميين ] المبدأ القائل بأن هناك إلهاً ربّاً ، وروحاً ، ونضع موضع ذلك الأرقام الحسابية والحاجات المادية )
للحديث بقية بإذن الله







رد مع اقتباس