ظمأ الأمنيات
إنـّي قـُتلــتُ وفي هذي الشــفاهِ دمـي
ولــم تزلْ كلماتُ الحـبَّ مـلءَ فمـي
وقـد سكرتُ ومـا في الكأس من عنـبٍ
بل الهـوى أسـكرَ الأحداق بـالسّـقـم ِ
صرعـى وفي كفـنِ الأشـواق ِ تُمطرني
مـرارةُ الوجـدِ ألـواناً مـِنَ الضَّــرم ِ
لكـمْ ظمـئتُ وعيـنُ المـاءِ صـافيـة ٌ
تنسابُ قربـي زُلالاً والفــؤادُ ضَمِي
ما جئــتُ أشـربُ إلاّ عـدتُ منخـذلاً
وعــاد يحـدو إنـائـي ثـورةَ النـدم ِ
كــم جئـتُ للغيـدِ تغويني محبـتُـها
وكـم تعـثـَّرَ خـوفاً عنـدهـا قـدمـي
ماتـتْ علـى مرفـأ الآمـال أمنـيـتي
وقـد تهـاوى حطـاماً فـوقـَها حلمـي
أمضـيتُ كـلَّ سـنـيِّ العـمرِ مـرتحلاً
زادي الهـوى وأنيـسي في الأسى قلـمي
كتـائـهٍ لــفَّ كـلَّ الأرض مغتــرباً
ولم يجـدْ فـي نـواديها ســوى العـدم ِ
بحثتُ عـن قمـري فـي كـلّ قافـلـة ٍ
مـرّت بقـربي ولـم أظـفرْ بمـغـتـنم ِ
وجدتُ كـلَّ أمـاني النـفسِ ضـائعـة ً
كـمـا أضاعَ هـداهُ عابــدُ الصّــنـم ِ
من لي بيــوسفَ يحيـي صوتَ أمنيـتي
ويبعثُ الـروحَ فيما ضاعَ مـن حـلـمي
ما بـالُ زهـريَ قـد غابـتْ روائـحـُهُ
ولم يعـدْ عبـقي ينـسابُ مـن كلـمـي
هـل كان بـي عجـمة ٌ تعـتادُ قـافيـتي
أم مَنْ قـرأتُ لـه شـعـري مـن العجم ِ
محمد نصيف