الله تبارك وتعالى ما خلق الإنسان إلا بصورة طيبة، وما خلق الإنسان بمواصفات معينة إلا لحكمة يعلمها جل جلاله سبحانه، فهو الذي خلق الناس جميعاً، وشاء جل جلاله سبحانه أن يجعل هذا طويلا، وأن يجعل هذا متوسطا وأن يجعل هذا قصيرا، وأن يجعل هذا أبيض وأن يجعل هذا أشقر وأن يجعل هذا أسمر، وأن يجعل هذا عربيا، وأن يجعل هذا هنديا، وأن يجعل هذا صينيا، وأن يجعل هذا أوروبيا، هذا ترتيب الله تعالى لتكتمل المنظومة الإنسانية، لأن الناس جميعًا لو كانوا في صورة واحدة وطول واحد لأصبحت الحياة سخيفة لا معنى لها ولا طعم.
ما هذا التفاوت فله مزايا كثيرة وله حكم عديدة، نعلم بعضها ونجهل الكثير منها وعنها، وهذا مثله كمثل الأطعمة التي يُخرجها الله تبارك وتعالى من الأرض، فكلها يُسقى بماء واحد ورغم ذلك فلو أن الطعام كان نوعًا واحدًا لملَّ الناس هذا النوع من الطعام، ولكن شاء الله تعالى أن يجعل التربة واحدة وأن يجعل الهواء واحدا وأن يجعل الماء واحدا، ولكنه يجعل الأصناف متعددة متنوعة، ونحن أيضًا جميعًا لآدم - عليه السلام – كما قال النبي عليه الصلاة والســــلام (كلكم لآدم وآدم من تراب) ولكن الله - تبارك وتعالى – عندما أرسل الملَك لأخذ قبضة من طين الأرض ليخلق منها آدم أخذ هذه القبضة من أماكن مختلفة من الأرض، ولذلك خرجنا جميعًا كلنا لسنا في صورة واحدة، وإنما فينا الاختلاف البين الواضح الذي نراه حتى في أصابع اليد في اليد الواحدة، فكل إنسان طبيعي في يده خمسة أصابع يجدها مختلفة، فإذا كان الاختلاف في اليد الواحدة فهل نظن أن الناس يتفقون وهم ليسوا يدا واحدة؟!
لذلك كلما هاجمكم هذا التفكير حاوليواأن تطاردوه بسرعة ولا تستسلموا له، وضع هذه دائما في بالك(رضينا بقضاء الله وقدره، رضينا بما قسم الله لي)
يعطيك الف عافيه عالطرح القيم والمفيد
دمت بكل الود