يحكى ان امرأة تبكي ساعة ولادة ابنتها فسألتها اخرىعن سر البكاء وهي في ساعة فرح وسرور! فقالت.... هذه هي المولودة الرابعة لابنتي، وأخشى أن يكرهها زوجها فيطلقها!
لقد وضع الإسلام أساسه التربوي الصالح للبنات، على إنكار عادة التشاؤم بولادتهن كما كان يعفل عرب الجاهلية وكما نفعل اليوم، فلِمَ تتشاءم من الفتاة؟ ما ذنبها؟ ما ضررها إذا أحسنت تربيتها؟ ولماذا يكون الفتى دائماً خيراً منها... ومتى كانت البنات كلهن شؤماً وكان الصبيان كلهم خيراً؟ والبنت إذا ولدت ماذا يرد من المصيبة بها - لو كانت مصيبة - الجزع منها أو إظهار الإمتهان لها؟ إن التشاؤم سفه وحمق ومعاندة لله في خلقه من حيث لا يملك أقوى إنسان أن يرد قضاء الله في ولادة البنات. (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بُشر به، أيمسكه على هونٍ أم يدسه في التراب الا ساء ما يحكمون).
أما العناية بتأديبها وتعليمها فقد حث عليه الإسلام بما لا مزيد عليه حين قال عليه ال[من كانت له ثلاث بنات يؤدبهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وجبت له الجنة. قيل يا رسول الله وإن كانت له بنتان؟ قال وإن كانت له بنتان. قيل وإن كانت له بنت واحدة؟ قال: وإن كانت له بنت واحدة...] وهو في كل ذلك ينفق عليها برضى وطيب نفس، لا يبخل عليها بما تحتاج إليه، ولا يمن عليها بما ينفق. حدثت عائشة أم المؤمنين قالت: جاءت امرأة معها ابنتان فلم أجد ما أعطيها غير تمرة واحدة فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت، فدخل الرسول بعد ذلك فحدثته فقال: [من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار...] .
العتيني![]()