كٌتبت بواسطة عصام بتاريخ مارس 16, 2011 في شخصيات تستحق التدوين | 20 تعليق | المشاهدات: 6,272 مشاهدة
على الرغم أنني لم أكن أعرفها ولم أقف على معاناتها وكتاباتها ..
إلا أنني أجد في قلبي مشاعر من العطف والحزن كلما مر ذكرها علي !
تصل لدرجة اغرقاق العين بالبكاء !
هديل الحضيف تلك الفتاة التي كانت تحمل هماً ورسالة ..
الفتاة التي افتتحت العالم الجديد وأفردت فيه المقولات ..
لنجده الآن كما قالت وأكثر ،،
هديل فتحت باب الجنة ليكون باباً مفتوحاً حتى بعد مغادرتها ..
أي مشاعر وأي حزن ذلك الذي ينتابني حينما أدخل على مدونتها ..
مجرد ما استشعر أن التي طبعت تلك الحروف وأقامت هذا الصرح هي تحت التراب ..
يرجف قلبي وتهتز روحي وأجد وجهي قد انقلب رأساً على عقب ..
لم اتجرأ لأقرأ لها حرفاً ..
وحتى حروفها في كل مكان أراها ..
وفي كل مرة أرى اسمها حتى أشيح بوجهي خوفاً من تذكر الحزن والألم ..
ذهبت للمكتبة فوجدت كتبها :
غرفة خلفية
،
و باب الجنة
،
و ظلالهم لا تتبعهم
اقتربت من أحدها وأخذته بيدي حاولت فتحه فلم أستطع ..
وأنا أعلم أنني حينما ابدأ بقرائه حروفها فدموعي ستبدأ معها بلا توقف ..
خرجت من المكتبة وأنا أشعر بغصة عالقة في حلقي ..
وأخذت أقاوم خروجها بشتى السبل ..
ولكن ذلك الطيف وذلك الأثر لم يزل عالقاً في ذهني ..
فخرجت دميعات تبلل جفاف عيني الزائل ..
3 سنوات مرت يا هديل ..
ولم ينطفئ ذكرك بين العالمين ..
لقد انتفض محبوك ومتابعوك وكل من كان له مدونة أو موقع يصدح به ..
لقد رأيتهم يدونون عن حالتك ويجمعون الأصوات وحتى الأموال لك ..
وحتى بعد أن قبضك الله إليه ..
لم يتوقفوا أو ينسوك كما ينسى البشر عادة موتاهم
بل خلدوا ذكرك ورفعوا شأئنك ..
فلله درك ودرهم ..
،
ثم كانت المبادرة الكبرى
بجائزة هديل العالمية للإعلام الجديد
كانت أجمل فكرة وأجمل ذكرى تطرز فيها تلك الراحلة ..
وددت حقاً لو استطعت أن أضحي بنصف عمري
مقابل أن تعود هديل للحياة ولو لدقائق
لترى ما كان بعدها ..
،
والدها الدكتور محمد الحضيف
خصص وقتاً للحديث عن هديل رحمها الله في الحفل الختامي الماضي
وددت فعلاً لو حضرته لأستمع لصوت الأب
رأيت فيه تفاصيل لم أستطع ترجمتها ..
رأيتها حينما كنت اصطف في طابور التوقيع لكتابه :
رماد .. عادت به ساره
رأيته جسداً من دون روح ..
وكأن روحه ذهبت مع فلذة كبده ..
وددت للحظة أن اضمه طويلاً ..
وددت لو استمع لحكايا هديل من حديثه مباشرة ..
أريده أن يتكلم ويروي ويقص ويفضفض كل ما في ذلك الصدر الأشم !
ها هي الدموع تتسلل مرة أخرى وأنا أكتب عن هديل ..
وأجد في مدونتي نقصاً إذا لم أخصص تدوينة عن هديل رحمها الله ..
واتسائل كثيراً ..
لقد فقدت الكثيرين ممن أعرفهم وأحبهم ولم أجد لهم ما وجدت في هديل
فلماذا هديل ؟ هل لإننا نتشارك في نفس الإهتمام ؟
أم لأن لها بقية في مدونتها وكتبها تذكرني بها كل حين ؟
أم أنها المنحة الربانية والمحبة الإنسانية التي زرعها الله في قلوب البشر لهديل ؟
هل سيأتي اليوم الذي أطوف به مدونتها واقرأ كل كلمة كتبتها
ثم أعرج على كتبها واقرأها جميعاً ؟
اتمنى ذلك ،،
وأخيراً اتسائل ..
يوماً ما سيرحل عصام ..
غداً أو بعد غدٍ أو بعد أسبوع أو بعد شهر أو حتى بعد ستين سنة ..
المهم أنه سيرحل ..
فهل سيكون رحيلي كرحيل هديل ؟
مرة أخرى اتمنى ذلك ..
،
اسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يغفر لهديل ويرحمها
ويجعل لها منازل في الجنة مع الصديقين والنبيين والشهداء ..
وأن يعوض والديها خيراً وصبراً وأجراً ..
وأن يثلج قلب والدها ويربط على قلبه ..
اللهم آمين .. آمين .. آمين ..
عصام
مدونة جزيرة الكنز