لا تعرف فرشاتي خلطَ الألوان
فالأبيض أبيض..
حتى لو غشيته الظلمة واستلهمه البُهْتان
حتى لو شاب نصاعتَه بعضُ نقاط حمراءٌ أو سوداء
حتى لو جحدت كلُّ الألوان نضارته
حتى لو أعيت فكرته أخيلة العُمْيَان
والأسود في عتمة ليلي في إشراقة شمسي أسود
حتى لو برقت عتمته في ضوء الشمس
حتى لو ولدت ظلمته خيطَ الفجر
حتى لو رهبته قلوب الصبيان
أعرف أن الخطَّ الحائر في لوحاتي البيضاء
يبحث عن حِضْن أمان
♦ ♦ ♦
وتقول الهندسة الجوفاء:
إن الخطين إذا انطلقا من بُعْدٍ متوازٍ لا يلتقيان
لكن العلماء وأهل الآثار اتفقوا أن الخطين التحما في بعض الأحيان
حين استند العَرَّاف المسكين على بطن جدارٍ أجوف
واستخرج محارته واستودعها السرَّ
.. ولكن الكُهَّان
فَهِموا تمتمة شِفاه العَرَّاف وعرفوا
فتجاوز سرُّ العَرَّاف سياجَ الكِتْمَان
حين تَضعضعَ بنيان فتوَّة حارتنا
وتعثَّر في الحبل الممتد بأيدي الصبية
فَتُقَهْقِه كلُّ النسوة،
واجتمع الصبيان
حين تطهَّر عِرْبيدٌ ثملٌ واستقبل قبلتنا في أول رمضان
حين انحرف مِزاج الشيخ وغَازلَ بنت السلطان
حين اجتمعت في صومعته روعةُ ترتيلِ الفجر ووسوسة الشيطان.