كنت في يوم من الأيام طفلة صغيييييييييييرة ...داخلها قلب صغير
يحمل أحلام وردية..ولديها ببيت كبير فيه أم وأب وأخوان..طفلة
تحمل حقيبتها الممتلئة بالكتب الثقيلة ..وظفريتان في نهاية كل منها شريطة بيضاء.
درب المدرسة طوووووووووويل كله مطر وثلوج..لاتعرف خوف
ولاهم ولاتعرف لماذا الناس تخاف من الغد وفي يوم من الأيام
رجعت من دربها الطويل تحمل بعض الفرح بين يديها تنثرها هنا
وهناك. وأمام البيت وقفت ترتعش..رأت نساء بملابس الحداد
وسمعت صياحا أمها.. دخلت البيت وهي تضع يمناها على قلبها
الصغير ..وبكل ثقل العالم بحثت عن أمها ..أمي أمي ..ألتفتت الأم
إليها وهي تحمل ابنها الجديد المجدّول في القائمة الأسرية أنه
العاشر ..وبكل براءة سألت أين والدي ؟ وبدموع قد جففها ألم
المخاض والدك ضاق بنا وبحالة الفقر التي نعيشها ..رحل إلى مكان
أجهله وتجهلينه وبصوت أكثر حده ممزوج بطعم المرارة قالت ليته مات وأدارت عني وجهها المتعب .
ومضت الطفلة في اليوم التالي إلى دربها الطويل لكن هذه المرة
هطل المطر بكل قوة وأزاح كل أفراحها وأستقر الثلج في قلبها
وتجمدت الطبشورة في يدها ... كانت تريد أن تكتب
( ماذنبنا يا أبي)!