المرأة في عصرنا مضطهدة وتحتاج إلى التحرير، فلنحرر المرأة من رق الاستعباد، ولنخلصها من قيود أهل الفساد، فهي بحاجة ماسة لكل الجهود.
المرأة العصرية! المرأة المتقدمة! المرأة المتحضرة ترقص ليسعدوا هم، وتمثل ليثملوا هم، وتغني ليطربوا هم، وتذيع وتقدم ليتمتعوا هم، أما هي فتعيش تحت نير الاستعباد، وممن ؟ من أحط أنواع العباد، تقطع علاقاتها بأهلها لتكافح من أجل شهواتهم، وتدمر صحتها بجراحات التجميل لتحقق مرادهم، وتنفق أموالها من أجل آخر الصيحات لتناسب أذواقهم، وتعيش معذبة بأنواع الريجيمات ليكون جسدها وفق مزاجهم، بل إنها تُحرم غريزة الأمومة أعظم شيء تحتاجه وأنبل هدف تسعى إليه لكي لا تنشغل عنهم بغيرهم، فأي استعباد واحتلال واستباحة إن لم تكن هذه هي ؟ يجب على المصلحين والمفكرين والحكام والغيورين أن يقوموا بواجبهم في تحرير المرأة وإعادتها إلى طبيعتها، فهذا واجب عليهم في زمن اختلت فيه المفاهيم وقُلبت فيه الحقائق، فأصبح الاستعباد حرية، والتخلف والرجعية تقدماً وحضارة، بل أصبحت الدعارة التي تفوح رائحة قذارتها تسوّق بأجمل صورة وبأبهى حلة.
إن النساء هن أخواتنا وأمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا وبنات بلادنا، وهذه الأمة هي أمتنا، فيجب أن تتكاتف الجهود للتحرير والرقي، لنعيد للمرأة نقاءها وشرفها وحياءها ، فهي نصف المجتمع، وشقيقة الرجال، وشريكة الكفاح. حرروها!، أطلقوا يديها!، لتمارس دورها العظيم في بيتها، تربي لنا الأجيال، وتخرج العظماء، وتساهم مساهمة عظيمة في بناء المجتمع، ونهضة الأمة، فالجيل بحاجة ماسة إليها في هذا الوقت الذي كثرت فيه الشبه وتعاظمت فيه الهجمات. ومن أجل ذلك حرروها، علموها، ثقفوها، ارفعوا مستواها،أبعدوا عنها قيود العادات البالية، لتعمل وتنجح، أعطوها حقوقها الشرعية كاملة غير منقوصة، فهي جامعة إذا أعدت أخرجت شعباً طيب الأعراق، عالي الهمم. إن الأمر خطير، وإن الشرف والفضيلة والأعراض تستصرخ كل غيور.
حريدة المدينة --- ملحق الرساله -- الجمعة في 27/4/1427هـ