تحقيق: لطفي عبداللطيف
جاءت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدى استقباله اعضاء اتحاد الصحافة الخليجية والتي أكد فيها على الالتزام بالقيم والاخلاق ومواثيق الشرف الصحفي في النشر، لتؤكد على الدور التوعوي المنضبط الذي يجب على الصحف الخليجية -خاصة- الالتزام به.
(فلا أحد يقبل أن تنشر صورة ابنته أو اخته أو زوجته) و(لا يجوز الاعتماد على القيل والقال والحوادث غير المنضبطة)، و(لا تستمعوا للصحافة الخارجية أبداً عندما يكون الامر ضد الإسلام أو العرب)، (الشباب يميلون إلى العاطفة، ويميلون مع النفس، والنفس أمارة بالسوء فأرجو ان تخففوا من الحوادث غير المنضبطة)، (يريدون ان يدلسوا علينا)، (لا أحد سيغطي على الإسلام.. أبداً.. أبداً).
لقد اكد حفظه الله على مرتكزات ومقومات المجتمع المسلم، والحفاظ على العقيدة والقيم والاخلاق وثوابت الدين، فلا أحد ضد حرية النشر فهي مكفولة، ولكن محدودة بضوابط الدين والشرع، لقد وضع خادم الحرمين الشريفين رجال الصحافة الخليجية امام مسؤولياتهم الاعلامية والاخلاقية وقبل ذلك الشرعية، وكان خطابه الابوي لهم واضحاً محدوداً صريحاً، خاصة عندما تطرق إلى قضايا (نشر صور النساء) و(الحوادث غير المنضبطة) والنقل عن (القيل والقال)، وتعرضه للصورة التي تنشرها الصحف الاجنبية ضد العرب والمسلمين، وهي صورة سلبية ولا يمكن لعربي أو لمسلم ان يصدقها، لانها تقطر حقداً وعنصرية ضد العرب والمسلمين.
ان ما قاله خادم الحرمين الشريفين لاعضاء اتحاد الصحافة الخليجية هو ميثاق شرف لكل الصحفيين الذين يلتزمون بدينهم وعقيدتهم وقضايا وطنهم وثوابت مجتمعهم.
فقد اكد خادم الحرمين الشريفين في بداية اللقاء ان مثل هذا الاجتماع لا ينتج منه إلا خير يجمع شملنا كخليجيين وعرب) واعرب عن سعادته بلقاء اعضاء الاتحاد وقال: انا سعيد بهذه الوجوه الطيبة الخيرة، التي تعمل لخدمة دينها واوطانها.
الجهة الخيرة
وقال حفظه الله: الصحافة يا اخوان فيها جهة خيرة واخرى الله اعلم بها، وانتم ان شاء الله الجهة الخيرة، وتبقى بعض الصور التي تنشر في بعض الصحف، وهذه يا اخوان ليست منا، وليفكر الواحد منا هل يقبل ان ابنته أو اخته أو زوجته تظهر بهذه الصورة، لا لن يقبل أي احد منا بذلك ما من شك، والشباب يميلون إلى العاطفة، ويميلون مع النفس، والنفس امارة بالسوء وهذه ارجو ان تخففوا منها، وان تخففوا من الحوادث غير المنضبطة التي تعتمد على القيل والقال، وما يكتب عن اوطانكم وفيه مساس بها، فبعض المراسلين يريد ان يبرز نفسه ويكتب شيئاً ويزيد عليه، وهذا امر لا يجوز، وإذا كان لابد يريد ان يقول شيئاً فليذهب إلى الوزير المختص، والوزير أو هو بنفسه ينقل الصورة، اما من يريد ان يشمت فلا.. الشماتة ليست لكم ان شاء الله.
الصحافة الخارجية
وقال الملك عبدالله بن عبدالعزيز: ارجو ان لا تستمعوا للصحافة الخارجية أبداً، خاصة عندما يكون الامر ضد الإسلام أو العرب، لا تستمعوا لهم لان الإسلام ما من شك عزيز ولله الحمد، عزيز بالله ثم بابناء الإسلام، وابناء الإسلام ولله الحمد انتم منهم.
واضاف: لا يهمنا كلامهم، لاننا نعرفهم وهم يعرفوننا، ولكنهم يريدون ان يدلسوا علينا، ولكن لا أحد سيغطي الإسلام أبداً أبداً وهم يعرفون هذا.
ثم جاءت وصية خادم الحرمين الشريفين للصحفيين الخليجيين: اوصيكم بعقيدتكم ووطنيتكم واخلاقكم.. يا اخوان الاخلاق اهم شيء وكذلك المصداقية، مصداقية الإنسان حتى عند اولاده واطفاله ومحارمه، إذا كان ليست لديه مصداقية فليست له قيمة، والصحافة اكثر اهمية ومصداقيتها اهم شيء، هذا الذي نتمناه لكم، وهذا ان شاء الله فيكم جميعاً، لكن انا مجتهد ولا اريد ان اقول لكم هذا الكلام وعندكم اكثر منه ان شاء الله، عقيدتكم واخلاقكم ووطنيتكم ومصداقيتكم هذه اهم شيء.
ميثاق الشرف الإعلامي
بهذه الكلمات حدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للصحفيين الخليجيين -بل للعرب والمسلمين- ميثاق الشرف الاعلامي الذي يشرف أي صحفي أو اعلامي الالتزام به وبمرتكزاته الاربعة التي جاءت في حديثه -يحفظه الله- وهي: الالتزام بالعقيدة والزود عنها، الوطنية وما تقتضيه من الجميع وخاصة الاعلاميين، الاخلاق كمرتكز لاي عمل اعلامي امين، المصداقية وهي خصائص الرسالة الاعلامية لكل عمل اعلامي هادف ومسؤول.
ونبه حفظه الله إلى الجانب الآخر غير الخير الذي يقع فيه البعض، فهناك من بدأ في نشر صور النساء، ولا أحد يقبل في المجتمع الخليجي نشر صورة ابنته أو زوجته أو اخته، والذين ينقلون معلومات غير موثقة وغير منضبطة وتعتمد على (القيل والقال) ومن يظهرون الشماتة في النشر، والاخطر من كل ذلك الذين يستمعون لما تقوله بعض الصحف الاجنبية التي تقطر حقداً ضد قضايا العرب والمسلمين.
نشر صور النساء
وحول نشر صور النساء في الصحف وما يجري من اختلاط اكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء: ان نشر هذه الصور مخالف للشرع، وامر يوجب الانكار والبيان ويوجب على الناس السمع والطاعة لشرع الله والخضوع له وهو الامر الذي حذر سماحة المفتي منه عندما نشرت بعض الصحف المحلية صور الاختلاط في أحد المؤتمرات الدولية بجدة.
وقال سماحته: ان نشر صور النساء على هذه الحالة السيئة مخالفة شرعية، وان من يدعون ان هذه بداية لتمرير المرأة السعودية وكأنها كانت مقيدة بالشرع ولا حول ولا قوة إلا بالله، فهذه اقوال باطلة، وعلينا جميعاً الالتزام بالشرع، بامتثال الاوامر واجتناب النواهي والتسليم والانقياد، واضاف سماحته قائلاً: يجب ان نعلم جميعاً ان الخير والصلاح في متابعة الشريعة، ومن زلت قدم من اهل الصحافة في هذا المرتع الوخيم ان يرجع إلى ربه ويتوب ويظهر ذلك في الصحف ويبين خطورة هذا الامر ابراء لذمته خروجاً من العهدة "
ومن هنا أقول للقائمين على هذه الشبكة الثقافية الخيرة إن شاء الله أن يتقوا الله عزوجل في عدم نشر صور النساء وأن يكونوا متعاونين على الخير والتقوى -- وأن يكونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر
وبارك الله في الجهود
.