أعظم أحوال رقة القلب حقيقة، أن يخلوا المرء بنفسه ويقرأ القرآن فإذا خلا بنفسه،
ولا أحد يسمعه إلا نفسه، وقرأ بصوت يسمع نفسه، ثم استشعر معاني مايقرأ، وتدبر جلالة مايتلوا، وعلم أنه يقف بين يدي الله،
فإذا خشع قلبه، واقشعر جلده، وذرفت عينه، فقد بلغ من الإيمان مبلغاً عظيماً، وهذا من أعظم مايمكن أن يؤتيه الله_جل وعلا_عباده الصالحين،
وهو من أعظم مايدل في ظاهر الأمر_وكل أحد أعرف بنفسه_مايدل على قرب العبد من الله؛ لإنه مجرد القيام بين يدي الله شرف.
فإذا كان الإنسان يقــــــــوم بين يدي ربـــــــــه ويبكي ولاأحد يراه_مظنة الر ياء منتفية_.
فـــــــــإن هذا برحمة الله من دلائل القرب منه_تبارك اسمه وجل ثناؤه_.