وطن قلبه النابض مكة المكرمة ... وشرايينه المدينة المنورة .. دستوره القرآن الكريم ...
رايتـــه التوحيد .. منّ الله عليه بحكــــــام طبقوا فيه شرائع الدين الحنيف .. وأجلّوا العلم والعلمــــاء ..
و أكرموا ضيوف الرحمــــن .. وحفظوا الأمن و الأمان بعد الله سبحانه وتعالى ..
ّّّ أفلا يكون هذا الوطن هو سيد الأرض وبلا منازع ّّّ
وطني الذي نَهَلَ الجميع زلاله
وسبى المحبّ عيونَه وخيالَه
وسما سموّ الأكرمين الى العلا
فتقاصرت قمم الجبالِ حِيالَه
و أتى يصبّ الخير من جَنَبَاتــــِه
للأرض قاطبةً ومدّ ظلالـــــه
في كفّه غرسٌ وبين عيونـــــه
نورٌ يضيء سهوله وتــلالــه
وعلى شواطئه الجميلة تحتفي
تلك النوارس تستشِفّ رماله
وطني الذي لما تبسّمَ ثغره
شدّ الربيــــع الى رُبَاهُ رِحالــه
وطنٌ تفرّد في الوفـاء ولم أرى
إلّاكَ ياوطن الوفــاءِ مِثالـه
في صبحه أو ليله يبقى الضيا
ءُ وذاك قدرٌ بالرسالة نــــاله
متفاخرٌ بصفـــاء كعبتــه التي
ظـلّت تُرتّــــلُ للورى آمــاله
طلِقٌ ضحوكٌ مُسْفِرٌ مسْتَبْشِرٌ
ومع الحوادث لايَهـــابُ زواله
لكنّــــــه في وجهِ عاذِلِه لظىً
والسيف يحرس بحره و جباله
لا ينحنـــي الا لخــالقــه الّــذي
قد زادَه فوق الجمـالِ كماله
سلْ عنه إبْرَهَةَ الأُشَيْرَمَ عندما
خَذَلَتْ أبابيلُ السما أفْيــَـــالَه
وبطيبــةٍ صـــور الفـــداءِ تألّقت
وكأنَّها قمرٌ يُذِيــــــعُ كماله
دستوره القرآن أخْرسَ ألسنــاً
وكفـــاهُ قولٌ (للمغيرةِ) قالَـه
الله أكـــــبـــرُ وانطلقـــتَ بعزةٍ
تمحوا الظلامَ يمينَه وشمالَه
وإلى هواكَ العاشقونَ تسابقوا
الكلّ ينثــرُ ودَّهُ و وصـــــــــاله
صقرُ الجزيرةِ قد حبَــاكَ بغزوِه
وإلى إلـــه الكون شدَّ حِباله
لمَّ الشَّتاتَ على شريعة أحمدٍ
فرَنَا إليه النَّصرُ ثمَّ شدا له
ياسيِّد الأوطـــان يانبـــعَ الهدى
يامَنْ مَنَابِرُهُ تَزُفُّ جلالــــــه
مَهْلاً فللأَشْواقِ بينَ جَوانحـــي
ركْضٌ وَ أَعْجَزُ أن أُفسّرَ حـاله
هذي حروفُ الشّعرتَغْسِلُ وجهها
في نهرِ وصفكَ كي تُرِيْكَ جماله
ياعاشقَ الأقصى وكفُّكَ لم تزلْ
كالغيثِ تُغْدِقُ لا تردُّ سؤالـــه
إنَّا لندعوا الله صفَّــاً واحـــداً
يوماً على الأقْصى يُعِيدُ جلاله
ونَرى بلادَ الشَّامِ تَذْبَحُ ظالمـاً
وتُبِيْدُ من فوقِ الثَّرى أطلاله
ونراهما يتغنَّيانِ بموطني
هذي تُمَجِّدُهُ وذاكَ دَعا له
وستعْلمُ الدنيا بأنكَ موطنٌ
قدظلَّ يغرسُ في الوغى إقباله
ياربُّ واحْفَظْ أمْنَهُ و أمـــانَـــهُ
ومليكَه وحدودهُ ورجــــــــالَهُ
((( وكفاه قول للمغيرة قاله )))
أقصد بها شهادة الوليد بن المغيرة للقرآن الكريم
وهو من أشد أعداء الإسلام حين قال :
(ان عليه لطلاوة وان له لحلاوة وان أعلاه لمغدق و إن أسفله لمثمر
وانه يعلى ولا يعلى عليه)
فارس