احتجاجا على عزله واعتقال قيادات اخوانية

النائب العام المصري يستقيل.. ومؤيدو مرسي يستعدون لـ "جمعة الرفض"

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

القاهرة: رويترز
قال النائب العام المصري عبد المجيد محمود الذي عاد الى منصبه مؤخرا انه سيستقيل من منصبه بسبب "استشعاره الحرج"، حسبما نقل عنه الاعلام الرسمي صباح الجمعة. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان "المستشار عبد المجيد محمود النائب العام اعلن أنه يعتزم التقدم بطلب إلى مجلس القضاء الأعلى للعودة إلى منصة القضاء معتذرا عن عدم الاستمرار في منصب النائب العام"، مبررا عبد المجيد خطوته بانها تأتي "استشعارا منه للحرج". واكد التلفزيون الرسمي هذه المعلومات.
ويعتزم المؤيدون الاسلاميون للرئيس المصري السابق محمد مرسي التظاهر اليوم الجمعة تعبيرا عن غضبهم لعزله من قبل الجيش ورفضا لحكومة انتقالية ستشكل بدعم من معارضيهم الليبراليين. وأصيب عشرات في اشتباكات بمحافظة الشرقية مسقط رأس مرسي أمس الخميس مما أثار مخاوف من وقوع المزيد من أعمال العنف التي قتل فيها أكثر من 12 شخصا خلال الشهر المنصرم. وشن متشددون هجمات أيضا في شبه جزيرة سيناء المصرية.
وستحدد الطريقة التي يتعامل بها الجيش مع الموقف مستقبل دعم الولايات المتحدة وغيرها من القوى الدولية للقاهرة. وأدت مخاوف من أن يكون جنرالات الجيش قد نفذوا انقلابا عسكريا على أول رئيس مصري منتخب الى جعل واشنطن تعيد النظر في مساعدات عسكرية ومدنية بقيمة 5ر1 مليار دولار تقدمها لمصر سنويا. وتخرج مظاهرات الاسلاميين اليوم الجمعة تحت مسمى "جمعة الرفض."
وقال مصدر عسكري "سنستمر في تأمين أماكن الاحتجاج بالقوات والطائرات اذا اقتضت الضرورة لضمان عدم وقوع مواجهة بين مؤيدي ومعارضي مرسي. سنسمح لهم بالتظاهر والذهاب الى حيث يريدون." ويصر معارضو مرسي السياسيون على نفي حدوث انقلاب. ويقول هؤلاء ان الجيش استجاب "لارادة الشعب" وعزل الرئيس. وكان الملايين قد تظاهروا يوم الاحد احتجاجا على تداعي الاقتصاد وتأزم الموقف السياسي بعد أن فشل مرسي في تحقيق توافق واسع النطاق خلال عام تولى فيه الرئاسة.
وبعد أن أعاق يوم طويل من الدبلوماسية عطلة يوم الاستقلال لمسؤولي الادارة الامريكية في واشنطن أصدرت القوات المسلحة المصرية بيانا في وقت متأخر أمس الخميس يؤكد على الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير ويتعهد بعدم اتخاذ أي اجراءات استثنائية أو تعسفية ضد أي فصيل أو تيار سياسي. جاءت اللغة الواضحة للبيان بعد 24 ساعة شاقة قرر خلالها الجيش تعطيل العمل بالدستور والتحفظ على مرسي وشهدت كذلك أداء رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور اليمين القانونية رئيسا مؤقتا للبلاد.
وقالت مصادر أمنية ان مرسي وقيادات في جماعة الاخوان المسلمين اعتقلوا. وينظر مدعون في اتهامات كثيرة موجهة اليهم من بينها التحريض على العنف ويتهم مرسي باهانة القضاء. وأغلقت قنوات تلفزيونية يملكها الاخوان أو تعتبر متعاطفة معهم بشكل غير رسمي. ورفضت مطبعة حكومية طباعة صحيفة الحرية والعدالة أمس الخميس.
وأصيب 80 شخصا في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية حيث لا يزال يوجد منزل عائلة مرسي. وقال شهود ان الجيش تدخل لغلق المنطقة بعد هجوم على مؤيدين لمرسي شنه أشخاص على دراجات نارية مما أدى الى اشتباكات بالعصي والسكاكين والزجاجات. وبالنسبة لجماعة تعرضت للحظر والقمع السياسي طوال تاريخها الممتد منذ 85 عاما فان مثل هذه التطورات عززت انطباعات بين الاسلاميين بأن "الدولة العميقة" التي كانت موالية للرئيس الاسبق حسني مبارك وسابقيه المدعومين من الجيش لا تزال عازمة على سحق الجماعة.
وعبرت الولايات المتحدة التي تدعم الجيش المصري منذ وقت طويل وتقدم مساعدات عسكرية سنوية لمصر عن قلقها على حقوق الانسان وكذلك الاستقرار في البلاد. وقال محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري المستقيل الذي يقوم بتسيير الاعمال لحين تشكيل حكومة ان نظيره الامريكي جون كيري عبر له في مكالمة هاتفية أمس الخميس عن قلقه بشأن حقوق الانسان. وقال عمرو انه طمأن كيري أنه لن يكون هناك عقاب ولا أعمال انتقامية وانه سيتم التعامل مع الجميع في اطار القانون.
وقضى عمرو الذي قدم استقالته بعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة يوم الاحد في الاتصال بنظرائه الدوليين ونقل رسالة الى السفراء مفادها أن ما حدث في مصر ليس "انقلابا عسكريا" وانما نزولا من الجيش على ارادة الشعب. وقال عمرو انه أبلغ كيري بأن هدف الجيش الاساسي الان هو الحفاظ على الامن. وأضاف أنه لن تكون هناك أعمال عنف ولا اقصاء وقال ان الهدف هو مشاركة الجميع في العملية الانتقالية. وعبر منصور عن المعنى نفسه لكن مسوؤلا قياديا في جماعة الاخوان قال انها لن تتعامل مع "السلطات المغتصبة." وقال قيادي اخر في الجماعة ان الاطاحة بمرسي ستجعل جماعات اخرى غير الاخوان تنتهج العنف.
لكن بيان الجيش ليلة أمس الخميس تضمن أيضا تحذيرا للاسلاميين الذين يعتزمون التظاهر اليوم وقال "ان التظاهر السلمى وحرية التعبير عن الرأى حق مكفول للجميع حصل عليه المصريون كأحد أهم مكتسبات ثورتهم المجيدة... مع الوعي بأن الافراط فى استخدام هذا الحق دون داع وما قد يصاحبه من مظاهر سلبية مثل قطع طرق - تعطيل مصالح عامة - تخريب منشات يمثل تهديدا للسلام المجتمعي ولمصالح الوطن ويؤثر سلبا على الاداء الامني والاقتصادى لمصر الغالية." ونبذ الاخوان العنف قبل عقود بل أن حلفاء لهم كانوا قد قاتلوا قوات الامن في عهد مبارك في التسعينيات لا يبدون رغبة في العودة الى العنف.
لكن مصر تعاني من مشاكل مع التطرف ليس فقط في شبه جزيرة سيناء التي أصبح اسلاميون متشددون تربطهم صلات بتنظيم القاعدة أكثر نشاطا فيها منذ الاطاحة بمبارك. وقالت مصادر أمنية والتلفزيون الرسمي في وقت مبكر اليوم الجمعة ان اسلاميين مسلحين فتحوا النار على مطار العريش القريب من الحدود مع قطاع غزة واسرائيل وعلى ثلاث نقاط تفتيش. وتعرض مركز شرطة في رفح على الحدود مع غزة لقصف صاروخي مما أسفر عن اصابة الكثير من الجنود.
ولم يتضح ان كان الهجوم المنسق على الكثير من مواقع الجيش يجيء ردا على عزل مرسي. واحتفل الملايين بعزل مرسي في شوارع القاهرة ومدن أخرى مساء أول أمس الاربعاء لكن حالة من الاستياء اعترت مصريين يعارضون تدخل الجيش.