أبو البنات
يداعبني بعض الأصدقاء فينادونني ( أبو البنات ) ، وهذه الأبيات مداعبة مني لهم مع أجمل الأمنيات بدوام المحبة
قالـوا أبو البـــــناتِ ، قلتُ مهـــــلا
يامــــرحباً بهـــنَّ ألــفَ أهـــــلا
بِخلفـــــةِ البنـــــاتِ نِلـتُ خيــراً
ورحمـــــةً من خالقـي وفضـــــــلا
فهــل ظننتــــم ـ إخــــوتي ـ بأنـِّي
قـد استـحلتُ عاجِــزاً وكهـــــــلا ؟
وأنَّ في الحيـــــــاةِ من أُمـــــــورٍ
بها تُحقِّـــقُ الذكــــــورَ أصـــــلا
كأن تكـــــونَ عارِفـــــاً خبيــــراً
بِســــرِّها ، وأن تكــونَ فحــــــلا ؟
فإن ظننتــــم هكــــذا ، فخِبــــتم
وظنُّــكم قـد استحـــالَ جهـــــــلا
وإنَّـــني بــــذاكَ ما اعتـــــــرتني
غضــــاضةٌ ، ولا افتقـدتُ عقـــــــلا
ثم اعلمــــوا ـ يا ســـــــادتي ـ بأنيِّ
مـا ازددتُ إلاَّ رِفعــــــةً ونبــــــلا
فخلفـــةُ البـــــــناتِ في حيــــاتي
سعـــــادةٌ علــى الفـــــؤادِ تُتــلى
وفي المــــدى بداخـــــلِ الحشــــايا
بحبِّـــــــنا العظيـــــــمِ هـنَّ أولى
هــنّ المُــــنى ، وهـــنَّ في مَدانـــــا
براعـــــمٌ تفتَّـــــحت ، وأحلــــى
وهـنّ كالزهــــــــورِ في ريـــــاضٍ
برِقَّــــــةٍ جمــــــالُها تجــــــلَّى
وهـنّ كالنخيـــــــلِ باسِــــــقاتٌ
وطلعُــــها الجميــــلُ قـد تـــــدلَّى
ورحمــــــةٌ إذا عجِـــــزتُ يومـــاً
وخــارَ كاهلـــــي ، أو اضمحــــــلاّ
وإنَّكــــم لا تُحسنـــــونَ قــــولاً
بجِــــدِّكم ، أو تطرقـــــونَ هــــزلا
فهــــذه أفكـــــارُكم تجــــــنَّت
وأصبــــحت عقيــــــمةً وذبــــلى
وأوْحلـــــت دروبُكـــــم بجـــهلٍ
وبحرُكـــــم قـد استحــــالَ ضَحــلا
فإنَّــــما الخلفــــــةُ مِـن إلــــهٍ
وما قضـــــاهُ حِكمـةً وعــــــــدلا
فمن يشــــأ يَهَــبْ لـهُ ذُكـــــوراً
ويـرزقِ الإنـــــــاثَ منــهُ فضــــلا
ومن يشـــــأ يَخُصَّــــهُ بِعُقــــمٍ
سبحـــــانهُ ، هو الحكيــــــمُ أعلــى
وإنَّـــني منتــــــظرٌ لخيـــــــرٍ
من خــــالقي ، وما قطعــــتُ وصــــلا
فـإن أتــــــــاني ولــدٌ ( فخــالدْ )
وإن أتـــــتْ مولـــودةٌ ( فنجــــــلا )
* * *