مع الإخوان المسلمين
سمع الشيخ الشاب أحمد ياسين بدعوة الإخوان المسلمون ،
وقرأ رسائل الإمام الشهيد حسن البنا ، رحمه الله رحمة واسعة، وتأثر بأفكاره
وأفكار من تلاه من مفكري الجماعة وكتّابها وأدبائها ودعاتها،
وعرف الكثير عن جهاد رجالها في فلسطين، وفي مصر وسوريا والأردن وسواها من الأقطار،
أثناء دراسته في الأزهر بالقاهرة التي شهدت مولد جماعة الإخوان المسلمين ،
فانتمى إليها، وصار من أنشط دعاتها الشباب في قطاع غزة،
كان ذلك في بداية الستينيات، والشيخ شاب في بداية العقد الثالث من عمره،
في وقت كان التدين غريباً على المجتمع الفلسطيني،
وكانت المساجد مهجورة من الشباب، ولا يؤمّها إلا العجائز،
وكان هذا نتيجة للفكر القومي العلماني الذي ساد تلك الحقبة من الزمان،
والذي قاده وبشّر به دعاة القومية العربية، والأحزاب الاشتراكية والشيوعية،
ونتيجة للمدّ الناصري المعادي للإسلام ودعاته،
وجاءت حركة فتح لتكون ثالثة الأثافي في العلمانية المناهضة للفكر الديني.
في هذه الأجِواء المحمومة المعادية للإسلام ودعاته،
برز الشاب أحمد ياسين ليسبح عكس التيار، وليبدأ من المدرسة والمسجد والنادي معاً،
يدعو الشباب الفلسطيني إلى الإسلام، ويحبّب إليهم الإيمان،
ويغرس في عقولهم وقلوبهم قيم هذا الدين، ويعلمهم أمور دينهم،
وينأى بهم عن العمل المسلح الذي كانت تنادي به سائر الفصائل الفلسطينية،
وواجه الشيخ الشاب ألواناً من الاتهامات بالعمالة والرجعية والخيانة،
والشاب ماضٍ في طريقه الذي رسمه لنفسه ولمن معه من الشباب، يعدّهم إيمانياً،
ويرفع معنوياتهم، حتى إذا ما رأى فيهم القاعدة الصلبة التي يمكنه الاعتماد عليها،
بادر إلى تنظيمهم سراً، وأبدى موهبة فذة في الإعداد والتنظيم الذي كان
عام 1982 ولكن هذا التنظيم الذي كانت ترصده عيون العملاء والخصوم معاً، ما لبث أن انكشف.
==========
الشيخ القائد في المعتقل
اعتقل الشيخ القائد عام 1983 ومعه ثلة من إخوانه الأولين، وحكمت المحاكم اليهودية عليه بالسجن ثلاثة عشر عاماً،
بتهمة تشكيله تنظيماً عسكرياً يحرض على مقاومة الاحتلال، وتحرير الأرض من اليهود المستعمرين،
وبتهمة حيازة أسلحة وتدريب الشباب على استعمالها.
أمضى الشيخ في الاعتقال أحد عشر شهراً، ثم أفرج عنه عام 1985 في إطار عملية
تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال من جهة، وبين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، من جهة أخرى.
وانطلق الشيخ يعمل في هدوء، وسريّة شديدة، ولم يضع لحظة من وقته في غير فائدة،
حتى إذا ما انطلقت الانتفاضة الأولى، انتفاضة المساجد،
بادر الشيخ إلى الإعلان عن تنظيم جديد أطلق عليه اسم: حركة المقاومة الإسلامية حماس،
وكانت عيون الجواسيس والعملاء والموساد والشين بيت ترصده،
وفي أواخر شهر آب 1988 دهمت قوات الاحتلال الصهيوني منزله،
وفتّشته بدقة، وهددت الشيخ المقعد بدفعه في كرسيه المتحرك عبر الحدود، ونفيه إلى لبنان.
وفي ليلة 18/5/1989 قامت سلطات الاحتلال باعتقال الشيخ مع المئات من أعضاء حركة حماس،
في محاولة منها لوقف المقاومة المسلحة التي كانت تستعمل السلاح الأبيض
في هجماتها على جنود الاحتلال، وقطعان المستوطنين، واغتيال العملاء والجواسيس.
وفي المعتقل تعرّض الشيخ لألوان العذاب أثناء التحقيق، لانتزاع بعض الاعترافات،
وصبر الشيخ ومن معه وصمدوا في وجه العدو الصهيوني اللئيم.
وفي 16/10/1991 أصدرت إحدى المحاكم الصهيونية حكمها الجائر على الشيخ،
بسجنه مدى الحياة، وإضافة 15 سنة أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذا الحكم كان بسبب التحريض
على اختطاف وقتل الجنود الصهاينة، وبسبب تأسيسه حركة حماس ،
وجهازيها: العسكري (كتائب عز الدين القسام) والأمني.
خطفت مجموعة من كتائب القسام جندياً إسرائيلياً يوم 13/12/1992
وعرضت على المحتلين الصهاينة مبادلته بالشيخ الأسير،
فرفض الصهاينة هذا العرض، وشنّوا هجوماً على مكان احتجاز الجندي،
مما أدّى إلى قتله ومقتل قائد الوحدة العسكرية المهاجمة،
واستشهاد قائد مجموعة القسام التي تحتجز الجندي.
==============
الإفراج
في أواخر أيلول 1997 حاولت مجموعة من الموساد اغتيال الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس،
في عمان، وفشلت المحاولة، واعتقلت السلطات الأردنية اثنين من منفذي العملية الفاشلة.
وفي الأول من تشرين الأول 1997 جرت عملية مبادلة بين الأردن والكيان الصهيوني،
فأفرج الكيان الصهيوني عن الشيخ، مقابل تسليمها عميلي الموساد.
=============
محاولة اغتياله
في 6/9/2003 حاولت الحكومة الإسرائيلية اغتيال الشيخ بوساطة مروحيات الأباتشي
التي أطلقت صواريخها على شقة كان فيها الشيخ مع تلميذه وأخيه ومرافقه الشيخ إسماعيل هنية ،
وأصيب الشيخ بجروح طفيفة في ذراعه الأيمن، ونجا من الموت.
انتظرونا في الجزء الاخير





رد مع اقتباس