
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشفق
س2 / حياة كل منا فواصل .. نقف عندها كثيرا قد تكون مجرد فاصل عابر وقدتكون عثرات مؤلمة تبقى معنا اينما ذهبنا او حللنا
هل شعرت كنانة المجد بوجود تلك العثرات في حياتها
وهل اثرت على مسيرتها وطريقة تعايشها مع الواقع ؟
..
حين نتحدث عن العثرات و الفواصل التي لاتخلو من تفاصيلها حياة أي إنسان خلقه الله
ينتابني الشعور بالعظمة حين ندرك أننا تغلبنا على بعضهن بقوة و صرامة
سـ أذكر منها ثلاث في حياتي رغم ألمهن إلا أن البوح بهن واجب و على يقين أن البعض حين يقرأهن
سيذكر في نفسه أن هنالك مبالغة فيها و بعضها ليست من الصحة ..
ولكن تلك حقيقة و وآقع عايشته لحظة ب لحظة
ربـما النسيان قد طغى ونال من ذاكرتي كثيراً ..
إلا أن ما سأسرده فقد أبقته الأيام خالداً مخلداً في أروقة البال
بدآية
في عمرٍ لـم أتجاوز به الخامسة شاء الله أن يصيبني بـ حادث مروري أفقدني القدرة على المشي لمدة سنة و نصف
بسبب كسور كثيرة مضاعفة ..أبقيت على أثرها ب العناية سبعة أشهر
ثم بعد ذلك أكملت الأحد عشر شهرا في قسم التنويم
كنت المدللة التي ما أن خرج أحد خارج المنزل إلا و يأخذني معه سوآء أبي أو أحد من عمومتي
فقد أقضي اليوم كله تقريباً خارج المنزل ..
وبعد أن أصبت بالحادث لـم يكن ذلك أمراً سهلاً بـ النسبة لي ..أن أبقى مقعدة دون أي حركة
كنت أفكر كيف سـ أمشي و كيف سـ ألعب كان كل تفكيري بدآية الأمر ( كيف و كيف و كيف )
بعد أن سمعت أحد الأطباء يذكر لأبي أني لن أستطيع الوقوف و لاحتى المشي مرة أخرى
و في حين أستسلم الجميع للواقع كنت أسافر بخيالي حيث أريد
لـم أدع للبؤس مجال أن يصيبني
كنت في خيالي أذهب للمدرسة و العب بالكرة و أقود السيارة
كنت في خيالي حتى أماً تحمل طفلاً صغيراً
..
ظن الجميع أن حالي سـ يسوء مع مرور الأشهر التي أيقنوا فيها بعدم شفائي
ولكن لـم يكن لهم كما تهيؤا
فقد كانت السعادة ترتسم على ملامحهم ما ان يروني أبتسم لهم و أخبرهم أين ذهبت ب مخيلتي ^_^
شاء الله أن يمن علي بـ عافية منه بعد تمام السنة و النصف لـ أقول للأطباء أن الله على كل شيء قدير
وأن ما حصل لي : عثرة لـم تقف عندها حياتي بل فتتّتها خيالي ~ هكذا إن صح التعبير
)))))))
في مرحلة الثانوية
حين انتصفت بها ومع بداية الترم الأول
شاء الله بحكمة منه أن يصيبني شيء من ( عين لـم تذكر الله ) (على عيناي التي لآ أرى فيهما جمالاً كما يدعيه غيري )
ف أصبح النور يساوي تماماً العتمة و حل الظلام ضيفاً ثقيلاً و قد سافر البصر بعد أن أودع في ذاكرتي
تفاصيل أنيقة و ذكريات جميلة ~سافر وقد رسم في مخيلتي الألوان و الأشكال و الملامح ..
أصابني العمى فـ أصبح الهوس و الهلوسة طيلة الشهر الأول القرين الذي لاينفك ولا يغيب
ما مصير أحلامي وطموحاتي أين ستمضي بها الأقدار
ماذا ينتظرني في المستقبل ~ لا أخفي الجميع كانت ألف خيبة تسقيني إياها الأفكار سمًّ زعاف
ثم بدأ الطريق ينير من جديد مع حديث نفس يبشر بـ الأمل
ادركت أن العمى ليس عائقاً كبيراً فـ هناك بعض الشيوخ العلامة من لابصر الله
والبعض وُلد ولـم يبصر أمه و اباه ..
أدركت أني في نعمة عظيمة و أحتسبت ذلك عند الله
وقبل أن ينتهي الترم رد الله بصري إليّ كما ردده إلى يعقوب عليه السلام < وكان ذلك مع بذل الأسباب
فــ الحمد لله و الثقة به حسن الظن بما عنده أقوى المسكنات و أنفع الأدوية
وهنا ما حصل لي كان عثرة شتت قوتها ذكر الله
(((((((
الموقف الأخير
في المرحلة الجامعية أثناء التدريب الميداني إقتربت من إمرأة مسنة تعاني من مرضٍ نفسي
حدثتني بـ حديث عاقل مدرك يعي أن الحياة خلقنا فيها لـ نعبد الله وحده لا لـ تلهينا الدنيا عن طاعته
فـ ما أن إقتربت منها حتى وقعت في فخ مكيدتها فـ طوقتني بيداها قاصدة قتلي ثأراً لإبنها الذي توفي بـ سبب فتاة
كما كانت تردد على مسمعي ..
كان الموقف عشرون دقيقة خرجت فيها من الموت بعد أن لقنتني تلك المرأة الشهادتان
و الحمد لله الذي وهبني الحياة مرة اخرى ..
ظن الكثير أني سـ أعتزل الصحة كـ عمل و أتجه لـ غيره
و لكن ما حصل لي : كان عثرة طار دخانها هباءاً مع الإصرار
وها أنا : أمشي و أبصر و قد أنهيت دراستي
وما زال من حولي يرددون على مسامعي بأني أحمل بين ضلوعي قلب من صخر
واقول :
لن أسمح للحياة أن تقف عند مكان معين ما دمت أستطيع أن أحبو و أمشي و أقفز و أطير إلى مكان آخر
و الصفر لرغم عدمه لـم يبقى وحده بل تبعه الكثير من الأرقام التي كونت له قيمة معلومة
و الحمد لله حمداً مديداً مكتظاً بـ الشكر و الثناء
عذراً للإطالة .