تجرد من كل الأشياء حولك
ثًر ضدّ خيبات المساء و اعصف بكيان الليل
رتّل ألحان الراحلين ...
لا تخشَ أن ينعتوك بالجنون
اصرخ بوجه الصبح الغافي بحضن النسمات
غيّر التاريخ إن شئت و هاجر
كن فارسا من غير صهوة و لا سهام
كن نبيلا أو شريفا
لا يهمّ إن صرت شاعر ..
خذني إليك ...
لا تلقِ بي كقطعة سكر ذابت بفنجان قهوتك المرّ ...
لا تعاملني كأنثى عابرة
أو كسيّدة حملت معطفها في عزّ تشرين لتوهم النبض أنك الشمس
و أنفاسك عطرها الفرنسي .... يدفئ مخدعها ليلا و حين يقبل الفجر يغادر
أنا لست صفرا على شمال الرصيف الذي منه تبدأ مشيك كل يوم
أنا لست سطرا أو حروفا تآئهة تترنم بها حينا ثم تمحوها بمكر
سيّدي أنا مغرمة بتفاصيلك حد الافتتان
نعم .. لا ترمقني بنظرة حائر
أنا في هوآك عشت أحلام الساهرين
أناجي قمرا مبحرا على متن غيمة
ألوّن أفق الكون بريشة العاشقين
أرسم طيفك ملاكا يتلو قدسية الحب ضاحكا
و حين تقبل الأعياد يصلّي في محراب العابدين ..
لا تبتعد
لا تظنّ أني هفهفة نسيم تلهو مع كل سائر
دع عنك كل الهواجس
و ارتقب هطول أشواقي الحالمة
سيّدي كن كما شئت لكل العالمين
أما أنا
فلست أرضى أن أكون في حياتك هامشا
أو قطعة حلوى تلهيك لحين ...