الحلقة الثامنة عشر
قصة سمية بنت خياط- رضي الله تعالي عنها
أول شهيدة فى الإسلام
إنها الصحابية الجليلة، سُمَـيّة بنتُ خَـيَّاط، زوجة ياسر، وأم عمار -رضى الله عنهم-. ما كادتْ تسمع بدعوة النبي ( حتى دخلتْ فى دين الله تعالى، فلما راح المشركون يعذبون من آمن، فصبُّوا عليها من عذابهم قسطًا كبيرًا عساها ترتد وترجع، فأبت إلا الإسلام، فقتلوها، فكانت أول شهيدة فى الإسلام.
نسبها و حياتها :
كانت مولاة لأبى حذيفة بن المغيرة المخزومي، وكان ياسر حليفًا لأبى حذيفة، فزّوجه من سمية، فولدت له عَمّارًا، ولما ظهرتْ فى مكة دعوةُ الإسلام سبقتْ إليها سمية وابنها عمار، ثم لحق بهما زوجها. قال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة، سبعة: رسول الله، وأبو بكر، وبلال، وخَبَّاب، وصُهَيْب، وعمَّار، وسُمَيَّة. كانت سمية بنت خياط أمة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، تزوجت من حليفه ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس العنسي. وكان ياسر عربياً قحطانيا من بني عنس، أتى إلى مكة هو وأخويه الحارث والمالك طلباً في أخيهما الرابع عبدالله، فرجع الحارث والمالك إلى اليمن وبقي هو في مكة.
حالف ياسر أبا حذيفة ابن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، وتزوج من أمته سمية وأنجب منها عماراً، فأعتقه أبو حذيفة، وظل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات،فلما جاء الإسلام أسلم ياسر وأخوه عبدالله وسمية وعمار عذب آل ياسر أشد العذاب من أجل اتخاذهم الإسلام ديناً وقد صبروا على الأذى والحرمان الذي لاقوه من قومهم، فقد ملأ قلوبهم نور الله-عز وجل- فعن عمار أن المشركين عذبوه عذاباً شديداً فاضطر عمار لإخفاء إيمانه عن المشركين وإظهار الكفر وقد أنزلت آية في شأن عمار في قوله عز وجل( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان))
تعذيب المشركين لآل ياسر:
وأخذ أهل مكة يعذبون من أسلم. فقام آل بنى المغيرة بتعذيب سمية؛ لترجع عن دينها، ولكن هيهات هيهات، فالإيمان قد استقر فى قلبها، فلا يزحزحه أى تعذيب أو اضطهاد.
وكان ( يمر على المعذبين من المسلمين يوصيهم بالصبر، وكلما مر على سمية وزوجها ياسر، وابنهما عمار، وهم يعذبون العذاب الشديد يقول: "صبرًا آل ياسر، إن موعدكم الجنة" [الطبراني].
وإن كان صبر الرجال المسلمين على العذاب الشديد عجيبًا، فأعجب منه أن تصبر عليه امرأة، وصبرها على التمسك بدينها يهون إلى جانبه الصبر على الألم، مهما زاد واشتد.
وذات يوم مر عليها أبو جهل فسمعها تردد كلمات الإيمان: أحد. أحد. الله أكبر. الله أكبر. فأمرها أن تكفر بمحمد ( ودينه، فامتنعت، فأخذ حربة فطعنها بها، فسقطت شهيدة، وكانت -رضى الله عنها- كبيرة السن، عظيمة الإيمان، ضعيفة الجسم، قوية اليقين، رمزًا للصمود، وأمارة على قوة العقيدة، فلما كان يوم بدر قتل أبو جهل، فقال النبي ( لعمار: "قتل الله قاتل أمِّك"
و كانت سمية من الأسرة التي ألبسها المشركون أدراع الحديد وصفدوهم في الشمس حيث كان المشركون يخرجونهم إلى الفضاء
وعندما جهرت السيدة سمية باسلامها ظل ابو جهل يعذبها اشد التعذيب لايام طويلة و يقال"لم يشهد التاريخ امراة عذبت كما عذبت سمية من طرف ابي جهل "كان يضربها ضربا شديدا و ياذيها اشدالاذى ..وكان يريد منها كلمة واحدة وهي ان تكفر بدين محمد عليه الصلاة و السلام ..ولكن المراة لم تنطق الا بالشهادتين لدرجة انها استطاعت ان تقهره بصبرها وايمانها و قوة احتمالها ..فلجا ابو جهل للقوة الغاشمة
فحمل حربته و اغرسهافيها ..ضربها بالحربة الى مكان عفتها وهي مقيدة مكبلة ..فسقطت رضي الله عنها وارضاها شهيدة.. بل كانت اول من استشهدت في الاسلام ....ماتت بين زوجها و ابنهاالمكبلين ..وقبرها لا يعلم مكانه الا الله ...ولكن هل ينفع معرفة مكان القبر اذاكان المصير في الاخرة معروف ...وهل يهم القبر ان كان صاحبه في الجنة..؟!
إنها الصابرة المحتسبة إذا حميت الرمضاء ليرتدوا عند دينهم ،ولكن الأسرة الصابرة تزداد صلابة وإيماناً وتسليماً ، حتى مات ياسر تحت التعذيب فواصلت الأسرة الياسرية رحلة الصبر والثبات وأعطيت سمية لأبي جهل أعطاها له عمه أبو حذيفة ليعذبها وبدأت سمية تتحدى وتجابه بني المغيرة بن عبد الله بن مخزوم وتقف صامدة أمام أبي جهل الذي غدا كالمسعور من مجابهة سمية له بسخرية ،
فلقد حطمت – رضي الله عنها – كبرياءه وصلفه بصبرها وثباتها ، وفطرت قلبه بعدم ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم – ولو بكلمة واحدة. وإن كان صبر الرجال المسلمين على العذاب الشديد عجيبًا
فأعجب منه أن تصبر عليه امرأة، وصبرها على التمسك بدينها يهون إلى جانبه الصبر على الألم، مهما زاد واشتد.
البشرى من رب العالين لآل ياسر
صبراً آل ياسر إن موعدكم الجنة ..نزلت كلماته صلى الله عليه وسلم على قلوب المعذبين برداً وسلاماً وكان قلب سمية أكثر القلوب الثلاثة عطشاً على هذه القطرات ، تندى بها كلمات النبي صلى الله عليه وسلم ، فتخايلت لها الجنة بكل نعيمها بروحها وريحانها ، وطابت لها نسيماً ، ينعش فؤادها . هي وأسرتها المكونة من ياسر و زوجته سمية وابنهما عمار...وهذه هي اول اسرة اسلمت بالكامل ..واول عائلة جهرت بالاسلام ..وكانواهم سابع من جهر بالاسلام في الدنيا ..وهم في الرتبة الثلاتين من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في دخولهم الاسلام و كانت سمية اول من قتل في سبيل الله وكانت رضي الله عنها اول امراة تسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنها وارضاها .
وفاة زوجها
وبعد ايام قليلة يموت زوجها ياسر بعد صبره الكبير على العذاب و قتل زوجته امام عينيه ...ويبقى بعدهما ابنهما عمارابن ياسر ..و كان سنه بضعا و عشرين سنة وكان الم الفراق شديد عليه لانهما قتلا امام ناظريه و بطريقة شنيعة على يد ابي جهل ...ولكن الشاب ظل ثابتا ..ولكن ايذاء ابو جهل كان يزيد شدة يوما بعد يوم ..الى ان خارت قوى عمار و لم يعد يقوى على التحمل
وبعد شدة العذاب طلب منه " سب محمدا"فسب رسول الله عليه الصلاة و السلام و هويبكي وعد أن أطلق سراحه ركض الى رسول الله يبكي و يقول :"و الله يا رسول الله مازالوا بي حتى فعلت"ورد عليه الصلاة و السلام وقال :"يا عمار فكيف تجد قلبك " قال :"مطمان بالايمان يا رسول الله "فقال له رسول الله :"يا عمار فان عادوا فعد"وبشر النبي عليه الصلاة و السلام ال ياسر وقال:"صبراال ياسر فان موعدكم الجنه"
عمار مع رسول الله عليه الصلاة والسلام
و يظل عمار مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الى ان يهاجر الى المدينة وكان رسول الله يحبه حبا شديدا لدرجة انه كان كتيرا ما يقول لعمار:"تعال يا عمار و اجلس معي" فيقول عمار :"لما يا رسول الله"فيقول له عليه الصلاة و السلام :"احب ان ادعو لابويك فتعال واجلس يا عمار" وياتي عمار و يجلس فيرفع رسول الله يداه الى السماء و يقول "اللهم اغفر لال ياسر و قد فعلت... اللهم اغفر لال ياسر و قد فعلت " فقيل لما اذا رسول الله يدعو لال ياسر بالمغفرة و هو يعلم ان الله فعل ذلك و غفر لهم ..فقيل وفاءاوحبا لهذه العائلة و تذكرة لاجيال اخرى بفظل هذه العائلة
وتاتي غزوة بدر.. وفيشدة المعركة وقلبها كان رسول الله يتابع المعركة في اضطراب شديد ياتي لرسول الله عليه الصلاة و السلام خبر يقول ان ابا جهل قد قتل ..واول ما فعل عليه السلام ولان ابو جهل هو من قتل سمية وياسر و كان ذلك قبل اربعة عشر سنة ..قال:"الله اكبر اين عمار**فجاء عمار وقال له الحبيب المصطفى **ابشر يا عمار ثار الله لابيك و امك "
و لكثرة حبه صلى الله عليه و سلم كان دائما يقول:"ان الجنة تشتاق الى ثلات منه معمار"
و المشهد الاخير في قصةسيدنا عمار ابن ياسر.. وكان ذلك في حرب بين سيدنا علي ابن ابي طالب و معاوية ابنابي سفيان ..ففي اثناء المعركة كان الجيش يقاتل و سيدنا عمار مع جيش سيدنا علي فقتل رضي الله عنه ...و اول ما قتل توقفت المعركة بسبب موته ...
وذلك لان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد قال حديثا و كلهم كانوا يتذكرونه و الحديث يقول: "عمار ابنياسر تقتله الفئة الباغية"
و بموت عمار عرفت الفئةالباغية فتوقفت المعركة
وفاة عمار
توفي رضي الله عنه وعمره اربعة و تسعين سنة ..مات بالعراق ودفن هناك وهكذا يكون رضي الله عنه الشهيد الذي يكمل هذه العائلةالعظيمة عند الله مكانة ..و التي تستبشر بالجنه رضي الله عنهم و ارضاهم
وفاتها
ذات يوم مر عليها أبو جهل فسمعها تردد كلمات الإيمان: أحد. أحد. الله أكبر. الله أكبر. فقال لها أبو جهل: كيف تتركين آلهة آبائك وتتبعين إله محمد؟.
فقال لسمية: أريني إلهك هذا؟ فقالت سمية: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) فقال أبو جهل : لقد سحرك محمد.
قالت: بل هداني إلى النور. فأمرها أن تكفر بمحمد ودينه، فامتنعت،فأخذ حربة فطعنها بها، فسقطت شهيدة،
وصعدت روحها إلى بارئها راضية مرضية ، وهي تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، فكانت بذلك أول شهيدة في الإسلام.
وكانت -رضى الله عنها- كبيرة السن، عظيمة الإيمان، ضعيفة الجسم، قوية اليقين قال الله تعالى : [ ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور ..] سورة الشورى
ويجمعنا لقاء آخر في حلقة مقبله إن شاء الله