|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمد الذاكرين الشاكرين لنعمه وآلائه , وأصلي وأسلم على أفضل خلق الله وسيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه .
سلام من الرحمن كـل أوان
على خير شهر قد مضى وزمان
سلام على شهر الصيام فإنه
أمان من الرحمـن أي أمــان
فإن فنيت أيامـك الغر بغتة
فما الحزن من قلبي عليك بفـان
كيف لا تجري للمؤمن على فراقه دموع وهو لا يدري هل بقي في عمره لديه رجوع , كم مات أناس قبل أن يدركوا شهر رمضان.
تذكرت أيام مضت وليالي خلت
فجـرت من ذكـرهن دموع
ألا لهـا مـن الدهر عودة
وهل لي إلى يوم الوصال رجوع
أين حرقة المجتهدين في نهاره..؟ أين قلق المتهجدين في أسحاره..؟ إذا كان هذا حال من ربح فيه , فكيف حال من خسر في أيامه ولياليه..؟!
ماذا ينفع المفرط فيه بكاؤه وقد عظمت فيه مصيبته وجلّ عزاؤه..؟! ماذا ينفعه البكاء وقد ضيع الليالي في اللهو واللعب..؟!
ماذا ينفعه البكاء وقد كان يتسكع في الأسواق , وكان يجلس مع الأصحاب بعيدًا عن ذكر الله تعالى والتراويح تصلى , والناس يتلون كتاب الله تعالى , ماذا ينفعه البكاء..؟!
لا ينفعه البكاء , لأن اليوم الذي مضى لا يعود يقول سبحانه وتعالى عن النادمين يوم القيامة :
(أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير)
ها قد عزم شهر رمضان على الرحيل , ولم يبقى منه إلا القليل بل آخره والله أعلم إن كنا نكمله
لقد عزم شهر الصيام على الرحيل , فمن كان قد أحسن فيه فعليه بالتمام ؛ فإن الأعمال بالخواتيم
كما صح ذلك عن نبينا صلوات ربي وسلامه عليه .
ومن كان قد فرط فيه فليختمه بالحسنى؛ فالعمل بالختام , فتزودوا منه ما بقي من الليالي, واستودعوه عملاً صالحًا يشهد لكم به عند الملك العلام .
(القلب إذا امتلأ بشيء لم يبق فيه متسع لغيره ) مدارج السالكين (1/169)
( تضييع الوقت يطفئ نور المراقبة ) مدارج السالكين (1/291)
( كل مُجِدٍّ في طلب شيء لا بد أن يعرض له وقفة وفتور ) مدارج السالكين (1/292)
أحبتي .. أحبتي .. أحبتي .. يا من تكتبون أو تتصفحون إن ربنا عظيم المُلكِ لا حدود لكرمه .. إن ربنا قد وسعت رحمته كل شىء سبحانه ... فلا نتهاون في يوم أو يومين والهمة .. الهمة .. وما عند الله خير وأبقى .
والله لولا الله ما اهتدينا ........ ولا تصدقنا ولا صلينا
فلا يتسربنّ الغرور إلى إنسان صام رمضان , وختم فيه القرآن , بل عليه أن يحمد الله تعالى كثيرًا وليتذكر الساعات التي ضيعها بغير ذكر الله تعالى , ولا ينسى إخوانه بدعوة في ظهر الغيب فوالله أجرها عظيم .

( إذا فتح لأحدكم باب خير فليسرع إليه فإنه لا يدري متى يُغلق عنه ) السير (4/540)
( حسن الظن بالله يكون معه صدق التوكل ) مدارج السالكين (1/506)
لقد مررت بكم اليوم , محباً صادقاً وقد وقع بصري على كذا توقيع آلمني أشد الألم والله أعلم بما في القلب , والحمد لله ثم الحمد لله الرحمن الرحيم بعباده من أنفسهم يعلم ما ينفعهم ويبتليهم ليرفعهم ويكفر عنهم فلا حول ولا قوة إلا بالله .
والله لم تجمعني هذه التقنية بكم إلا لنجتهد جميعاً وأكتب لكم بقلب محب محتسب يرسل المحبة إلى قلوبكم راجياً الله أن تجد القبول عنده سبحانه ورضاه ثم ينفعكم إن كان ما نكتبه في خير فمنكم من هو في مقام الأب وله حق , ومنكم الأخ وله حق ومنكم الأخت ولها حق وفيكم الإبن والبنت ولكليهما حق , وما جمعنا هذا الدين العظيم إلى الحق ما دمنا به متمسكين عاملين .
قبل رمضان أختنا بارقة أمل (مايا محمد) ردها الله سالمة لأهلها وجمع لها بين الأجر والعافية تركت لنا رسالة ختمتها بقولها : فبعض الروايات لا تغيرها الاقدار في صحائف الموتى
وأقول كما قلت سابقاً :
وروايات الصادقين تُخلد وإن مات أصحابها أيتها الطُهر
أحبتي إن كانت أختنا قد خصتنا برسالة تذكير مُحبة وناصحة لنا ومشفقة علينا فلا ننساها من صادق الدعاء لها ولعموم المسلمين
سبحانك اللهم ربُ العزة والجبروت الحي الدائم الذي لا يموت لك الحمد كله نسألك بعظمتك وقدرتك كما وصفت نفسك سبحانك مؤمنين بك مصدقين طائعين عابدين شاكرين موحدين مقرين بوحدانيتك دون سواك .. اللهم أنت القائل وقولك الحق :
(وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا * قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا * يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا)
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ)
(وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ)
(وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ)
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم, قال بل لبثت مائة عام فانظر الى طعامك لم يتسنّه وانظر الى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما, فلمّا تبيّن له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير)
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )
(إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
(إنّ ربّك فعّال لما يريد)
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)
(وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا)
اللهم أنت أعلم بنا منا وأرحم بنا من أنفسنا نسألك برحمتك وعظيم سلطانك أن تجمع لأختنا مايا محمد وجميع مرضى المسلمين بين الأجر والعافية إنك ولي ذلك والقادر عليه .
اللهم إنا نسألك القبول في الصيام والقيام , اللهم إنا نسألك أن تجعل خير أعمالنا خواتيمها , وخير أيامنا يوم لقياك , اللهم إنا نسألك الرشد في الأمر كله , اللهم إنا نسألك الخير العميم في شهر القرآن , اللهم إنا فقراء إليك فلا تردنا خائبين .
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
|
|