صدرعن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية مؤخرًا كتاب (جزرالمملكة العربية السعودية في البحرالأحمروالخليج العربي)، ويعد الكتاب المرجع الأول من نوعه في المملكة الذي يتطرق إلى موضوع الجزرالسعودية من حيث شموليته ودقة معلوماته وحداثتها، وتدعيمه بالخرائط التوضيحية والصور الفضائية الحديثة، لقد ظل الباحثون والمعنيون يعانون لفترة طويلة من شح المعلومات وندرة المصادرالتي تتطرق لهذا الموضوع.
من المعلوم أن المملكة العربية السعودية تتمتع بثلاث واجهات بحرية يبلغ طول سواحلها نحو 3400 كم، إحداها على خليج العقبة والبحرالأحمر، والأخريان على الخليج العربي. حيث تطل المملكة من الغرب على ساحل خليج العقبة والبحرالأحمر، من حدود الاردن شمالًا إلى حدود الجمهورية اليمنية جنوبًا بساحل يبلغ طوله نحو 2400 كم، كما تطل من الشرق على الخليج العربي بواجهتين بحريتين، إحداهما شمالية تبدأ من الحدود مع الكويت إلى الحدود مع قطرعلى دوحة سلوى، بساحل يبلغ طوله نحو 1000 كم، والأخرى جنوبية تبدأ من الحدود مع قطرعلى خليج العديد إلى الحدود مع الإمارات العربية المتحدة على دوحة السميرة، بساحل يبلغ طوله نحو 100 كم.
وقد انعكس طول سواحل المملكة على عدد الجزرالتابعة لها، إذ يبلغ مجموع الجزرالسعودية في خليج العقبة والبحرالأحمروالخليج العربي نحو 1300 جزيرة مختلفة المساحة، مع ملاحظة أن هذا العدد من الجزر هو ماسمح باظهاره مقياس رسم خرائط الأساس المستخدمة.
يضم خليج العقبة والبحرالأحمرنحو 1150 جزيرة تمثل نحو 88.5% من مجموع جزرالمملكة، في حين يضم الخليج العربي نحو 150 جزيرة تمثل نحو 11.5% من مجموع جزرالمملكة.
تتركزمعظم الجزرالسعودية قرب السواحل نظرًا لاتساع الجرف القاري، وتعد جزيرة البغلة - وهي إحدى جزر أرخبيل فرسان - أبعد الجزرالسعودية في البحرالأحمرعن الساحل, إذ تبعد عنه نحو 58 ميلًا بحريًا، وتعد جزيرة الوصل (الحميضة) الواقعة في خليج العقبة أقصى الجزرالسعودية في البحرالأحمرشمالًا، في حين تعد جزيرة رامين - إحدى جزر فرسان - أقصى الجزرالسعودية في البحرالأحمر جنوبًا.
وتعد جزيرة العربية أبعد الجزرالسعودية في الخليج العربي عن الساحل، إذ تبعد عنه نحو 50 ميلًا بحريًا، وتعد جزيرة مشعاب (المقطع) أقصى الجزرالسعودية في الخليج العربي شمالًا، في حين تعد جزيرة الحويصات أقصى الجزرالسعودية في الخليج العربي جنوبًا.
وتختلف جزرالمملكة من حيث النشأة والتكوين، فمعظمها مرجانية النشأة، كما أن منها جزر رملية وقارية وبركانية النشأة وتتفاوت الجزرالسعودية من حيث المساحة، وتعد جزيرة فرسان الكبير أكبرالجزرالسعودية مساحة،إذ تبلغ مساحتها نحو 380كم2، تليها جزيرة سجيد 150كم2، ثم جزيرة ثيران 61كم2، وهي من جزر البحر الأحمر، في حين تعد جزيرة أبوعلي أكبرالجزر السعودية في الخليج العربي مساحة، إذ تبلغ مساحتها نحو 59كم2، تليها جزيرة الباطنة 33كم2، ثم جزيرة تاروت 20كم2. ونظرًا لطبيعة وتكوين جزرالمملكة وظروفها المناخية وقلة مواردها الاقتصادية فإنها غيرمأهولة بالسكان، باستثناء جزر: فرسان الكبيروسجيد وقماح وهي من جزرأرخبيل فرسان في البحرالأحمر، وجزيرتي تاروت وأبوعلي في الخليج العربي، فهي تضم بعض القرى والمراكزالاقتصادية.
قام بتأليف الكتاب الأساتذة: أحمد بن محمد الغزاوي ومحمد بن أحمد الراشد وعبدالله بن صالح العنيزان، وبمشاركة نخبة من كوادرالهيئة المتخصصين في نظم المعلومات الجغرافية وإنتاج الخرائط. وقد وثق الكتاب أشهرالجزر وأكبرها ذات الأسماء المعروفة وعددها (405) جزر. وهو من الحجم المتوسط، يحوي 452 صفحة، ويشتمل على ثلاثة أبواب رئيسة وأربعة ملاحق، إضافة إلى تقديم معالي رئيس الهيئة، ومنهج إعداد الكتاب، ومعلومات عامة وشاملة عن الجزرالسعودية.
الباب الأول من الكتاب: يحتوي معلومات شاملة وتفصيلية عن البحرالأحمرمن حيث موقعه وأهميته وتسميته ونشأته، ووصفًا تفصيليًا له، ولخلجانه ومضائقه التي تشمل خليج العقبة وخليج السويس ومضيق ثيران ومضيق باب المندب وقناة السويس، كما يضم هذا الباب ثروات البحرالأحمرالسمكية والمعدنية والنفطية، مع تفصيل لثروة المملكة السمكية تشمل نشاط صيد الأسماك وأنواعه وكمياته ومراسيه على الساحل السعودي، كما يضم هذا الباب الشعاب المرجانية في البحرالأحمر، ووصفًا تفصيليًا لأهم الجزرالسعودية وأكبرها في خليج العقبة والبحرالأحمرذات الأسماء المعروفة، والتي يبلغ عددها (376) جزيرة، شاملًا إحداثيات مواقعها، ومساحاتها، وبعدها عن الساحل، وتبعيتها الإدارية، مدعمًا بالخرائط التوضيحية والمناظرالفضائية.
الباب الثاني: يحتوي معلومات شاملة وتفصيلية عن الخليج العربي من حيث موقعه وأهميته وتسميته ونشأته، ووصفًا مفصلًا له، ولخلجانه ومضائقه التي تشمل خليج سلوى وخليج العديد ومضيق هرمز، كما يضم هذا الباب ثروات الخليج العربي السمكية والمعدنية والنفطية، مع تفصيل لثروة المملكة السمكية فيه، تشمل نشاط صيد الاسماك وأنواعه وكمياته ومراسيه على الساحل السعودي، كما يضم هذا الباب الشعاب المرجانية في المياه السعودية في الخليج العربي، ووصفًا تفصيليًا لأهم الجزرالسعودية وأكبرها في الخليج العربي ذات الأسماء المعروفة، والتي يبلغ عددها (29) جزيرة، شاملًا إحداثيات مواقعها، ومساحاتها، وبعدها عن الساحل، وتبعيتها الإدارية، مدعمًا بالخرائط التوضيحية والمناظرالفضائية.
الباب الثالث: يضم قوائم تحوي أسماء أهم جزرالمملكة في البحرالأحمروالخليج العربي ذات الاسماء المعروفة والبالغ عددها (405) جزر، مرتبة هجائيًا، وموضحًا إحداثيات مواقعها، ومساحاتها، وبعدها عن الساحل، وتبعيتها الإدارية. كما يضم هذا الباب قوائم تحوي أسماء الشعاب المرجانية في المياه السعودية في البحرالأحمروالخليج العربي، كل على حدة مرتبة من الشمال إلى الجنوب موضحًا إحداثيات مواقعها ووصف مواقعها، وتبعيتها الإدارية.
كما يضم هذا الباب (17) خريطة تفصيلية توضح مواقع جزرالمملكة في خليج العقبة والبحرالأحمرمرتبة من الشمال إلى الجنوب، إضافة إلى (5) خرائط تفصيلة توضح مواقع جزرالمملكة في الخليج العربي مرتبة من الشمال إلى الجنوب، كما توضح تلك الخرائط بعض المعالم الطبيعية والبشرية القائمة على تلك السواحل.
ويحتوي الكتاب على أربعة ملاحق، يحوي الملحق الأول منها نبذة عن الحدود البحرية للمملكة مع الدول المجاورة لها والمقابلة لها في البحرالأحمر والخليج العربي التي تم تعيين الحدود معها، أو تلك الدول التي لم يتم الاتفاق معها حتى الآن، مدعمًا بالخرائط التوضيحية، فيما يوضح الملحق الثاني قوائم تضم أهم جزرالدول المجاورة للمملكة والمقابلة لها مبينًا إحداثيات مواقعها ومساحاتها، ويضم الملحق الثالث تعريفات لأهم المصطلحات والنطاقات البحرية ذات العلاقة، ويشمل الملحق الرابع والأخير نصوص المواد الواردة في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار 1982م ذات العلاقة بخطوط الاساس والنطاقات البحرية والجزر.
ويتضح الجهد المبذول في إعداد هذا الكتاب من خلال دقة معلوماته وشموليتها، وحداثة الخرائط والصور الفضائية المصاحبة، والتي زادت من قيمة الكتاب العلمية وأهميته، وسهلت على المستخدمين من ذوي العلاقة الوصول إلى المعلومات بيسر وسهولة.