السلامُ عليكم -أيها الأحبة جميعاً- ورحمة الله وبركاته
!
طبتم وطابتْ لحظاتكم بذكر الله, وأسأل الله أن تكونوا في أحسن حال
!
بدايةً, عذرا للغيابِ عن هذه المدرسة التي اكترثتْ للبساطة, وقومتْ وشجعتْ وما بخلتْ يوماً.
ثم أطرحُ بعض الكلمات ,القديمة نوعاً ما, التي لا أظن أنني قد طرحتها هنا من قبل
.معتذرا منكم لتكرار المعاني, فكم بدَّلَ طَحْشانُ الحمارَ ولكنه ما بدل الحِمْلَ ولا الطريق.
لا أنسى وجهكِ يا ذاتي
حتى في أسوإ حالاتي
وأنا مسجونٌ في مرضي
لا يسمعُ غيري أناتي
وأنا لا أملك في جيبي
ما يقضي أبسطَ حاجاتي
الغربةُ أقسى -يا عُمُري-
مِن أنْ تُدعى بالمأساةِ
ليس الغرباءُ من الأحياء
ولا من صف الأمواتِ
لولا المنفى.. لولا الذكرى
لم أنفُخْ روحَ الأبياتِ
بمحيطي وجهُكِ مرسومٌ
وعلى جدرانِ الأوقاتِ
يا وجها صار سماواتي
والأرضُ كأصفى مرآةِ
مع أني -آهٍ من حظي-
أدري ,مِن يومي, ما الآتي
أدري أن الحرمانَ أبي
مهما أنكرتُ أساساتي
وبأنكِ أنت بداياتي
لكنَّ الفقد نهاياتي
وبأني أكبرُ من حُلُمي
وعليَّ دِرايةُ قُدْراتي
لكنْ أتخيَّلُ يا عمري
لأخففَ نزفَ جراحاتي
أتخيلُ أني سلطانٌ
بيديَّ جميعُ اللذاتِ
أموالُ الدنيا في كفي
وبكفي كلُّ الجناتِ
عندي زوجاتٌ لا تُحصى
زوجاتٌ كالحوريَّاتِ
ولدي قصورٌ شاهقةٌ
وعبيدٌ رهنَ إشاراتِيْ
فإذا أبصرتُكِ باسِمةً
طلَّقتُ جميعَ الزوجاتِ
وأتيتكِ عبداً مجنوناً
سلّمتُكِ كلَّ خزيناتي
أتخيَّلُ أني رسَّامٌ
وجننتِ لفتنة لوحاتي
أتخيل أني غريدٌ
وطربتِ لرقَّةِ نغماتي
أتخيل أني موهوبٌ
يتحاشى الناسُ مجاراتي
فأتيتِ إلي مغامرةً
فظفرتِ بسر نجاحاتي
أتخيل أنكِ يائسةٌ
ما زلتِ بعمر الزهْراتِ
فدرستُ الطب لكي تحيَيْ
فنجوتِ بفضل دراساتي
أتخيلُ أني جذابٌ
أتعبتُ قلوب الغاداتِ
أصبحتِ بوجهي هائمةً
والحلم لديك ملاقاتي
فمنحتك صدري مملكةً
وسقيتك خمرَ صباباتي
أتخيل لكن -يا حزني-
تأبى الأقدار خيالاتي
ما الدنيا؟ قولي! ما الدنيا
من دون بلوغ الغاياتِ؟
وألامُ على كره الدنيا
وأنا محرومٌ من ذاتي!
لن أنسى وجهكِ.. لكني
سأحاولُ دفْنَ طموحاتِيْ