إلى كل ذائقة أدبية تريد أن تبحث لها عن زادٍ كغذاء لعقلها فهاهو الشاعر أحمد بن علي عكور قد هيأ مائدة وقدمها على طبق من ذهب فمن أراد أن ينهل من الفن الأصيل الذي فرض وجوده على الساحة الأدبية فله ذلك .
الفن الراقي يفرض نفسه فيتذوقه من يفهمه ومن لايفهمه فعندما كنت أبحث عن غذاء لعقلي طرأ على بالي بأن أتجه إلى الشعر لأنني أحب الشعر وأتذوق أعذبه فوقعت يدي على قصيدة للشاعر أحمد عكور تحت عنوان"رحيق العمر"فمن خلال تأملي في عنوان القصيدة أدركت أن أبيات القصيدة تحتاج إلى قراءة لأن هذا العنوان "رحيق العمر"لم يأتِ من فراغ وإنما جاء من أديب متمكن من قول الشعربجميع أغراضه ..ولهذا فقد أبت ذائقتي الأدبية إلا أن تقف عند هذه القصيدة لكي تقرأ أبياتها وتتذوق جمال ألفاظها وكأنني أعيش في العصر الأنداسي عصر الشعراء الفطاحل الذين يجيدون غرض الوصف ببراعة.
نتابع القصيدة:
رحيق العمر
شعر / أحمد عكور
للعيد في عينيك لونٌ ثانِ
ياوردة ًتختال في بستانِ
عيناك يوم العيد وحي جلالة
سحرية النظرات والأجفانِ
عيناك يوم العيد سر حكاية
مجهولة الأسفار والأوطانِ
يا دفء وجداني وبلسم لوعتي
ياعيد أحلامي وشهد زماني
يابسمة الأيام يامزن الهوى
ياغيمة الذكرى بلا نسيانِ
أهديك يوم العيد روحًا لم تزل
دفاقة بالحب والعرفانِ
أهديك يوم العيد قلبًا يافعًا
ماشاخ رغم قساوة الأحزانِ
هذا صباح العيد رقَّ نعومةً
لما خطرت بذلك الفستانِ
تصطفُّ أزهار الحياة قصيدة
لأميرة الأزهار والألوانِ
إن كانت الدنيا منى أحلامنا
فالحب فيها منة الرحمنِ
ماالعيد إلا الغيد لولا نقطة
هي سر هذا الحب في الإنسانِ
فتشت في كل العيون فلم أجد
سحرا كسحر الغيد في جازانِ
فاملأ كؤوس العيد نخب سعادة
من رحمة ومودة وحنانِ
يادَلَّة الأفراح في أعيادنا
صبي رحيق العمر في فنجاني
انتهت أبيات القصيدة .
حقيقة وبدون مجاملة حسب ذائقتي الشعرية المتواضعة أستطبع القول بأن القصيدة جميلة وقد فرضت وجودها للقراءة وتذوق الشعر الفصيح.
لقد أبدعت أيها الشاعر أحمد عكور ..أبو عبد العزيز ..كل عام وأنت بخير
بما أن القصيدة جميلة فقد أُعجبت بأبياتها ولكن زاد إعجابي بهذاالبيت:
ماالعيد إلا الغيد لولا نقطة*هي سر هذا الحب في الإنسانِ
ليتك أيهاالشاعر تمر من هنا ثم تشرح لنا هذاالبيت لكي نعرف مكان النقطة التي أشرت إليها"لولانقطة"حتى يتضح هذاالسر "هي سر هذا الحب في الإنسانِ"
دمتم بخير.