♥ الحياء معشر النساء ♥
ذهبت إلى السوق ، لشراء بعض الملابس ، واخترت محلا نائيا بعيدا عن الزحام ، فلما دخلته وأخذت أبحث عن حاجتي ، وإذا بصوت جهوري يسأل سؤالا
وقف له شعر رأسي ، إنها امرأة ، تسأل عن فستان غريب ، قالت للبائع : هل عندكم فستان عاري ؟ تعجبت من سؤالها ، وازداد عجبي حينما سمعت الجواب ، إنني توقعت من صاحب المحل أن يزجرها ، أو على الأقل يقول لها : لا يوجد عندي مثل هذا ، ولكنه قال وبكل برود : انظريه أمامك ! أذهلني الموقف ، وقلت في نفسي : يا سبحان الله ، أإلي هذه الدرجة من قلة الحياء وصل بعض الناس ؟ نعم إنه قلة الحياء من السائلة والمسؤول ، فالسائلة قليلة حياء لانها تبحث عن هذا النوع من اللباس المحرم ، والمسئول قليل حياء لانه يعين على تعري نساء المسلمين بجلبه لهذا النوع من أنواع اللباس -
وللمعلومية اللباس الذي يسأل عنه لا يستعمل في البيت إنما يستعمل للمناسبات ، كالعيد وحفلات الاعراس وغير ذلك من المناسبات التي تتجمع فيها النساء -وقد تذكرت قول الشاعر :
إذا لم تخش عاقبة الليالي ******* ولم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا والله مافي العيش خير ****** ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ***** ويبقى العود ما بقي اللحاء
ولذلك جعل الحياء من الايمان ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الايمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) وفي حديث آخر ( الحياء والايمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر )
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا وجد الايمان وجد الحياء ، ولا حياء مع فقد الايمان ، تأمل تجد أن أقل الناس حياء هم ضعاف الايمان .
إن الحياء خلق نبيل ، وصفة كريمة ، وهو بحق النساء آكد ، وإذا نزع الحياء من النساء فعلى الاخلاق السلام ، نساء دون حياء ، مصيبة عظمى ، فعند فقده يكون التبرج والسفور ، والخضوع بالقول ، وعدم القرار في البيت ، والخلوة المحرمة ، والعري والفجور ، بل أعظم من ذلك ..
إن الحياء إذا فقد من النساء ، فإن ذلك يكون سببا في فقد الامن وانتشار الاخطار وكثرة الشرور . فيا معشر النساء ، الحياء ... الحياء ، أتركن ما يعيبكن ،
واحذرن أن تكن ممن أشار إليهن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة
ولا يجدن ريحها ... ) وتذكرت القصة التالية : وقفت امرأة على قوم تسألهم عن ولد لها فقدته وهي متنقبة - النقاب الشرعي - فقال أحدهم :
تسأل عن ولدها وهي متنقبه ! ويقول ذلك متعجبا ، فسمعته فقالت : لأن أرزأ في ولدي خير من أرزأ في حيائي أيها الرجل ..
يذهب الولد ولا يذهب الحياء ، هكذا ينبغي أن تكن معشر النساء .. ( منقول )