284- باب من قال: يكبِّرون جميعاً وإن كان مُسْتَدْبِرِي القبلة، ثم يصلي بمن معه ركعة، ثم يأتون مصافَّ أصحابهم، ويجيء الآخرون فيركعون لأنفسهم ركعة، ثم يصلي بهم ركعة، ثم تُقبِلُ الطائفة التي كانت مقابل العدوِّ، فيصلون لأنفسهم ركعة والإِمام قاعد، ثم يسلم بهم كلهم [جميعاً].
1240ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عبد الرحمن المقري، ثنا حيوة بن شريح، وابن لهيعة قالا: أخبرنا أبو الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن مروان بن الحكم أنه سأل أبا هريرة:
هل صليت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلاة الخوف؟ قال أبو هريرة: نعم، فقال مروان: متى؟ فقال أبو هريرة: عام غزوة نجد، قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى صلاة العصر، فقامت معه طائفة، وطائفة أخرى مقابل العدو وظهورهم إلى القبلة، فكبّر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكبروا جميعاً الذين معه والذين مقابلو العدوِّ، ثم ركع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعة واحدة، وركعت الطائفة التي معه، ثم سجد فسجدت الطائفةُ التي تليه، والآخرون قيامٌ مقابلو العدوِّ، ثم قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقامت الطائفة التي معه، فذهبوا إلى العدوِّ فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو فركعوا وسجدوا، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قائم كما هو، ثم قاموا فركع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعة أخرى وركعوا معه وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا ورسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قاعدٌ ومَنْ كان معه، ثم كان السلام فسلّم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وسلّموا جميعاً فكان لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعتان، ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة.
1241ـ حدثنا محمد بن عمرو الرازي، ثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومحمد بن الأسود، عن عروة بن الزبير، عن أبي هريرة قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى نجد، حتى إذا كنا بذات الرِّقاع من نَخْل لقي جمعاً من غطفان فذكر معناه، ولفظه على غير لفظ حيوة وقال فيه: حين ركع بمن معه وسجد قال: فلما قاموا مشوا القهقرَى إلى مصافِّ أصحابهم، ولم يذكر استدبار القبلة.
1242ـ قال أبو داود: وأما عبيد اللّه بن سعد فحدثنا قال: حدثني عمي، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة حدثته بهذه القصة قالت:
كبّر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكبّرت الطائفة الذين صفُّوا معه، ثم ركع فركعوا، ثم سجد فسجدوا، ثم رفع فرفعوا، ثم مكث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالساً، ثم سجدوا هم لأنفسهم الثانية، ثم قاموا فنكصوا على أعقابهم يمشون القهقرى، حتى قاموا من ورائهم، وجاءت الطائفة الأخرى فقاموا فكبّروا، ثم ركعوا لأنفسهم ثم سجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسجدوا معه، ثم قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وسجدوا لأنفسهم الثانية، ثمَّ قامت الطائفتان جميعاً فصلّوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فركع فركعوا، ثمَّ سجد فسجدوا جميعاً، ثم عاد فسجد الثانية وسجدوا معه سريعاً كأسرع الإِسراع جاهداً لا يألون سراعاً، ثمَّ سلّم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وسلّموا، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وقد شاركه الناس في الصلاة كلها