وقفت أمام المرءاة ارتب بعض الخصلات النافرة من شعري القصير..كانت الساعة تسير بسرعة وصراخي بدء يتزايد سوليكة أين وضعتِ الحذاء الأسود ؟أين ربطة شعري؟ لم تنتهي طلباتي ذلك الصباح وأظن الخادمة شعرت براحة عندما سمعت أزيز سيارتنا المتهالكة جئت للمدرسة كا العادة متأخرة.وبسرعة البرق صافحت جميع المعلمات ووضعت عباءتي وغطاء رأسي جانبا ومن باب النسيان نسيت أن أكتب اسمي لكن صوت الوكيلة أيقظ كل جزيئات الكسل والنسيان الموجودة داخلي
أستاذة منى أتمنى ألا يتكرر تأخرك.كتبت اسمي ومضيت لا الوي على شيئا فالطابور الصباحي أصبح كئيبا وكالمعتاد وقفت خلف الطالبات أوزع ابتسامتي لزميلاتي وكأني بتلك المشاكسات استفز مديرتي..وتشير لي معلمة من آخر الطابور ففهمت قصدها فهي تريدني أن أتجمد وأصمت حتى تنتهي الإذاعة البائسة .. كان صوت فاطمة الآتي من غرفة الإذاعة يوحي بالحزن فقد كان موضوعها عن الأم التي فقدتها من قبل أن تحضنها وسرعان ما انتهت الإذاعة و بدأت الأفواج الصغيرة تنتظم كأسراب الفراش متوجهة إلى الفصول الدراسية والتي أصبحت مثل علب الكبريت..واتجهت إلى الصف الخامس حاملة معي طبشورتي وكتبي وتحتها كان يئن دفتر التحضير وضعتها جميعا على أول طاولة وقبل أأن أبدء الدرس أنشدنا سويا
أمي..أمي ما أحلاها....قطعت النشيد وسط ضحكات صغيراتي واستدرت كي أكتب على السبورة المادة تعبير.. الموضوع رسالة إلى الأم
الموضوع كان شيقا وجميلا ويحمل طابع الصدق وخاصة عندما يأتي من أطفال لم يتجاوز أعمارهن بين العاشرة والتاسعة...وكنت أنا في غاية الفرح لأني أتحدث عن أمي ودورها في حياتنا.
بدأت بتوزيع أوراق بيضاء وظروف وأخبرتهن أن الطالبة التي ستكتب أجمل رسالة لأمها ستنال جائزة كبيرة وانتظرت عشر دقائق وبعدها استمعت لأمل وكيف أنها تحب أمها وبعدها فاطمة ثم ريم لم يتبقى غير جني الطالبة الذكية التي لأتمل حديثها بدأت تقرأ بكل فرح والكل كان منصتا بخشوع وبدأت
إليك ياأرق قلب وتوالت الكلمات الجميلة... كنت أغوص في كل كلمة تقولها جنى الصغير ولثغتها الجميلة تعطي الحديث لذة خاصة
وختمت حديثها بكلمة عودي ياماما (( آني )) فأنا أحتاج لدفء حضنك عودي بسرعة.
وقتها لاأعلم كيف وقفت وكيف غادرت المكان.. الذي أذكره إني تهاويت ألف مرة
مع كل دمعة خرجت .. أصابتني هستريا أيكون كل تلك الجمل الجميلة لخادمتها!
.