أنا.. لا أبيع نديمي..
**
ظلمـتُ فـؤادي بشكـي وظنـي..
وكــل جنـونـي .. لهيـبـه مـنـي
وطـوّقــتُ آهـــي بــــآه بــديــل
فـبــات حنـيـنـي يـعـانـق أنّـــي
وما كنتُ منكِ سوى أنّ روحـي
تجارتْ مع الريـح تسبـق جنِّـي
ومـا كنـتِ إلا حفـيـف جـراحـي
ومـا كنـتِ بــردا ببُـعـدكِ عـنـي
*
*
فلسنا..وأعْنـيـكِ أنــتِ ومـوتـي
سوى أن موتـي لعـوبُ التجنّـي
فــلا هــو أبـقـى عـلـيّ قنـوطـي
ولا هــو أحـيَـى لــديّ التـمـنـي
ولا هــو أوْدى فأعـْتـق مـوتــي
ولا رقّــص النـفـس رنّـًـا بــرنِّ
*
فـإن كنـتِ أوهـمـتِ أنــكِ مـنّـي
فبِالكِذْبـة الـحَـقّ سـرّيـتِ عـنـي
ولـو حاصرتْـك زوابـع شـوقـي
فـصُـدي جنـونـي ولا تطمئـنّـي
*
فـإنـي قطـفـتُ أشـعـة شـمـسـي
وأوقدتُ في السُّحْب نيران ظني
فنـونٌ مـن الوجـد جالـت علينـا
ووشوَش بالسرّ غصـنُ التثنّـي
*
وصـالـت غــزاةً عـيـونٌ جـنـاةٌ
فـيـا قـلـبُ هـيـا عليـهـا أعِـنّــي
*
نـثـرتُ تبعْـثُـرَ شَـعْــركِ فـوقــي
وعـدّلـتُ صــدرَك لحـنًـا يغـنّـي
*
أنامـلُ كالـذوب ضــوءٌ شفـيـفٌ
فـمُـنّـي بـضـوئـك..بالله مُــنّــي
وصونـي ورودا بكـت للعشـايـا
فرغم البكـاء الشـذى لـم يَخنّـي
ووَشّـي رويّــا يُـطَـرّب شِـعـري
وخَـلّـي الـدّنـانَ تـعـانـق دنّـــي
وخلّي خموري تضُـوع وتغْـري
وتقلِـب للصّحْـو ظـهْـر المـجـنّ
وضُمّـي بقايـا جزيْئـات روحـي
وصُـبّـي قِـداحـا تداوي..تـعَـنِّـي
*
فلسـت أنــا مــن يبـيـع نديـمـي
فـكـلُّ نـدامـى المجـالـس مـنّــي
وكــلُّ الـكـؤوس تـحِـنّ لريـقـي
وريقـي يـجِـفّ ..إذا لــم تَحِـنِّـي
**
صــــلاح داود