بسم الله
مما لاشك فيه بأن تربية الأطفال من الأمور الهامة والشاقة في نفس الوقت
فما هي الطريقة المثلى لتربية الأطفال؟ وفي أي سن تكون نقطة البداية؟
وبعيدا عن علم النفس وكتب التربية ليس لأنها بدون جدوى ولكن عندما تعيش لحظة الحدث مع الطفل وأنت في حالة امتعاض
من تصرفات طفلك ربما ليس هناك متسع من الوقت لتقرأ ماذا يقال عن التربية وكيفيتها لأنك مطالب بإتخاذ القرار الصائب
في ثواني.
هنا من واقع تجربة وبعد توفيق الله أرى بأن نقطة البداية عندما يبدأ الطفل يسمع ويرى ويمشي ويفرق بين الجمرة والتمرة
في هذه السن يكون الطفل لديه حب الإستطلاع لكل شيئ حوله بشكل طفولي وقد يكون مزعجا أحيانا فلا بد من متابعته
وتوجيهه بطريقة رقيقة وبكلمات يفهمها وإياك أن تسمعه تلك الألفاض القاسية لأنك في لحظة إنفعال سوف تزرع في نفسه بذورا سيئة
وأنت تقول هو طفل لا يفهم وهنا الخطأ لأن الطفل يفهم ويسجل كل شيئ في ذاكرته وسوف يستدعي هذه الأشياء من الذاكرة حينما
يكبر وأقلها سوف يكرر الخطأ مع أطفاله وبنفس الأسلوب.
فيجب علينا توخي الحذر مع الطفل ونحسن معاماته مع شئ من الحزم الذي يناسب هذه المرحلة العمرية
وعلينا أن نعلمه الصح والخطأ والتدرج في التوجيه والعقوبة فهما خطان متوازيان
فإذا رأيت طفلك يلعب بشيئ خطر في البيت ربما أسلاك الكهرباء أو مفاتيح البتوغاز أو بالأشياء الحادة
فيجب عليك أن تجعله يدرك بأن هذه الأشياء خطيرة بأسلوب واضح وبكلمات هو يفهما وبالتشجيع في نفس
الوقت بأنك سوف تشتري له كذا وكذا وخاصة الأشياء التي يحبها .
أحيانا يعاود الطفل نفس الأخطاء ولا يستجيب للتوجيه هنا يأتي دور التلويح بالعقاب في مرحلته الأولى وهو أن تحضنه إلى صدرك وتقول له أنا
أحبك وتقبله وتقول له أنا (زعلان منك لأنك ما سمعت كلامي )أمك تقول بأنك لست عاقلا في البيت هنا تفهمه
بأن أمه تراقبه وسوف تخبرك بما يفعل فيبدأ يستجيب للتوجيه وهذا لا يأتي في يوم وليلة فلا بد من المتابعة
وكأن لديك مزرعة تعتني بها كل يوم ليأتي اليوم الذي تجني ثمارها الطيبة فلو أهملتها تصبح خاوية على عروشها
وإذا كان الطفل من النوع الذي لا يستجيب للتدرج الأول والثاني هناك المرحلة الثالثة وهي الحزم والصرامة
في الكلام وأن يرى تعابيره على وجهك والضرب ولكن لاتنسى بأنه طفل كيف تضربه تمسك بيده وتعيد على مسمعه
بأنك قلت له كذا بخصوص كذا ولم يمتثل لتوجيهاتك وتضربه بيدك على ظهر يده برفق مراعيا سنه دون أن تترك أثر
حتى يدرك بأنه ارتكب خطأ ومن أجله أنت تعاقبه لأنك لو ضربته أو وبخته دون أن تبدي له الأسباب سوف يشعر
بالظلم والقهر وبعد العقاب مباشرة تناديه وتمدحه بأنه يسمع الكلام.
ثم تفاجئه بعد ساعة أو ساعتين بلعبة معدة لهذا الغرض في هذه اللحظة سوف يفرح باللعبة وتستغل هذه الفرحة
وتقول له أمك تقول إنك عاقل في البيت وتسمع كلام بابا (عشان كدا جبتلك لعبة))
طولت عليكم وللموضوع
بقلمي