إعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لطاعته ......
أن الناس متفاوتون في طول الأمل تفاوتًا كثيرًا فمنهم من يأمل البقاء إلى زمان الهرم
ومنهم من لا ينقطع أمله بحالٍ ومنهم من هو قصير الأمل وكلما قصر الأمل جاد العمل لأنه
يقدر قرب الموت فيستعد استعداد ميت
روي عن علي رضي الله عنه أنه قال إنما يهلك اثنتان الهوى وطول الأمل فأما الهوى فيصد عن الحق .
وأما طول الأمل فينسي الآخرة وروي عنه أيضًا أنه قال من ارتقب الموت سارع إلى الخيرات وصدق رضي الله عنه الله
فلو أن غائبين عنك تعتقد أن أحدهما لمجيئه احتمال قوي في ليلتك أو في يومك والآخر يتأخر بعده بشهر أو شهرين
للذي تخشى أن يفاجئك قدومه سريعًا ولاسيما إن كان قد أوصاك بوصية نفذتها قبل أن يصل فيلحقك ملامة أو عقوبة
وتهيئ له مع ذلك ما تقدر عليه من تحف وما ترى أنه يناسبه ويهواه .
:
تَأَهَّبْ لِلَّذِي لا بُدَّ مِنْهُ
فَإِنَّ الْمَوْتَ مِيعَادُ الْعِبَادِ
يَسُرُّكَ أَنْ تَكُون رَفِيقَ قَوْمٍ
لَهُمْ زَادُ وَأَنْتَ بِغَيْرِ زَادِ
بتصرف يسير من كتاب مورد الظمآن