و ماتحت الثرى

فسر الشيخ محمد متولي الشعرواوي آية ( وما تحت الثرى ) فقال : وضع الله

سبحانه وتعالى قوانين في الأرض لكل شيء وجعل الأسباب والمسببات في

يده ، ولكن كل شيء يمضي بالقانون الذي وضعه الله له ، فإذا أراد الله

سبحانه وتعالى بحكمة هو يعلمها أن يعطل هذا القانون أو يأتي بعكسه فإنه

يقول كن فيكون . ولقد نبهنا الله سبحانه وتعالى في القرآن إلى أشياء لم

يكشفها للعقل البشري إلا خلال الفترة الأخيرة فقال الله تعالى : ( له ما في

السموات وما في الأرض وما بينهما وماتحت الثرى )) وكان لا بد للعقل البشري

أن يتنبه لكلمة (( ما تحت الثرى )) إلى أن هناك كنوزاً أو ثروات قد وضعها الله

سبحانه وتعالى تحت سطح الأرض ، ولكن الإنسان في وقت نزول القرآن لم

ينتبه لكلمة ( وما تحت الثرى ) ولم يفطن إلى أن الله قد وضع من الثروات ومن

الأشياء في باطن الأرض بقدر ماوضعه فوق سطحها وربما أكثر ، ثم تقدم العلم

وحدثت الزلازل والبراكين ، وخرج ما تحت الثرى إلى ما فوقها ليكشف الإنسان

بقدرته عن الكنوز التي وضعها الله تحت الثرى ، فعرفنا المناجم والمعادن

المدفونة في باطن الأرض ، وعرفنا البترول ، وبدأ الإنسان يبحث في معنى

الآية الكريمة ( وماتحت الثرى ) وفي كل يوم يكتسف جديداً لم يصل إليه علم .

وهكذا كانت الآية التي ذكرها القرآن تسمى حقيقة كونية كبرى ، هي أن

الرزق في الأرض والخير الذي وضعه الله فيها لا يوجد فقط فوق السطح ، ولكن

يوجد تحت سطح الأرض أيضا ، وتلك معجزة قرأنية بدأت تتكشف للعالم ، والآن

تقوم الدول الصناعية الكبرى بإنفاق الملايين من الأموال للبحث عن الثروات

الموجودة تحت الثرى >> سبحان الله انه على كل شي قدر