وأما قوله: (ولا ينفع ذا الجد منك الجد)
يعني الجد الغنى
والحظ والبخت، فلا ينفع ذا الغنى، والمال والوظائف
لا ينفعه غناه من الله جل وعلا
فلا يغنيه عن الله سبحانه وتعالى
من ذلك جده، وغناه، ووظائفه يعني لا أحد يغنيه بدلاً من الله
بل ما أراده الله به نافذ، ولا ينفع ذا الجد منك يعني بدل وعوضا منك
لن يغنيه عن الله حظه ولا ماله، ولا جاهه
بل هو فقير إلى الله في كل شيء
مهما كانت له الأموال، والغنى، والحظ، والوظائف ــ متى شاء ربه سلبه هذا كله
يقول سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)
سورة فاطر
سبحانه وتعالى، فالعباد في أشد الضرورة إلى ربهم وليس لهم غنى عنه سبحانه وتعالى أبداً
بل فقراء إليه وإن كان ملوكاً، وإن كانوا أغنياء وإن كانوا أصحاب ثروات طائلة، فهم فقراء إليه
ومتى شاء سلبهم ملكهم ومالهم في طرفة عين سبحانه وتعالى.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
![]()