الهلال ليس بخير
منيرة القحطاني


ما يحدث في المعسكر الأزرق لغز بحاجة إلى من يفك طلاسمه وأسراره، فالجميع يتساءل في حيرة كيف انقلبت الحال وانتكس المزاج العام وتقهقر المستوى في شكل مخيف؟ ولم فقد الفريق هويته وروحه وحماسته فجأة؟ لماذا هناك إجماع على أن الهلال ليس بخير؟

إن كان ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند، فما نقول وقد اجتمع مع الأقربين ذوو المصالح والخصوم؟! الحقيقة المرة تقول: «نعم في الهلال أيد داخلية حركها حوار تلفزيوني، وقوى خارجية أيقظها تاريخ مليء بالنكسات، فاجتمعت السهام في كنانة واحدة ونهل الجميع بلا هوادة لطعن صدر أعزل درعه عشق الهلال ودعم جماهيره فقط».. إدارة ضعيفة مغرقة في المثالية والتصنع، قربت البعيد وأبعدت القريب رغبة في مزيد من التلميع الإعلامي في مقابل حصرية الأخبار والظهور المتكرر للتبرير، وكان أن أصبحت أسرار الهلال خارج أسواره في مواقف معيبة تحدث للمرة الأولى في تاريخ الكيان.

الحرب على الهلال ليست وليدة تولي سامي الجابر دفة القيادة، بل هي ضاربة في أعماق التاريخ منذ أزاح الغيوم في صفحة السماء وأعلن مولده ساطعاً حد الإبهار وبطلاً فاقت بطولاته الأندية كافة، وكان معلوماً من يقودها ولأية غاية، ولكن أن يتولى المهمة بعض المحسوبين على الهلال نكاية في سامي الجابر، فتلك بادرة خطرة وعواقبها وخيمة، إذ أردت النصر أعواماً، وهاهي رحاها تدور في الاتحاد وتوشك أن تهوي به في دهاليز المجهول، ذلك أن الخطر الحقيقي الذي يقوض أي بنيان هو الحروب الداخلية لأجل المصالح الخاصة أو الانتقام الشخصي، وإن استمر الحفر في سور الهلال بيد أبنائه فإذاً بدأ العد التنازلي لسقوط مدوّ..!

نعلم أن سامي الجابر أخطأ كثيراً بتصديقه من ضرب له صدره ودفعه إلى الخروج تلفزيونياً للحديث عن خفايا البيت الهلالي ووعده بالوقوف معه لأنه أمام مصالح أبناء العم وأبناء الخال، ثم التخلي عنه وتركه يواجه تبعات الظهور التي كلفته ما يحدث للفريق من انتكاسة، إذ وضحت نوايا البعض في قيادة سامي إلى الفشل بالقوة وتكسير مجاديف النجاة وتحطيم مصادر القوة التي يعتمد عليها، وإلا بم يمكن تفسير الهبوط الحاد في مستوى نجوم الفريق؟ وهل يعقل أن الإدارة لا تستطيع كبح جماح انحرافهم عن المسار بالسهر المتكرر الذي يتم بعلمها وبمعرفة تامة لمن يقف خلفه، والذي كان من نتائجه أن تحول اللاعبون إلى أشباح ودمى متحركة بعد أن كانوا قوة الفريق الضاربة؟!

هلالك يا سامي ليس بخير، فهو يذبح جهاراً نهاراً من الداخل، ولن يتم علاج ذلك بالصمت ومجاملة أصحاب «البشوت» المتطفلين، بل بمواجهة الرئيس بحزم لكف هذه الأيدي وإيقافها عن العبث، وليكن قول المتنبي: «أزل حسد الحساد عني بكبتهم.. فأنت الذي صيرتهم لي حسّداً» هو رسالتك إلى الرئيس، ولتكن على ثقة بأن جمهور الهلال العظيم هم درعه الحصين في إخماد الحروب الخارجية، فكلما أوقدت ضد الكيان نار من حقد أو حسد أخمدها العشاق بالحقائق الدامغة، والتاريخ يشهد.