ظلم الحكم..عدل!
خالد الباتلي
لا أعلم لماذا لا تولي جامعاتنا ومراكز البحث لدينا المشهد الرياضي اهتمامها وتمنحه جزءاً من أبحاثها ودرسها؟!
شئنا أم أبينا، لا صوت يعلو فوق صوت الرياضة في مجتمعنا.. تحضر المباراة وتبدأ مباريات فكرية أخرى.. تقيس من خلالها ظواهر عدة متغيرة في نسق التفكير لدينا، وفي قراءة المشهد..!
لو تسلم باحث ما فقط التصاريح الإعلامية لرؤساء الأندية قبل وبعد المباريات لخرج بتناقضات لا أول لها ولا آخر! ولو بحث آخر في لغة النقاش بعد الفوز والخسارة لعرف أن اللغة العربية تعج بالمفردات البيضاء والسوداء أكثر مما يجب!
الرياضة لدينا أصبحت ضرب حابل بنابل وأخماس بأسداس وما من نتاج، بل والله كل العجاج!
لنأخذ مثلا التحكيم بصفته قضية، فلا أحد راضٍ عنه تماماً.. الفائز سيغض الطرف عنه والخاسر سيبحث عن أي شيء ليتهمه به ليخرج هو من دائرة الفشل!
الحكم جزء من اللعبة، وأخطاؤه جزء من مجريات المباريات، ولا يمتلك أحد سلطة تغيير نتيجة المباراة بسبب قرار حكم إلا في حال حدوث خطأ فني لا علاقة لمجريات اللعب به، حينها يكون للجنة الفنية في اتحاد القدم حسابات أخرى!
ليس عيباً أن يخطئ الحكم، ولكن العيب أن يستمر خطؤه كل حين! وليس عيباً أن يفوز نادٍ بخطأ حكم، لكن أن يكون كل فوزه بمباركة حكم، هنا تكمن المصيبة!
مشكلات الحكم لدينا أنه يتأثر بسرعة بالمشهد المحيط به، فهو يهتم بالجمهور ورضاه أكثر من اهتمامه بمرجعيته في لجنة الحكام، وفي ظل عدم وجود لائحة احتراف ونظام احترافي للمهنة لن يخاف الحكم من فقدان شيء! لذا فرضا جمهور ورئيس ناديه قد يكون أسلم لحياة الحكم من أي شيء آخر!
ولجنة الحكام - وللأسف - لا تقوم بواجبها تجاه الحكم كما يجب ولا تدافع عنه ولا تعلق عملها انتصاراً له، بل ما يزال كل شيء يمر عبر بوابة تقبيل «الخشوم» وظروف مكافآت ومكالمات ترضية و... إلخ!
لا أعلم متى سيؤمن كل نادٍ بأنه كما ظلمه هذا الحكم في هذه المباراة، فإنه يقدم له مباراة أخرى على طبق من ذهب! لاشيء يدوم، فيوم لك وأيام عليك، لذا قبل أن يخرج أحدهم ويسخر من حكم المباراة فليتذكر مباراة قبلها كيف ظلم فيها منافسه بينما استفاد هو وابتسم ليزيد الآخرين حسرة.